تقف سوريا مرة أخرى على حافة أزمة كبرى. اذ تكشف الاشتباكات العنيفة في المحافظات الساحلية، والقتل الممنهج للعلويين، وعجز الحكومة المعلنة من جانب واحد عن إدارة الأزمة، عن مستقبل قاتم لهذا البلد. وفي الوقت الذي انتفضت فيه مجموعات المعارضة المسلحة ضد دمشق، وبدلاً من تهدئة الوضع، أطلقت قوات الجولاني موجة جديدة من القمع والتطهير العرقي. في الوقت نفسه، تحاول وسائل الإعلام الموالية للحكومة المعلنة من جانب واحد نسب هذه الأزمة إلى التدخل الأجنبي وصرف انتباه الرأي العام عن الحقائق على الأرض.
كشفت الأيام الأخيرة عن وقوع اشتباكات عنيفة في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة في سوريا. ووصلت حرب الشوارع إلى ذروتها في مناطق جبلة ومصياف وبانياس.
اذ اقدمت مجموعات المعارضة التي كانت تعمل بشكل متقطع في السابق على حمل السلاح ضد الحكومة المعلنة من جانب واحد في دمشق. واشتدت الاشتباكات باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
حيث تكشف تقارير محلية عن وقوع هجمات واسعة تشنها قوات موالية للجولاني ضد العلويين في مناطق الحفة والقرداحة وبيت ياشوط. حيث تم ذبح العديد من العائلات أو تهجيرها.
وبدلاً من احتواء الأزمة، تنشغل السلطات في دمشق بمفاوضات إقليمية لرفعها من قائمة الإرهاب. ويأتي هذا في الوقت الذي تتسع فيه الفجوة بين الشعب والحكومة كل يوم، واكتسبت المعارضة القوة.
تسعى وسائل الإعلام، مثل قناة الجزيرة، من خلال رواياتها المتحيزة، ربط هذه التطورات بالتدخل الأجنبي. ويهدف هذا الجهد إلى تضليل الرأي العام.
حيث افضت السياسة القبلية، والاغتيالات المستهدفة، وعدم فعالية الحكومة التي أعلنت نفسها بنفسها، بسوريا نحو حرب أهلية واسعة النطاق. الوضع في هذا البلد ليصبح أكثر تعقيدا كل يوم.
نورنيوز