وبينما يواصل العدو جرائمه وعدوانه، ما يزال الحزب يمسك بزمام المبادرة، ويدير معركته العسكرية لناحية القدرة الصاروخية والمسيرة، والتقليدية التي كشف عنها، أو غير التقليدية التي ما تزال خارج ميدان المواجهة، أو لناحية الانتشار التكتيكي والجهوزية العملانية على الحدود.
ولمن يعتقد أن المعركة انتهت باغتيال شخص الشهيد القائد السيد حسن نصرالله فهو مُخطئ تماماً، حيث نستطيع أن نقول بأن المعركة بمواجهة العدو ما تزال في بدايتها، وإن قدرة المقاومة في التعامل مع أي تطور ميداني أو عسكري، ما تزال على المستوى نفسه الذي عهدناه دائماً من التوازن ومن الجهوزية الكام، وأن اغتيال السيد وقادة المقاومة سيزيد من عزيمة أبنائها في تحرير الأراضي المحتلة ودحر العدو الصهيوني المجرم.
في خضمّ هذه التطورات، أجرتى موقع "نور نيوز" حواراً مع الباحث والمحلل العراقي المختص بالشؤون السياسية سمير السعد، تحدّث خلاله عن أبعاد ومؤشّرات المرحلة الراهنة، ومآلات ما يتمخّض عنها.
في مستهل كلامه يقول السعد: الشهيد السيد حسن نصر الله يُعتبر من الشخصيات المحورية في العالم العربي والإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. تمتع بقاعدة جماهيرية واسعة نتيجة لخطابه السياسي المتمسك بالمقاومة وقدرته على الحفاظ على تماسك حزب الله وتحقيق الانتصارات العسكرية، خاصة في حرب 2006 مع الكيان الصهيوني، و يُعرف بأنه قائد ذو كاريزما عالية، وصاحب رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
*إرادة المقاومة
وحول تأثير إغتيال السيد على إرادة المقاومة في القضاء على العدو الصهيوني، أضاف: اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله، له تأثير كبير عاطفي ووجداني على حزب الله ومحور المقاومة عموما، ولكن من غير المرجح أن يقضي على إرادة المقاومة. وغالبا ما تتكيف مع الخسائر القيادية وسوف تتخذ خطوات لتعويض القيادة المفقودة. الأيديولوجيا القائمة على مقاومة الاحتلال الصهيوني متجذرة في بنية الحزب والجماهير التي تدعمه، مما يجعل من الصعب القضاء عليها باستشهاد قائد واحد، حتى لو كان مؤثرًا.
وحول تضحيات حزب الله لبنان والسيد حسن نصر الله إزاء القضية الفلسطينية ودعم غزة، أضاف الخبير والمحلل السياسي العراقي: حزب الله بقيادة الشهيد السيد حسن نصر الله قدمت دعما ملموسًا للقضية الفلسطينية، خاصة من خلال التدريب العسكري، والدعم المادي واللوجستي لفصائل المقاومة الفلسطينية. خطاب حزب الله يضع تحرير فلسطين في قلب استراتيجيته، ويعتبر أن دعم غزة والمقاومة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من أهدافه. على الصعيد الميداني، أثبت الحزب قدرته على تنفيذ عمليات نوعية ضد الكيان الصهيوني وتقديم نموذج للمقاومة في المنطقة.
وحول ردّ محور المقاومة على جريمة إغتيال السيد حسن نصر الله، أضاف: رد محور المقاومة على اغتيال الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله قد يكون حادا وموسعًا. سيعتمد الرد على تقدير القيادات الأخرى في المحور، ومن المرجح أن يشمل تصعيدا عسكريا ضد الكيان الصهيوني أو أهداف حيوية له. حزب الله يعمل ضمن منظومة من التحالفات الإقليمية تشمل إيران، سوريا، وفصائل المقاومة الشريفة في العراق واليمن وفلسطين، ومن المحتمل أن يكون الرد جماعيا.
*خلق توازن قوى في المنطقة
واختتم كلامه بالقول: اغتيال شخصية مثل الشهيد السيد حسن نصر الله جريمة كبيرة ونكراء يندى لها الجبين، لها تداعيات إقليمية ودولية. الشهيد نصر الله يُعتبر رمزًا للصمود والمقاومة، وشخصيته ساهمت في خلق توازن قوى في المنطقة. الجريمة النكراء والجبانة التي استهدفت نصر الله تعتبر محاولة لضرب محور المقاومة، لكنها ستؤدي في النهاية إلى تعزيز وحدة الأطراف المناوئة للكيان الصهيوني وتصعيد التوترات، السيد نصر الله ليس فقط قائدًا عسكريا بل هو أيضا رمز عقائدي وسياسي يمثل حركة مقاومة طويلة الأمد ضد الاحتلال الصهيوني.
سمير السعد
نورنيوز