معرف الأخبار : 55995
تاريخ الإفراج : 10/24/2020 10:30:45 AM
ما الذي يثير قلق مهندسي النظام العالمي القائم مما هو قادم في الانتخابات الأمريكية؟

ما الذي يثير قلق مهندسي النظام العالمي القائم مما هو قادم في الانتخابات الأمريكية؟

السؤال الرئيسي ومايثير أرق الجهات الفاعلة الأخرى في النظام العالمي الراهن هو أنه حتى لو افترضنا انتصار بايدن، فإن النهج السياسي والاقتصادي والأمني ​​الأمريكي في العلاقات الدولية لن يتغير بشكل كبير نظرا للتطورات القومية الأخيرة في هذا البلد، عندها ماذا سيحلّ بالأعراف والقوانين الدولية المتأثرة بالتعددية؟

نورنيوز- تكبّدت الولايات المتحدة خسائر فادحة غَيْر قابِلة للإصْلاحِ في خضم أزمة كورونا إثر سوء إدارة البيت الأبيض، وفاقمت الأوضاع الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي رفعت النقاب عن شرخ اجتماعي عميق سيتأزّم في المستقبل القريب.

تمخّض عن عدم كفاءة البيت الأبيض في إيجاد حل للوضع الحالي تسريع سقوط أمريكا، إذ واجهت حكومة ترامب أزمات سياسية واجتماعية مزدوجة في الداخل والخارج، مما جعل من الصعب للغاية عليها الفوز في الانتخابات.

كان لسياسات أمريكا غير الاستراتيجية أثرا مدمّرا على قواعد النظام العالمي في الخارج، وفي الداخل أفضت لتهميش القيم الأمريكية وتركت الدولة خالية الوفاض.

من جانب آخر، أدى تراجع ثقة الدول في أجواء التعاون الدولي إلى إرباك الهيكل الليبرالي للنظام العالمي الراهن وفاقم مشاكل أمريكا التي صنعتها بنفسها.

لا يهم الآن من سيفوز في الانتخابات، ولكن السؤال الذي يلحّ علينا طرحه هو "إلى متى سيستمر تراجع النظام العالمي الحالي سواء مع ترامب أو بايدن"، لأن استمرار الترامبية الهدّامة والسياسات الانكماشية للديمقراطيين في التفاعلات العالمية، كلتاهما تتجاهلان قواعد النظام الحالي.

ناهيك عن أن خصوم الولايات المتحدة يتربّصون إلى حدّ كبير رؤية تداعيات الانقسام السياسي والاجتماعي الأمريكي في هذه الانتخابات، التي قد يعمّق فوز ترامب بها أهوال أزمة كورونا، والتظاهرات المناهضة للعنصرية، وفي المحصّلة المقاومة العالمية لسياسات واشنطن.

بالنسبة لحلفاء أمريكا الأوروبيين، لن يتم حل التوترات الناجمة عن تهور إدارة ترامب في السياسة الخارجية والأمنية حتى مع هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية، وسيكون من الأصعب عليهم العودة إلى حقبة ما قبل 2016.

لتفادي ازمات عالمية على الدول الأوروبية التي كانت حليفًا استراتيجيًا لأمريكا في الناتو لأكثر من نصف قرن وأمضت سنوات للإطاحة بالأنظمة الشيوعية مثل الاتحاد السوفيتي والصين، قبول موسكو وبكين كشريكين استراتيجيين والالتزام بالمعايير الأمنية لكل من روسيا والصين.

تنتهج إدارة ترامب تعليمات مؤسسة أبحاث مقاولات البيت الأبيض من قبيل "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" (FDD)، وما الى ذلك، وجعلت من خلال صياغة استراتيجيات عدوانية وأحادية الجانب، من الصعب جدا تغيير الوضع الضبابي الراهن حتى مع وصول بايدن الى البيت الأبيض.

وفي ضوء تراجع الهيمنة الأمريكية وما يتمخّض عنها من انهيار للنظام العالمي القائم، ستكتسح القومية والتطرف القومي والأيديولوجي العالم ويدمر قواعد ما بعد الحرب العالمية الثانية.

يتوقع الفاعلون الرئيسيون في النظام الحالي أن يعود المرشح الفائز في انتخابات 2020 إلى القيم الليبرالية والنظام المستمد من الأفكار الليبرالية للديمقراطية التي ضمنت لهم سنوات من الهيمنة على العالم.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك