معرف الأخبار : 130007
تاريخ الإفراج : 2/13/2023 8:01:39 PM
أبرز أجندة زيارة السيد رئيسي الى الصين

أبرز أجندة زيارة السيد رئيسي الى الصين

اتجه الرئيس آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى بكين، مساء اليوم الاثنين، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى في زيارة جاءت تلبية لدعوة رسمية من نظيره الصيني شي جين بينغ ، لمدة 3 أيام. ويرافقها فيها كل من وزراء الخارجية والاقتصاد والطرق والنفط والزراعة والحاكم العام للبنك المركزي وعلي باقري كبير المفاوضين الإيرانيين، خصوصاً أن آية الله رئيسي هو الضيف الأول لـ " شي جين بينغ" في العام الصيني الجديد.

زيارة السيد رئيسي للصين هي أول "زيارة دولة" خلال العقدين الماضيين الى الصين وهو علامة على اهتمام المضيف بتعزيز التعاون مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وتتجسد وجهة نظر الحكومة في هذه الزيارة في زيادة التعاون الاقتصادي والتفاعلات الثنائية والتبادلات التجارية  ويرافق 6 أعضاء من حكومة الرئيس في هذه الرحلة.

*متابعة الوثيقة الاستراتيجية

وقال آية الله رئيسي، قبيل مغادرته متوجهاً إلى الصين مساء أمس الاثنين: تتم هذه الزيارة بدعوة من رئيس جمهورية الصين الصديقة، في هذه الزيارة، ستجري متابعة الوثيقة الاستراتيجية التي مدتها 25 عاما بين إيران والصين.

وأكمل: "لدينا علاقات واسعة مع الصين، لكن قدرات البلدين على تحسين مستوى العلاقات، خاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري، وللأسف نحن متأخرون بشكل خطير في هذا الصدد".

وتابع آية الله رئيسي: دول مثل الصين وإيران لديهما العديد من القدرات وكدولتين مستقلتين، لديهما مصالح مشتركة في المنطقة والعالم ويمكن أن يكون لهما المزيد من العلاقات. بناءً على ذلك، علينا أن نعوض عن التخلف الذي كان قائماً حتى الآن فيما يتعلق بالصين.

* تحقيق التعددية الحقيقية

وكتب رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، في صحيفة " الناس" الصينية البارزة التابعة للحزب الحاكم في الصين: ترى إيران والصين ان الأحادية واللجوء إلى الإجراءات القسرية، بما في ذلك العقوبات القمعيّة هي الجذور الرئيسية للأزمة وتخلق حالة من انعدام الأمن ويشددان على ضرورة بذل جهود مشتركة من أجل تحقيق التعددية الحقيقية وتحقيق العدالة والإنصاف الدوليين وإرساء حكم عالمي عادل.

وجاء في مقال آية الله رئيسي الذي جاء تحت عنوان "الأصدقاء القدامى هم أفضل الشركاء من أجل مستقبل مشرق"، يوم أمس، عشية زيارته الرسمية  إلى بكين: ارتبطت إيران والصين ببعضهما البعض من خلال طريق الحرير القديم في مبادرة تاريخية .وتم تسجيل الازدهار والرفاهية البشرية في ذاكرة التاريخ لِما فيه المصلحة العامة غير القابلة للتجزئة والتي يمكن أن تتحقق من خلال التفاعل و التعاون.

*مقاربات متشابهة

وأشار رئيس الجمهورية الى القواسم المشتركة بين ايران والصين فيما يخصّ التطورات الدولية، وأورد في المقال: يوجد بين ايران والصين مقاربات متشابهة للتطورات الدوليّة. الدولتان تعارضان الهيمنة والأحادية وتؤكدان على ضرورة احترام حقوق ومصالح جميع الدول.كما تعتقد بشدّة،كل من إيران و الصين، أنه يمكن نشر السلام والإنصاف والعدالة الاجتماعية من خلال إعطاء الأولويّة للقيم الروحيّة الإنسانية  واحترام حق الشعوب في التطور والتنمية.

*مخاطر الأحادية

وتابع رئيس الجمهورية: يعتبر كِلا البلدين أنّ الأحادية واللجوء الى القسرية، بما في ذلك العقوبات القمعيّة، هي الجذور الرئيسية للأزمة وتخلق حالة من انعدام الأمن. كما أكد رئيس الجمهورية على أهمية تقوية الروابط والعلاقات بين البلدين بشكل مباشر دون طرف ثالث.

وإستعرض آية الله رئيسي بعض النقاط من اجلِ فهمٍ أفضل للأهداف الساميّة للشعب الإيراني والحكومة الإيرانيّة، مؤكداً أن ايران تعتقد أنّ التقدم في الأصل هو مسألة خارجية و داخلية.

*إيران تعارض التطرف والإرهاب

وأكمل رئيس الجمهورية في مقاله: انطلاقا من المبادئ الإسلامية واحترام جميع الأديان والثقافات، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض التطرف والإرهاب وتعتبره مخالفًا للإسلام النقيّ والإنسانية ،والإسلام النقيّ ضد الإرهاب والتطرف والتكفير. نعتقد أن الطريقة الوحيدة لضمان الأمن هي الاعتماد على الجهات الفاعلة الإقليمية. أظهرت تجربتنا في غرب آسيا أن التدخل الأجنبي لا يؤدّي إلاّ إلى تفاقم حالة انعدام الأمن وانتشار الإرهاب.

*دعم السلام والاستقرار في العالم

وأردف رئيس الجمهورية في مقاله: تشير تجربة إيران الناجحة في محاربة إرهاب تنظيم داعش التكفيري ومنع انتشاره إلى شرق وغرب العالم تشير إلى أن قوة إيران هي قوة لبناء الأمن و تسعى بقدراتها الإقليمية لدعم السلام والاستقرار في الدول وأن هذه القدرات يجب استخدامها فقط لمواجهة تهديد قوى الاستبداد. وكما تسعى الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اقصى قدرٍ من التفاعل مع جميع دول العالم ، وخاصة القوى الصديقة مثل الصين.

*نرحب بمبادرات الصين

كما قدم معالي السيد " شي" مسارات جديدة للتنمية الجماعية ومشاركة أكبر للبلدان من أجل تحقيق مصير إنساني مشترك مع مبادرة " الحزام والطريق". تعتبر الجمهورية الإسلامية الايرانية مبادرة " الحزام والطريق"  ليس فقط كممر دولي ولكن أيضًا كمنصة لتطوير وخلق تحول حضاري وصناعي على طول هذا الطريق. تحتفل  الأمّة الإيرانية ، في نفس الوقت مع نشر هذه المقالة، بالذكرى الرابعة والاربعين لانتصار الثورة الإسلامية في ايران. وأنَّ هذه الثورة الإسلامية حدثت لتحرير الشعب الإيراني، من آلاف السنين ،من الحكومات الاستبدادية المعتمِدة على القوى المهيمنة على العالم. لقد دفع الشعب الإيراني ثمن الوقوف على قدميه.

*إيران هي أرض المعرفة والفن

وأوضح بالقول: إيران ليس لديها يوم استقلال لأنها لم تكن ابداً مُستَعْمَرَة. وإن سبب عداء القوى المستبدة لإيران هو أن الشعب الإيراني قرر تحديد مصيره ونجح في هذا الاتجاه. خلال هذه السنوات، شهدت الأمة الإيرانية تقدما ومقاومة في نفس الوقت. وحققت الجمهورية الإسلامية الايرانية تقدما كبيرا في مختلف المجالات بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا.

*الاتفاق الإستراتيجي

الى ذلك، أشار رئيس جمعية الصداقة الإيرانية الصينية والسفير السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بكين إلى أهمية زيارة رئيس الجمهورية للصين وأكد أنه يجب أن تكون وثيقة التعاون الشامل بين البلدين هي الأساس الرئيسي لمفاوضات وقرارات الطرفين في هذه الزيارة.

وأشار علاء الدين بروجردي الأحد، إلى القدرات الاستثنائية للصين في مجال التقنيات المختلفة، مؤكدا أنه بعد مقاطعة الغربيين وعدم قبولهم التعاون مع إيران باتباع السياسات العدائية والعقوبات القاسية للولايات المتحدة، فهناك بيئة جيدة للتعاون مع الصين في هذا المجال.

*سوء نية الشركات الغربية

وأشار رئيس جمعية الصداقة الإيرانية الصينية إلى سوء نية الشركات الغربية، بما في ذلك شركات النفط والسيارات، التي انتهكت عقودها مع إيران وغادرت البلاد بعد الانسحاب الأحادي وغير القانوني للولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، مؤكدا أنه على الرغم من العقوبات، كان الصينيون أكثر تعاونا مع إيران في المجال التجاري والاقتصادي.

وشدّد على أهمية زيارة الرئيس للصين على الصعيدين المحلي والدولي، وقال: "في ظل الظروف الحالية داخل البلاد، فإن الحكومة والبرلمان منسجمان تماما ووفقا للمنهج الاستراتيجي الإسلامي لتعزيز العلاقات مع الصين بما يخدم مصالح البلاد. وقال: في ظل الظروف التي تبنت فيها أمريكا وحلفاؤها سياسة معادية لإيران، وتجلى جزء من هذه السياسة العدائية في الإتفاق النووي وفرض عقوبات قمعية ضد إيران، وأيضا نظرًا لبعض الأحداث الدولية والإقليمية، بما في ذلك الحرب الأوكرانية، فإن أهمية التوسع الشامل للعلاقات الإيرانية الصينية أصبحت أكثر من أي وقت مضى.

*سياسة التقارب

وبحسب هذا التقرير، قال النائب السياسي لمكتب رئيس الجمهورية محمد جمشيدي عن اهمية هذه الزيارة: اهداف هذه الزيارة اقتصادية وسياسية واستراتيجية. استراتيجية الحكومة هي سياسة التقارب الاقتصادي مع التركيز على آسيا، والتي تحظى باهتمام خاص. تنتقل القوة في العالم من الغرب إلى الشرق في تحول تاريخي، ونقطة تركيزها هي آسيا وخاصة الصين. وقال: حاولت الدول الغربية أولاً كبح هذا التطور، وبعد ذلك، عندما لم تنجح، حاولت كبح النمو الاقتصادي للصين، لذلك اتخذت نهجاً تنافسياً، والآن الدول الغربية نفسها تبحث فرص اقتصادية مع الصين.

*أهمية جغرافية

الى ذلك اعتبر جواد منصوري سفير إيران السابق لدى الصين، أن العلاقات بين إيران والصين مهمة للغاية لأن الصين تقع في شرق آسيا وإيران في غرب آسيا ويمكنهما إنشاء خط اتصال مهم من شرق إلى غرب آسيا، وقال: البحث عن التنقل والإسراع في زيادة الإنتاج والصادرات والابتكار في مجالات الصناعات والأساليب والأدوات التي يمكن أن يؤدي فيها التعاون مع الصين إلى تسريع هذا التغيير والتحول.

*علامة على تعزيز العلاقات

ويرى خبراء صينيون أن زيارة رئيس الجمهورية إلى بكين هي علامة على تعزيز وتوطيد العلاقات على أعلى المستويات بين البلدين. وسيكون التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك القضايا الدولية والاقتصادية على رأس أولويات هذه الزيارة.

وقال مسؤولون صينيون، إنه في وقت سابق من يوليو وسبتمبر 2022، تحدث رئيسا البلدين مع بعضهما البعض عبر الهاتف والتقيا وجها لوجه في سمرقند بأوزبكستان على هامش قمة شنغهاي، حيث توصلا إلى توافق حول التعزيز والتوحيد. وتم تحقيق العلاقات الإيرانية الصينية.

في إطار تعزيز العلاقات السياسية الثنائية بين إيران والصين، بدأت القنصلية الصينية في بندر عباس بإيران، مؤخرا، عملها رسميا كأول قنصلية في الشرق الأوسط اعتبارا من ديسمبر 2022.

*وجهات نظر حول الزيارة

وقال السفير الصيني لدى إيران ، تشانغ هوا في محادثة مع الصحفيين الشهر الماضي: "العلاقة بين إيران والصين تتقدم باستمرار على مستويات عالية، والتعاون العملي يتقدم في العديد من المجالات".

كما كتب فو ليهوا القائم بالأعمال في السفارة الصينية في طهران، في مقال نُشر الأسبوع الماضي في صحيفة طهران تايمز: "الاقتصاد الصيني يتحرك بثبات نحو الديناميكية والتعافي، مما يوفر فرصا كبيرة للتقدم للدول الأخرى في العالم، بما في ذلك إيران". كما أجرى وزير الخارجية الصيني تشين جانج أول مكالمة هاتفية له مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان الشهر الماضي، مشيرا فيها الى التقدم في برنامج التعاون الشامل للبلدين واقتراح دعم بعضهما البعض للحفاظ على وحدة الأراضي.

*ما أورده الإعلام الأمريكي

ورداً على زيارة الرئيس رئيسي إلى بكين، أفادت قناة "فوكس نيوز" الإخبارية أن لقاء السيد رئيسي مع شي جين بينغ سيعقد بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين. وكتبت هذه القناة الأمريكية يوم الاثنين، أن هذه الزيارة مهمة بالنسبة للبلدين في الجانب الإقتصادي مشيرة الى مخاطر وتبعات تعزيز التعاون بين  ايران والصين على امريكا والغرب.

في السياق، صرح المتحدّث باسم الخارجية ناصر كنعاني أن الزيارة لها أهمية خاصة من الناحية السياسية وتدل علي وجود مناخ سياسي ملائم للغاية في العلاقات بين البلدين، وهو تأكيد على وجود أعلى إرادة سياسية بين قادة البلدين لتوسيع العلاقات الثنائية في مجالات ذات الاهتمام المشترك مع التركيز على المصالح المشتركة.


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك