معرف الأخبار : 36461
تاريخ الإفراج : 11/24/2019 10:43:55 PM
أعمال الشغب الأخيرة في ايران؛ \"حرب الأحزاب\" تحت مسمى \"حق التظاهر\"

مسؤول أمني رفيع في حوار خاص مع موقع "نورنيوز" الخبري التحليلي:

أعمال الشغب الأخيرة في ايران؛ \"حرب الأحزاب\" تحت مسمى \"حق التظاهر\"

نظرا إلى التقارير التي لمّحت لوجود خطة مشتركة تحيكها عدّة بلدان بهدف زعزعة استقرار إيران، فضلاً عن المعلومات التي قدمتها احدى البلدان المجاورة، إضافة الى التحقيقات التي أُجريت مع العميل روح الله زم، كنا نتوقع حدوث أعمال الشغب الأخيرة.


نورنيوز- عرّج مسؤول أمني ايراني رفيع على الأحداث الاخيرة في ايران مشيراً إلى أنه لا يمكن قراءتها دون مراعاة العوامل الرئيسية التي أدت لها، وقال: بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية منذ 24 أبريل/نيسان 2018، كان ترامب وفريقه الأمني المتطرف الغارق بالعُقد والأمراض يعتقدون بأن الجمهورية الاسلامية ستخضع بعد مرور عدّة أشهر على سياستهم العدائية هذه،  ظانين بأن ايران لن يكون أمامها سوى الاستسلام أو الانهيار.





المسؤول الامني تابع في حوار خاص مع موقع \"نورنيوز\" الخبري
التحليلي:  ترامب أعلن عن سياسته هذه بشكل
صريح لقادة بعض الدول الاوروبية الذين تحفظوا بدورهم وواصلوا سياسة الحوار مع
ايران بشكل حذر.





فيما يلي نص الحوار الكامل مع المسؤول الامني الايراني الرفيع بشأن أحداث
الشغب الاخيرة في البلاد:





منذ ابريل عام 2019 ، خرجت إيران عن سياستها الدفاعية وتبنّت سياسة \"المقاومة
الفعّالة\" في مواجهة \"الضغوط القصوى\" الاميركية، تبدّل مشهد المواجهة
غير المسبوقة للجمهورية الإسلامية مع واشنطن وحلفائها الغربيين والإقليميين لصالح إيران.
تجلّى هذا الامر بشكل واضح عندما أقرّ أكثر المفكرين الأميركيين تطرفاً بفشل سياسة
الضغط الأميركية القصوى ضد إيران.





بعد إخفاق ترامب في إركاع إيران على ركبتيها مخالفاً مواقف حلفائه في هذا
السياق، حاول من جديد مد جسور للتواصل مع إيران ولكن بهدف التقاط \"صورة تذكارية\"
يستخدمها كعادته لاكتساب مكانة له في الداخل الاميركي، لكنه تلقت مساعيه ردّا
صارماً من ايران ورفضت التفاوض معه بشكل قاطع.





وضع ترامب السياسي الهش عشية الانتخابات الاميركية القادمة في 2020؛ وسلوكه
المتخّبط، خاصة بعد رد فعله البارد على التطورات الأمنية خلال الأشهر القليلة الماضية
في المنطقة، دفعته لوضع زعزعة الأمن في ايران ضمن مخطط شديد التعقيد ومكلّف للغاية
نصب عينيه، متبعاً اسلوب \"حرب الموجة الرابعة\" الذي تتم حياكته داخل
الغرف السوداء المشتركة الغربية – العربية – العبرية المتمثلة بحلفاء بلاده، وبدأت
بدورها منذ عدّة سنوات تدريب عناصر مخرّبة مهمتها إثارة الشغب داخل البلاد.





لقد وردتنا معلومات لمّحت لوجود خطة مشتركة تحيكها عدّة بلدان بهدف زعزعة
استقرار إيران، فضلاً عن تحذيرات قدمتها احدى البلدان المجاورة لايران، إضافة الى
التحقيقات التي أُجريت مع العميل روح الله زم، كل ماسبق جعلنا نتوقع حدوث أعمال
الشغب الأخيرة.





قرار تعديل أسعار الوقود الذي لامفرّ منه، كان ذريعة جيّدة لشنّ حرب
الأحزاب على الشعب الايراني تحت مسمى \"حق التظاهر\"، الذي أدى بدوره لتحريف
مسار مطالب الشعب المحقّة. 





ارتفاع أسعار الغاز والمخاوف بشأن التضخم غير المتكافئ لمعدلات السلع والخدمات
التي لا يمكن للكثيرين في المجتمع تحمّل نفقاتها قد تسبب في ردّة فعل طبيعية ومقبولة
وسلمية من مختلف شرائح المجتمع الايراني، لا سيما المواطنين الأقل دخلاً، لكن
سرعان ما استغلت الأطراف المعادية هذه المطالب المحقّة لركوب الموجة وتحويل مسارها
بهدف تحقيق مصالحها المتمثلة بإثارة الفوضى في ايران.





طبقا للتقارير والمعلومات الاولية التي وصلت إلينا، كان من المقرر تنفيذ
هذه المؤامرة (زعزعة الأمن داخل البلاد) في أواخر العام الحالي وحتى بداية العام
الجديد 2020، والامر الذي دفع الاعداء لبدء تنفيذ المخطط المذكور آنفا هو الصفعات
الاستخباراتية التي وجهتها الجمهورية الاسلامية لبعض الاجهزة المعادية علاوة على
الرفض الشعبي لرفع أسعار الوقود.





إن الأبعاد الاقتصادية والأمنية والعسكرية والإعلامية للحرب، والتي ستتم الإشارة
إليها أدناه، لا تدع مجالًا للشك في الأحداث المخطط لها والتي تجسدت في أحداث العنف
الأخيرة في مختلف مدن ايران.





سلسلة الاحداث الاخيرة تمت باستخدام أسلوب \"حرب الموجة الرابعة\"
بغية خلق حالة من عدم الاستقرار وانعدام الامان داخل ايران، وكان الهدف الرئيسي
منها توجيه ضربة للنسيج الاجتماعي من أجل تمزيق النظام من الداخل ودفع البلاد نحو
الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وتحريض أبناء الشعب لعدم الوقوف مع الدولة.





العقوبات الاميركية الاخيرة كانت بهدف إثارة السخط الشعبي ومن ثم لصق ما يحصل
بالحكومة عن طريق استخدام العدو لأدواته المتمثلة بوسائل الاعلام ومواقع التواصل، هذا
الامر أحد أبرز المحاور لما حصل مؤخرا في ايران.





تجسد الخطوة التالية للأعداء في التخطيط لجذب وتدريب وتنظيم شبكة من
المخربين في الداخل وتوسيع نطاقها لتشمل مراكز الاحتجاج على مستوى الدولة لتشكيل نواة
الانتفاضة الاجتماعية وتنسيق الاحتجاجات الواسعة ضد السلطات وتحريف مسارها.





كان قادة أعمال الشغب يعملون على تعميم ممارساتهم وتوريط الناس بها،
بالاضافة الى تضخيم الاحتجاجات لخلق ذرائع تتعلق بحقوق الإنسان، ماسبق كان يمثّل
المهمة الأساسية للذراع الإعلامية لأعمال الشغب.





إن التركيز على مدن أطراف العاصمة ومحاولة بث الذعر وانعدام الامان في أهم
مراكز الطاقة والاقتصاد في الجمهورية الاسلامية، من قبيل \"ماهشهر وميناء
الامام الخميني (ره) وعسلويه\" يدل على أن العدو سعى إلى فرض نوع من الحصار
السياسي والاقتصادي بهدف تفكيك البلاد من الداخل.





على هذا الصعيد كانت الخطة هي مهاجمة المراكز العسكرية ومقار الشرطة بهدف تحقيق
هدف زيادة عدد الضحايا والحصول على الأسلحة لتأجيج الأوضاع.





على الرغم من أن العديد من الخلايا التي تمّ إعداداها لبثّ الفوضى كانت مجهزة
بالفعل بمجموعة متنوعة من الأسلحة التي تمّ تهريبها، إلا أن اقتناء القوات المسلحة
الإيرانية لأسلحة منظمة وقانونية حال دون وقوع اقتتال داخلي، وهو الامر الذي كان
يفضله جميع المواطنين بشكل قاطع.





من ناحية أخرى ، كان اعتقال العميل \"روح الله زام\" مهما من
ناحيتين، حيث مثلّ فشلاً ذريعا للأعداء في تنفيذ مخطط نشر الفوضى في إيران، ولأنه خرج
من مدار الحرب النفسية وقاد المتمردين وكذلك استخدام المعلومات المقدمة في الاستجوابات
ليكون لها آثار كبيرة. يعتبر اعتقال مدير شبكة آمد نيوز التحريضية أحد الحلقات
الرئيسية التي جنّبت البلاد الوقوع في مستنقع الفوضى وانعدام الامان.





واحدة من القضايا الهامة التي تحتاج إلى معالجة في التعامل مع الأزمة الأخيرة
هي دور ووظيفة الإنترنت.





نظرا للاعتماد الكبير على الإنترنت في مجالات الحياة اليومية لعامة الشعب
الايراني، كان مايبعث على القلق هو أن إيران باتت أمام خيارين، إما أنها لن تقطع الإنترنت
حتى لايسبب المزيد من السخط بين أبناء الشعب أو ستواجه احتجاجات واسعة وخسائر اقتصادية
هائلة.





على هذه الحال، ومع قرار قطع الإنترنت، لم يتمكن المخرّبون من إثارة الفوضى
وواجهت مؤامرتهم خللا كبيرا، وتمكنت شبكة المخابرات الوطنية من تلبية الحد الأدنى من
احتياجات الناس في مختلف النواحي، وهو حدث لم تتم معالجته بأي طريقة أخرى.





بالطبع، تم توفير بعض ترتيبات الاتصال البديلة أيضًا لشبكات المحرضين، مما أدى
فعليا إلى تحديد العديد من العناصر الرئيسية للاضطراب من قبل المخابرات الايرانية.





من جانب آخر، أدت إرشادات وتوجيهات قائد الثورة الاسلامية يوم السبت الماضي
إلى فصل المحتجين الحقيقيين عن مثيري الشغب والوجود النشط للناس في مكان مثيري الشغب،
إلى جانب اعتقال بعض قادة مثيري الشغب من الذين كانت أجهزة المخابرات تتعقبهم منذ
مدّة، إضافة الى أن قطع الانترنت مكّن الأجهزة المختصة من القبض على مثيري الشغب
وإنهاء المؤامرة في غضون 48 ساعة، وأغرق قادة المشروع المعادي لايران في المزيد من
الإحباط والغضب.





الجدير للملاحظة، هو أن الدعم العلني والسافر لمثيري الشغب في الأحداث
الأخيرة من قبل أميركا، السعودية ، الكيان الصهيوني، ومجموعات ارهابية اخرى وبعض الجهات
الاخرى، أظهر للأعداء أنه يوجد أمل كبير في تنفيذ مثل هذه المؤامرة داخل البلاد.





أما من جانبنا، فسوف نرد، كما أثبتنا مرارا وتكرارا، على أي انتهاك لأمن ومصالح وحقوق الشعب الإيراني في وقتنا ومكاننا وبالطريقة التي نرغب فيها، والدول والمجموعات المشاركة في هذا التمرد الفاشل اليوم. ينبغي أن يتوقعوا ردة فعل حازمة من الجمهورية الاسلامية الايرانية.





موقعنا على الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100041421241880





على الانستغرام: https://instagram.com/nournews_ir.ar?igshid=ttnjhn95hlfg



نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك