معرف الأخبار : 140819
تاريخ الإفراج : 6/6/2023 11:28:11 AM
تأثير الانتخابات الأخيرة على الجبهات السياسية في تركيا

تأثير الانتخابات الأخيرة على الجبهات السياسية في تركيا

يدعم سنان أوغان المرشح القومي للانتخابات الرئاسية التركية، أردوغان ومن ناحية أخرى فإن دعم قادة الحزب القومي المتطرف "ظفر" لكليجدار أوغلو يظهر الخلاف العميق القائم بين القوميين الأتراك حول تحديد علاقتهم مع التيارات السياسية الحاكمة.

نورنيوز- رغم أن الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة وضعت أوزارها بفوز رجب طيب أردوغان وهزيمة كمال كيليجدار أوغلو، لا يمكن تجاهل التداعيات السياسية والداخلية لهذه الانتخابات على الجبهات السياسية في تركيا.

بعبارة أخرى؛ أحدثت انتخابات 2023 في تركيا تغييرات في بعض الأفكار والانقسامات السياسية في هذا البلد، من أهمها ما يتعلق بمجال القومية.

سنان أوغان المرشح القومي للانتخابات الرئاسية التركية، يدعم أردوغان ومن ناحية أخرى، فإن دعم قادة الحزب القومي المتطرف "ظفر" لكليجدار أوغلو يظهر الخلاف العميق القائم بين القوميين الأتراك حول تحديد علاقتهم مع التيارات السياسية الحاكمة.

على الجانب الآخر؛ كان حزب الحركة القومية التركية بزعامة دولات باغجلي في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية لسنوات عديدة وبفضل دعم حزب الحركة الوطنية في استفتاء عام 2017 ، تغير الهيكل السياسي لتركيا من برلماني إلى رئاسي، حيث شكل هذان الحزبان اتحاد ملت في عام 2018.

خلال هذه السنوات اشتدت المنافسة على زعامة حزب الحركة الوطنية وولد أخيراً حزبان جديدان. "حزب جيد" بقيادة ميرال أشسنر التي تحاول ملء الفراغ لليمين الوسط و "حزب ظفر" الذي يتخذ مواقف قوية مناهضة للهجرة.

كلا الحزبين اللذين تفرعا عن حزب الحركة القومية احتجاجا على مواقف بهجلي، أيدا كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الأخيرة، بينما كان أكشنر حليفًا للغرب وداعماً لترسيخ النظام العلماني في هيكل السياسة التركية والحكومة والغربية في تركيا، كما أنه يعتبر طريق ترسيخ القومية مبدأ هاماً في دستور حزبه.

النقطة المهمة تعود إلى الخلافات التي حدثت خلال الانتخابات بين حزب ظفر وسنان أوغان كمرشح ثالث للانتخابات التركية، حيث دعم حزب ظفر سنان أوغان كزعيم قومي قبل الانتخابات بتشكيل "ائتلاف آتا". لكن في الجولة الثانية دعم أوغان أردوغان ودعم حزب ظفر كيليتشدار أوغلو.

يقول بعض المحللين إن السبب الرئيسي لدعم أوغان لأردوغان هو فشل مفاوضاته مع كيليجدار أوغلو في طريق تشكيل حكومة ائتلافية، حيث طالب أوغان بمنصب نائب الرئيس في المستقبل لكنه تلقى إجابة سلبية!

في حين  يرى البعض؛ أن سبب دعم أوغان لأردوغان مرده انتهاج نهج أكثر سلبية لأردوغان تجاه الأكراد، لا سيما "حزب الشعب الديمقراطي" ، خاصة أنه في الجولة الأولى والثانية من الانتخابات، شهد كيليجدار أوغلو جزءًا مهمًا من أصوات الأكراد المحتجين ضد أردوغان في صندوق اقتراعه، الأمر الذي لم يكن متوافقا مع الروح القومية لأوغان.

على أي حال؛ تغيرت اصطفافات التيارات القومية التقليدية والإصلاحية والحديثة في تركيا بشكل واضح بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وينبغي ملاحظة آثار وعواقب هذه الاصطفافات في النضالات السياسية المستقبلية لهذه الجماعات مع بعضها البعض.

من المراحل الحاسمة والمصيرية في ماراثون الانتخابات القادمة إجراء الانتخابات البلدية في عام 2024، والتي يمكن أن تصبح فرصة لقياس الوزن الدقيق للمجموعات السياسية التركية، بما في ذلك القوميون في مختلف المدن والمناطق.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك