الجريمة الصهيونية النكراء جاءت في إطار تحركات مُكثّفة للصهاينة في الأسبوعين الأخيرين في محاولة خاوية إلى ضرورة سد الجبهة الشمالية من أجل شل حزب الله، وعلى وقع تخبّط الكيان الصهيوني وخلوّ جعبته من أي قدرة على مهاجمة لبنان على الأرض، فبدأ حربًا أمنية، بتفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتّصال والقتل الجماعي للشعب اللبناني.
عقب ذلك، استعرّت الهجمات الجوية والإرهابية للكيان الصهيوني في الضاحية الجنوبية على المباني السكنية، وبالطبع استشهد عدد من كبار قادة المقاومة، وبدأت جولة جديدة من هجمات هذا النظام في مناطق مختلفة من لبنان، وأخيرا انتهت هذه الأحداث بهجوم واسع النطاق على الضاحية وختمت باستشهاد سيد المقاومة.
خلال الأشهر الماضية، وبعيدا عن ردود الفعل الانفعالية، وبعملية دقيقة، واصل حزب الله مهاجمة العدوّ الصهيوني، ومن دون الكشف عن كافة قدراته وإمكاناته العسكرية والتسليحية، ومقراته ومستودعات أسلحته ومنشآته والمراكز اللوجستية، تم الهجوم على مواقع العدوّ العسكرية في مدينة حيفا شمال الأراضي المحتلة ومينائها الاستراتيجي.
خسارة سماحة السيد حسن نصر الله الذي استشهد في طريق الوفاء لفلسطين ومساندة الشعب الفلسطيني في ظل هذه المذبحة التي يتعرض لها من السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ليكون بذلك شهيد الأمة الإسلامية، أحدثت موجة من الحزن والأسى لدى جميع الأحرار والشرفاء في أنحاء العالم نظراً لمحبوبيته الكبيرة بين الأوساط الشعبية الاسلامية والدولية، في ضوء ذلك أجرى " نورنيوز " حواراً مع الخبير اليمني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، العميد عبده فازع الصيادي، تحدّث خلاله عن سمات شخصية سيد المقاومة وتبعات جريمة إغتياله على المنطقة، وما سيتمخّض عن استشهاده من أثر في قلوب الأمة.
في مستهل كلامه تقدّم العميد الصيادي بالتعازي باستشهاد السيد نصرالله، وقال: في البداية نعزي حزب الله ومحور المقاومة والامتين العربية والإسلامية واحرار العالم بإستشهاد المجاهد الحر البطل السيد حسن نصر الله، وجميع الشهداء الذين سقطوا معه وقبله وبعده على دروب الحرية والكرامة والفداء، لتحرير اقدس بقاع الارض من دنس الغزاة والمحتلين الصهاينة المجرمين والارهابيين.
وعن شخصية ومكانة السيد حسن نصر الله قال: شخصية السيد نصرالله محورية وقيادية مقاومة وابية وعصية، فرضت نفسها من خلال مواقفها البطولية والواضحة والعلنية في مقاومة الطغاة والجبابرة والمحتلين ونصرة المظلومين والمستضعفين ليس على مستوى لبنان فحسب، ولكن على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، فاصبح يحتل مكانة لبنانية وعربية واسلامية وعالمية كبيرة، لا سيما في مناصرة ودعم الحقوق المشروعة للافراد والشعوب في التحرر من الهيمنة والاحتلال من قبل قوى الاستكبار العالمي الصهيو- امريكي، وقد اكرمه الله بالشهادة والحياة الابدية عنده.
*إرادة المقاومة ستزيد قوّة
وعن تبعات اغتيال السيد نصرالله وتأثير هذه الجريمة على ارادة المقاومة، أضاف: لن يؤثر اغتيال السيد حسن نصر الله على ارادة المقامة في التصدي والقضاء على العدو الصهيوني مطلقاً، بل سيزيدها قوة وخبرة وتماسكاً حاضراً ومستقبلاً، كما حصل سابقاً عند اغتيال السيد عباس الامين العام السابق لحزب الله الذي زاد حزب الله قوة وتماسكاً وخبرة، وكان الشرارة والثمن لتحرير جنوب لبنان عام 2000م من دنس الاحتلال.
وأردف: اتوقع بأن يكون اغتيال السيد حسن نصر الله ضمن التكلفة والثمن لتحرير غزة وفلسطين مستقبلاً من الغزاة والمحتلين عاجلآ ام اجلاً، هكذا تقول حقائق التاريخ وواقع الجغرافيا وسنة الله في خلقه.
وعن إنجازات وتضحيات حزب الله لبنان والسيد حسن نصر الله ازاء القضية الفلسطينية ودعم غزة، أوضح قائلاً: تضحيات قويّة ومشهودة وواضحة للعيان لاينكرها إلاّ جاحد أو حاقد، فقد دفعوا حياتهم ثمناً لهذا الموقف البطولي العربي والاسلامي والإنساني، وساندوا هذه القضية من خلال جبهة الجنوب وبقية الجبهات في اليمن والعراق وغيرها، وهذا التقييم يمكن أن يفضح من جهة الكيان الصهيوني ومايقوم به من اعمال إجرامية وحشية غير مسبوقة امام مرأى ومسمع من العالم، وهذا اكبر دليل على فاعلية وقوة ماقدّموه ويقدّموه، مما أفقد هذا العدو توازنه وثقته بنفسه بشكل واضح وصريح لم يحصل من قبل.
*ردّ المقاومة سيكون قوياً ومدروساً
وأردف: اتوقع أن يكون رد محور المقاومة قوي ومدروس ونوعي فالجزاء من جنس العمل، والله عز وجل يقول واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم، وقد قالها السيد حسن نصر الله حياً، "نحن لانهزم ننتصر أو ننتصر بالشهادة، وحقّق له الله عز وجل ما أراد، ونطق فيه فاه.
ولن نستبق الاحداث فمحور المقاومة قادر على الرد القوي والنوعي مستقبلاً في الزمان والمكان اللذان سيحدّده ويختاره، وبالله التوفيق والتمكين.
وأضاف العميد الدكتور عبده فازع الصيادي في ختام كلامه: لدينا مانقوله وسنقوله، هذه جريمة بشعة ووحشية ولا اخلاقية وغير انسانية من قبل كيان غاصب ومحتل، تتجاوز كل الديانات السماوية والقوانين الوضعية والقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية، وهي جريمة مركبة من عدة جرائم، وعن شخصية السيد حسن نصر الله نقول: استشهد شخص بحجم امة ليحيي امة ولن يذهب دمه هدراً عند الله والناس حاضراً ومستقبلاً إن شاء الله وبحوله وقوته.
نورنيوز