نورنيوز- رغم أنه لم تمض سوى أربعة أيام على العدوان الإجرامي المكثف الذي شنّه الكيان الصهيوني على غزة، ورغم استشهاد عدد من قادة الجهاد الإسلامي، إلاّ أنه خلافًا لما كان يبتغيه نتنياهو فإن هذه الأراضي المحتلة لا تزال على صفيح ساخن.
آلاف المستوطنين في المناطق المحتلة أخلوا مساكنهم وأهالي تل أبيب وحيفا لم ينعموا منذ عدّة أيام بالهدوء خوفا من سقوط صواريخ القسام وعبورها لمنظومة القبة الحديدية!
في ظل هذه التطورات، كان يحاول كل من نتنياهو ويوآف جالانت توجيه الضغوط من الداخل نحو الخارج من خلال العدوان الأخير، ومن ثم تدمير "الإنسجام والوحدة" التي تشكلت بين فصائل المقاومة من خلال بث الخلافات بين الجهاد وحماس، إلاّ أنه خلافاً لتوقعاتهم الآن باتوا يطالبون الوسطاء المصريين وحتى الأمم المتحدة بإجبار الجهاد الإسلامي على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع الصهاينة في أسرع وقت ممكن.
من ناحية أخرى، تتحدث جماعات المقاومة عن ردها الشديد الذي لا يمكن مواجهته، وهو رد حتمي لن يستهدف حكومة نتنياهو فحسب، بل يستهدف أيضًا الوجود غير الشرعي للكيان الصهيوني.
على الجانب الآخر؛ بذل التيار الإعلامي الصهيوني جهودًا شاملة لخلق رواية عن العدوان على قطاع غزة لمصلحته الخاصة وخلق أجواء سلبية حول رد فعل المقاومة الفلسطينية.
يحدث هذا السرد الكاذب مرات عديدة في اختناقات زمنية محددة وبتوجيه مشترك من وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية والأوروبية، والغرض منه منع انتشار أمثلة على ضعف الكيان المؤقت أمام الرأي العام العالمي.
في هذا الكيان المقلوب "الأكاذيب الخالصة" حلت محل "الحقائق الميدانية" وحتى "المبالغة" لم تعد كافية!
في عام 2021 ، أثناء الاجتياح العسكري الصهيوني لقطاع غزة ، سقطت آلاف صواريخ المقاومة على الأراضي المحتلة ، لكن وسائل الإعلام الغربية والصهيونية أخفت الخسائر الفادحة للصهاينة، بل وقدمت نداء نتنياهو لوقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة كمثال على الدبلوماسية الديناميكية لتل أبيب.
إلاّ أنه في الأشهر الأخيرة، فقد هذا التصوير المتكرر صحته في نظر الرأي العام العالمي، وذلك بعد حدوث احتجاجات واسعة في الأراضي المحتلة وكشف الجنرالات الصهاينة عن التشرذم في جيش هذا الكيان، و أبعد من ذلك، فإن المراقبة الموضوعية لمواقف أناس مثل نتنياهو وجالنت وبن غفير وسموتريتش لم تترك مجالاً لقبول اللعبة الإعلامية والدعاية الكاذبة للصهاينة فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة والنظام الدولي.
اليوم يواجه الكيان الصهيوني مخاوف متزامنة: أحدهما الخوف من هجمات فورية من الجهاد الإسلامي والآخر الخوف من تكثيف عملية إندثار أكذوبة الأمن عن الأراضي المحتلة بعمليات استشهادية.
لكن لا مكان لأي من هذه المخاوف في عملية إعداد التقارير والتحليل لوسائل الإعلام الغربية والصهيونية الساعية للحرب فيما يتعلق بأحداث غزة ورفح والضفة الغربية.
في غضون ذلك، بالطبع نشر صور فيديو واسعة النطاق للصهاينة يفرون إلى الملاجئ خوفًا من الهجمات الصاروخية على مواقع التواصل الاجتماعي لن يترك مجالًا لتل أبيب للمناورة في هذه اللعبة.
في غضون ذلك في المستقبل القريب، سيكشف تشكيل احتجاجات أعضاء حكومة نتنياهو على اليأس المتجدد ضد حركة المقاومة، العديد من الحقائق التي تم حجبها عن قصد من قبل وسائل الإعلام الغربية والصهيونية اليوم.
نورنيوز