معرف الأخبار : 154751
تاريخ الإفراج : 11/7/2023 10:31:17 AM
انقلاب الوعی.. مخاوف إسرائیلیة من انتفاضة شاملة بالضفة

انقلاب الوعی.. مخاوف إسرائیلیة من انتفاضة شاملة بالضفة

"لا یفل الحدید إلا الحدید".. واحدة من الأمثال العربیة التی تربت علیها الأجیال الفلسطینیة المتلاحقة، حتى تشکل وعیها فی رفض الاحتلال الإسرائیلی والقبول به بأی مرحلة من مراحل التاریخ، وبقی التمسک بالمقاومة بأشکالها المختلفة رغم محاولات التطویع والمشاریع الغربیة التی انهمرت فی أعقاب اتفاق أوسلو.

الیوم، وفی ذروة الحرب الإسرائیلیة على قطاع غزة، تبرز مجددا طلائع الأجیال التی تتغنى بالمقاومة وتردد شعاراتها، وتغض الطرف عن أی خیارات أخرى. الأمر الذی بات یشکل هاجسا للاحتلال الإسرائیلی بالضفة، والتی حاول أن یطوعها وفقا لنماذج حیاتیه مختلفة.

فمع انطلاقة معرکة طوفان الأقصى فی السابع من أکتوبر/تشرین الأول2023، انخرطت الکثیر من شرائح المجتمع الفلسطینی بالضفة الغربیة بالفعالیات النضالیة، لتعید للأذهان تجربتی الانتفاضة الفلسطینیة الأول والثانیة اللتان شکلتا محطات مهمة فی تاریخ النضال الفلسطینی.

فعالیات إعادة الوعی

ففی غالبیة المدن والقرى والبلدات فی الضفة، بات یعود لطلبة المدارس دورهم الطلائعی، وعادت ما أطلق علیها “الحرکة الطلابیة” دورها، من خلال الدعوة للمشارکة بمسیرات صباحیة تجوب شوارع البلدات والمدن مرددة الشعارات المؤیدة للمقاومة والرافضة للاحتلال.

فیما تتقدم هذه المسیرات الأعلام الفلسطینیة وتصدح حناجرهم بالهتافات الوطنیة، وهو ما ینعکس أیضا فی الاذاعات المدرسیة مع الطابور الصباحی فی کل یوم.

بموازاة ذلک، شرع العشرات من الشبان على تحدید مسجدِ فی کل محافظة والدعوة لإقامة صلاة القیام التی یرافقها الدعاء لنصرة المقاومة وحمایة قطاع غزة من بطش الاحتلال.

ویتعزز الدور الشعبی وحالة نهوض الوعی، من خلال التجوال فی شوارع وأسواق مدن الضفة التی باتت تضج بالأحادیث الوطنیة والأناشید الحماسیة، إضافة إلى انغماس الجمیع فی متابعة الأحداث وسط حالة من الألم لما یتعرض له القطاع، إضافة إلى الإضرابات التجاریة، الأمر الذی بات یعید مشاهد الانتفاضتین الأولى والثانیة.

أما المسیرات الحاشدة والغاضبة التی تأتی تلبیة لدعوات الفصائل، فهی تمثل حالة امتداد وطنی یشارک بها المئات من المواطنین، والتی تتحول فی غالبیتها إلى تظاهرات تنطلق إلى الحواجز الإسرائیلیة على مداخل مدن الضفة والاشتباک مع الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة.

تنامی العمل المسلح

وبموازاة العمل الجماهیری الشعبی، اتخذت الکتائب المسلحة فی الضفة وفی مقدمتها کتیبتی جنین وطولکرم زمام المبادرة فی تصعید العملیات المقاومة المسلحة ضد الاحتلال والمستوطنین، فوفقا لمرکز معلومات فلسطین (معطی) فإن عملیات المقاومة خلال شهر أکتوبر/تشرین الأول بلغت (482) عملیة إطلاق نار و(158) عملیة نوعیة، أسفرت عن مقتل جندیین وإصابة (48) جندیًا ومستوطنًا إسرائیلیاً بجراح مختلفة وفقا لاعترافات الاحتلال.

وترکزت عملیات إطلاق النار فی الضفة بین محافظات جنین ونابلس وطولکرم، حیث نفذت مجموعات المقاومة المسلحة عملیات إطلاق نار ضد قوات الاحتلال والمستوطنین.

ونفذت خلیة مقاومة من طولکرم عملیة تسلل نحو الأراضی المحتلة فی الـ13 من أکتوبر، حیث کان بحوزتها عبوات ناسفة لتنفیذ هجمات ضد أهداف الاحتلال والمستوطنین.

کما شهدت أحیاء مدینة القدس المختلفة، خاصة أبو دیس والعیساویة وجبل المکبر والبلدة القدیمة مواجهات متعددة، إضافة لحضورها بقوة فی بیت لحم ومخیماتها وقراها فی المنطقة الغربیة، مثل حوسان ونحالین والخضر، وفی الخلیل تصدرت بیت أمّر ومخیم العروب وباب الزاویة ومخیم الفوار مشاهد المواجهة مع امتدادها إلى مناطق أخرى.

مخاوف إسرائیلیة

فی ظل تنامی هذه الحالة وتصاعد الأعمال المقاومة، بات الاحتلال الإسرائیلی یتحدث عن مخاوفه من تحول الحالة بالضفة الغربیة إلى انتفاضة شاملة، حیث کثف من ممارساته وإجراءاته العسکریة والأمنیة من خلال إقامة الحواجز وإغلاق الشوارع التی تربط ما بین مدن الضفة.

إضافة إلى ذلک، نفذ الاحتلال ما یزید عن 156 عملیة قتل، إما بالاغتیال المباشر، أو خلال المواجهات لمقاومین ومواطنین فلسطینیین بهدف خلق حالة من الردع المیدانی.

کما اعتقل الاحتلال ما یزید عن 2200 مواطن فلسطینی بالضفة غالبیتهم من القیادات السیاسیة والأکادیمیین والأسرى المحررین والناشطین المجتمعین، فی محاولة منه لمنع إحداث حالة من تنظیم العمل الوطنی بالضفة.

وبحسب مراقبین، فإن إجراءات الاحتلال الاستباقیة بالضفة لمنع تنامی العمل الشعبی وتحوله لانتفاضة شاملة، من شأنها أن تخلق حالة من التحدی وهو ما قد یکون ذو تأثیر عکسی لهذه الإجراءات، وقد یدفع لمزید من المواجهة فی ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وتنفیذه للمجازر بحق أهالی القطاع.


نورنیوز/وکالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی