وقال ظريف في اجتماع "آفاق التطورات الإقليمية والعالمية" في عهد ترامب الذي عقد في معهد "الدراسات الإيرانية والأوراسية" : كثير من الحاضرين يعتقدون أن ترامب يتطلع إلى
استعادة القوة الصلبة، ولكن باستخدام أداة التعريفات الجمركية. على سبيل المثال، بعد وقت قصير من عودته إلى البيت الأبيض، وبعد أن رفضت الحكومة الكولومبية استقبال طائرتين
عسكريتين أميركيتين كانتا تقلان المهاجرين الكولومبيين غير الشرعيين المرحلين من أمريكا، أعلن ترامب فرض تعريفة بنسبة 25% على السلع وقيود على تأشيرات الدخول للمواطنين
الكولومبيين. ونتيجة لذلك، يمكن القول إن الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة يسعى وراء استعادة القوة الصلبة للولايات المتحدة، ولكن باللجوء إلى الرافعة الاقتصادية وليس الأدوات العسكرية.
وأكد أن بعض الأشخاص خارج إيران، بما في ذلك الصهاينة وبعض التيارات التي تحاول وراء إسقاط نظام إيران، يسعون وراء ترسيخ تفسير مفاده أن إيران في أضعف حالاتها وقد
ترسخت هذه الفكرة إلى حد أن أحد كبار المسؤولين الأوروبيين، قال في إحدى جلسات الاستماع التي عقدت في دافوس، إن إيران ضعفت في هذه الفترة الزمنية فقلت له إذا كانت إيران أصبحت ضعيفة حسب زعمك، فلا يمكنكم الادعاء بأن إيران دمرت السلام في الشرق الأوسط لأننا لا نملك القدرة على القيام بذلك حسب كلامك.
وأضاف: في هذه الاجتماعات، حاولت أن أثبت أن إيران ليست السبب في فشل إحلال السلام في الشرق الأوسط، لكن سبب هذا الوضع هو القضية الفلسطينية التي لا تزال مفتوحة.
وقال: يزعم البعض أن إيران أصبحت ضعيفا ، ومن هذا المنطلق ليس أمامها سوى خيارات قليلة والخيار الوحيد المتبقد أمام طهران هو الأسلحة النووية و يقولون إنه يجب علينا إيقاف
إيران بالعمل العسكري قبل أن تتمكن من إنتاج الأسلحة النووية ولكن يمكن أن نستنتج من التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب أنه لا يقبل هذه الحجج المرفوعة .
وأضاف: ليس لدى ترامب رأي ثابت في هذا المجال، وهو على استعداد لتغيير بعض وجهات نظره وآرائه حسب الظروف التي يواجهها وربما لم يتوصل ترامب إلى نتيجة مفاده أن إيران ستتجه نحو إنتاج الأسلحة النووية.
وقال علينا أن نواجه هاتين الروايتين حول إضعاف إيران وتحولها إلى دولة خطيرة وهناك طرق لمواجهة الرواية التي تزعم أن إيران قد تحولت إلي دولة ضعيفة وأهمها أفعالنا وسلوكنا.
وأوضح أنه يجب أن تبدأ سياسة إيران الخارجية من المنطقة، أنا أعتقد أن أميركا لا تمثل فرصة للسياسة الخارجية الإيرانية، بل أعتبرها مصدر إزعاج أو أغلالا وسلاسلا يجب فكها من قدمي السياسة الخارجية الإيرانية فإذا أردنا أن تكون لنا علاقة مع أفريقيا أو أوروبا، لا ينبغي تحديد هذه العلاقة في إطار الخلاف والصراع مع أميركا.
وأضاف: لا نحتاج إلى إقامة علاقة ودية مع أمريكا، ولكن علينا أن نفعل شيئًا حتى لا يظن الآخرون أنهم إذا أقاموا علاقة معنا فسيضطرون إلى الصراع مع أمريكا لأنهم لن يختارونا في تلك الظروف.
وعن المفاوضات مع أمريكا قال: أشرت إلى صعوبات التفاوض في كل اللقاءات التي أجريتها على هامش اجتماع دافوس وأيضا في الحديث الذي دار بيني وبين فريد زكريا وشددت على أننا نعود الآن إلى المفاوضات الرامية إلي إحياء خطة العمل المشترك الشاملة بتجربة ثقيلة وهذا سيجعل الأمر أكثر صعوبة لأننا لم تكن لدينا هذه التجربة في الجولة الأولى للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة العمل هذا.لكن اليوم، انتهاك الطرف الآخر الاتفاق تحول إلي تاريخ هذه المفاوضات.
وقال: إن تكرار المزاعم بشأن المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا في حرب أوكرانيا كان من بين المناقشات والقضايا التي أثيرت في الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية التي عقدت في دافوس وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا الموضوع مهم للغاية بالنسبة للدول الأوروبية ويجب أن نفكر في حل هذه الخلافات مع أوروبا.
نورنيوز/وكالات