نورنيوز - التطورات الأخيرة على الساحة العالمية، والتي تتركز في كثير من الأحيان على الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، تشير بوضوح إلى أن "جو بايدن" و"بنيامين نتنياهو" أصبحا الخاسرين الرئيسيين من حرب غزة .
إن التصرف الوقح الأخير للحكومة الأمريكية باستخدام حق النقض ضد قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي صدر بسبب إشارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، أدى مرة أخرى إلى غضب الرأي العام العالمي. لقد كان الرأي العام وحتى تحول جزء كبير من الناخبين الأمريكيين خارج دائرة الديمقراطيين وبايدن الذين يبدو أنهم لا يعيروا إنتباه وأهمية لأي شيء سوى مصلحة الكيان.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تحدث بعض كبار أعضاء وزارة الخارجية الأمريكية وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين مثل "بيرني ساندرز" و"إليزابيث وارن"، في اجتماعاتهم السرية وأحيانا مواقفهم العلنية، بشأن استمرار نهج البيت الأبيض في التعامل مع القضية، و حذروا من تأثير حرب غزة على الهزيمة في انتخابات الرئاسة 2024.
وفي الوقت نفسه، تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال عن توتر بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو بسبب خلافهما حول عملية العدوان على غزة، كما زعمت صحيفة بوليتيكو الأمريكية؛ بايدن أصدر أمراً بالتحضير لحظر إصدار التأشيرات وفرض عقوبات على المستوطنين الصهاينة المتطرفين!
في مثل هذا الوضع، عند دراسة السلوك الأخير للحكومة الأمريكية، لا ينبغي للمرء أن يكتفي فقط باستراتيجية واشنطن المعتادة لدعم الصهاينة. وفي الوقت نفسه، هناك عامل مهم آخر لا يمكن إغفاله بسهولة.
والحقيقة هي أن ظلال تهديدات إيباك ونتنياهو لا تزال تلقي بثقلها على الرئيس الأمريكي. ويرتبط سبب هذا التهديد بالتصميم الأولي لحرب غزة من قبل إدارة بايدن.
وبعد عملية اقتحام الأقصى، تولى البيت الأبيض والبنتاغون والقيادة المركزية تصميم وإدارة حرب غزة، بل وطلبوا من تل أبيب تسليم السيطرة على الميدان إلى واشنطن.
إن وجود الآلاف من الرماة الأمريكيين على شواطئ غزة ومئات من كبار العسكريين في البنتاغون في غرفة عمليات حرب غزة قد أظهر الدور القوي والمركزي لأمريكا في الإبادة الجماعية لشعب غزة.
بعبارة أخرى؛ وهنا لم نشهد تكامل القوة العسكرية الأميركية والإسرائيلية فحسب، بل شهدنا أيضاً هيمنة الإدارة الميدانية الأميركية على مشهد الإبادة الجماعية والجرائم المؤلمة في غزة.
حسابات بايدن ورفاقه، مثل الحسابات البيئية والميدانية للصهاينة، كانت تقوم على التدمير السريع لحماس والاحتلال الكامل لغزة، ولم تتخيل واشنطن وتل أبيب قط أن المعركة ستتآكل وأن إعلانهما المعلن لن تتحقق الأهداف في حرب غزة، لكن هذا حدث بسبب المقاومة البطولية والذكية لسكان غزة ومقاومي حماس.
وفي مثل هذا الوضع، حذر الصهاينة بايدن من أنه على الرغم من الهزيمة المشتركة الثقيلة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني في قطاع غزة، فإن أي تراجع من جانب البيت الأبيض عن النهج الحالي سيؤدي إلى الكشف عن الحقائق، بما في ذلك الطريقة التحريضية للفتنة. بايدن ورفاقه في حرب غزة وكشف النقاب عن مشاورات مكلفة والبنتاغون والقيادة المركزية سيحملان اللوم على الصهاينة.
ومن الواضح أن هذه الوثائق لن تبقى مخفية لفترة طويلة، وستصبح قريبا دليلا وأمثلة على الفشل الذريع لواشنطن وتل أبيب في قطاع غزة.
بناءاً على ذلك، يكون قد دخل كل من بايدن ونتنياهو بجدارة إلى مزبلة التاريخ، وهو المصير الذي سينتظره خلفاء الجلادين في امريكا والكيان الصهيوني.
نورنيوز-وكالات