معرف الأخبار : 102159
تاريخ الإفراج : 8/2/2022 8:17:30 PM
إغتيال الظواهري.. ما هي مكاسب بايدن؟

إغتيال الظواهري.. ما هي مكاسب بايدن؟

بعد 11 عاما على اغتيال سلفه "أسامة بن لادن" تعرّض رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لعملية إغتيال أمريكية في قلب بيته، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الاثنين، مقتل "الظواهري" في غارة أمريكية نفذت السبت في أفغانستان بصاروخ من طراز «RX9»، وقال بايدن في خطاب تلفزيوني: إن أجهزة المخابرات الأمريكية حدّدت مكان الظواهري في وقت سابق هذا العام وزعم أنه بمقتله "العدالة تحققت".

وتسلم الظواهري زعامة تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، وقد خصصت واشنطن جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وفي وقت تبادلت فيه واشنطن وحركة طالبان الاتهامات بشأن عملية الاغتيال، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنّ حركة طالبان "انتهكت على نحوٍ صارخٍ" اتفاق الدوحة من خلال استضافة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وإيوائه، في حين نفت طالبان هذه الإتهامات واعتبرت الخطوة الأمريكية إنتهاك صارخ لسيادتها.

حيث قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في بيان: إن الهجوم وقع يوم الأحد الماضي وتدينه بشدّة الحركة باعتباره انتهاكا للمبادئ الدولية واتفاق 2020 المتعلق بانسحاب القوات الأمريكية.

بعيداً عن هذا الإستعراض الأمريكي، وردود الفعل الكبيرة على ما إعتبرته واشنطن منجزا لها، وفي وقت تهافت فيه كبار المسؤولين الأمريكيين في الحزب الديمقراطي للتطبيل والتهليل لعملية الإغتيال، تلوح العديد من علامات الإستفهام في الأفق بشأن مكاسب هذه العملية المزعومة لإدارة بايدن "إن كانت قد حصلت على أرض الواقع بالفعل نظرا لعدم وجود أي إثبات حقيقي نشره الجانب الأمريكي عن اغتيال القيادي في القاعدة".

فمن ناحية يحاول بايدن "المتعطّش" لإعادة شعبيته "المتلاشية" بشكل كبير مؤخّرا إستجرار أي مُنجز من خارج البلاد يعينه في إعادته الى الواجهة الإنتخابية في الداخل الأمريكي من جديد، ومن ناحية أخرى، تبحث السلطات الأمريكية لا سيما القيادة العسكرية عن أي فرصة لإعادة "هيبتها" العسكرية المندثرة أمام الرأي العام العالمي، لا سيما بعد الإنسحاب الأمريكي المُخز من أفغانستان في أوائل تسلّم بايدن لدفة الحكم في واشنطن.

وسط التطبيل الأمريكي باغتيال الظواهري وإحتفال أذيال أمريكا في المنطقة والعالم بالعملية التي يلوح بأنها ستنقلب جحيما على منفّذيها، لا يمكن ترجمة مقتل الظواهري، على أنه انتهاء تنظيم القاعدة، حيث أن إغتيال هذا القيادي في القاعدة، سوف يولد حركات جهادية جديدة، تنتهج نفس منهج تنظيم القاعدة الإرهابي.

ومن غير المستبعد أن تقوم القاعدة في قادم الأيام بالانتقام والرد على الضربة الأمريكية، وربما الرد سيكون محدودا، ولن تحدث عمليات ضخمة، من قبيل ما حدث في الولايات المتحدة في  أحداث 11 سبتمبر، إلاّ أن الخبراء في كافة الدول يتوقّعون حدوث عمليات من قبل التنظيم في القريب العاجل.

ونظرا لحجم عملية اغتيال الظواهري الذي كان أحد الأسباب الرئيسية في أحداث  11 سبتمبر، وكان تحت الرادار الأمريكي منذ ذلك الوقت، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة، استهدافا للمصالح الأمريكية من قبل تنظيم القاعدة، ردا على الضربة الأمريكية.

حيث أن عدم الإفصاح من قبل وزارة الدفاع الأمريكية عن تفاصيل العملية، يعود إلى مخاوف أمنية من استهداف أفراد من داخل الجيش الأمريكي.

نفذت طائرة مسيّرة أمريكية الضربة في النهاية عند الساعة 9:48 مساء بتوقيت شرق أمريكا (0148 بتوقيت غرينتش) في 30 تموز/يوليو، باستخدام صواريخ هيلفاير.

وتقول واشنطن إن الظواهري، وهو طبيب وجراح مصري رصدت واشنطن 25 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إليه، ساعد في تنسيق هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 التي قُتل فيها زهاء 3 آلاف.

خلف الظواهري ابن لادن، الذي قتل عام 2011 على يد القوات الأميركية في باكستان، في زعامة القاعدة. وذكر موقع "المكافآت من أجل العدالة"، أن الظواهري، برفقة أعضاء آخرين بارزين في القاعدة، دبر هجوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2000 على سفينة البحرية الأميركية كول في اليمن، والذي أدى إلى مقتل 17 بحاراً أميركياً وإصابة أكثر من 30 آخرين.

ووجّهت إليه اتهامات في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السابع من آب/أغسطس 1998، لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، والتي أدت إلى مقتل 224 شخصاً وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين.

تبنّي الظواهري للفكر المتشدد يرجع إلى عقود سابقة. فقد كانت المرة الأولى التي سمع فيها العالم اسم أيمن الظواهري، عندما وقف في قفص في قاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في العام 1981.

حينها أعلن الظواهري، الذي كما المتهمين الآخرين الذين أغضبهم "اتفاق السلام" الذي أبرمه الرئيس السادات مع "إسرائيل"، أنه ومن معه قدموا التضحيات وأنهم مستعدون لتقديم المزيد حتى "انتصار الاسلام" بحسب تعبيره.

وقضى الظواهري حكماً بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح من دون رخصة، لكنه بُرئ من التهم الرئيسة.

الطبيب المصري، الذي درس الجراحة، توجّه إلى باكستان بعد إطلاق سراحه، حيث عمل مع جمعية الهلال الأحمر في علاج الجرحى من "المجاهدين الإسلاميين" في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية حينها.

وتعرف خلال تلك الفترة على بن لادن، وهو سعودي ثري، انضم إلى "المقاومة الأفغانية".

وشارك أيمن الظواهري في العام 1993، في حملة للإطاحة بالحكومة المصرية الموجودة حينها وإقامة "دولة إسلامية خالصة"، والتي قُتل فيها أكثر من 1200 مصري.

وشنت السلطات المصرية حملة اعتقالات واسعة بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق، حسني مبارك، في شهر حزيران/يونيو من العام 1995 في أديس أبابا، ما دفع الظواهري إلى الرد عبر إصدار أمر بشن هجوم، في نفس العام، على السفارة المصرية في إسلام أباد، حيث دخلت سيارتان مليئتان بالمتفجرات المجمع وانفجرتا، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً.

وفي العام 1999 حكمت محكمة عسكرية مصرية غيابياً على الظواهري بالإعدام، في حين كان يساعد بن لادن في تشكيل تنظيم القاعدة.

وفي تسجيل مصور عام 2003، ظهر الرجلان وهما يمشيان على سفح جبل صخري- وهي صورة كانت المخابرات الغربية تأمل أن توفر أدلة على مكان وجودهما. وتولى أيمن الظواهري قيادة القاعدة عام 2011، بعدما اكتشفت القوات الأميركية مكان أسامة بن لادن في باكستان وقتلته.

وفي تأبين لابن لادن، وعد الظواهري بمواصلة الهجمات على الغرب، مذكراً بتهديد بن لادن بأنه "لن تهنأ أميركا ولا من يعيش في أميركا بالأمن! قبل أن نعيشه واقعاً في فلسطين وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم".


الوفاق
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك