حيث اصيب 152 فلسطينياً، فجر اليوم الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني باحات المسجد الأقصى المبارك، حيث تم نقلها من المسجد الاقصى لمستشفى المقاصد والمستشفى الميداني للهلال الأحمر، وعدد قليل من الإصابات تم علاجها ميدانياً.
واشار المتحدث باسم الخارجية الايرانية على خلفية هذا التصعيد الصهيوني، الى أن قيام الصهاينة بالاعتداء على المصلين الفلسطينيين، دليل على الضعف المستمر لكيان الاحتلال الذي يقوم بهذه الاعتداءات للتغطية على ضعفه وانهياره.
واكد خطيب زادة: إن جريمة الصهاينة في المسجد الأقصى التي تعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان تظهر ان خيانة بعض حكام الدول الاسلامية في التطبيع مع الكيان الصهيوني لم تغير في سلوكيات هذا الكيان القائم على سفك الدماء واثارة الأزمات، بل على العكس من ذلك فأن هذه الاعتداءات الوحشية على الفلسطينيين قد ازدادت بسبب تجاهل حكام الدول العربية والاسلامية للمبادئ الفلسطينية.
*ايران تدعو إلى التعبئة
ودعا المتحدث باسم الخارجية الحكومات والمنظمات الدولية إلى دعم الشعب الفلسطيني ومنع استمرار الفظائع الصهيونية في فلسطين، كما دعا الشعوب والدول الإسلامية إلى التعبئة لدعم المسجد الأقصى المبارك.
واعتبر خطيب زاده ان الكيان الصهيوني وحماته الإقليميين والدوليين، مسؤولون عن تداعيات الممارسات الصهيونية في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية ، داعيا المنظمات الدولية والإسلامية والدول الإسلامية الى مواقف سريعة وصريحة لدعم المسجد الأقصى.
واوضح الهلال الأحمر، أن الإصابات بالمطاط وقنابل الصوت واعتداء بالضرب،وأفادت مصادر صحفية، بوجود إصابتان بحالة الخطر الشديد في المسجد الأقصى، و8 إصابات في الانعاش و16 صعبة.
وقال مدير المسجد الأقصى المبارك إن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 400 فلسطيني خلال اقتحام المسجد الأقصى، صباح الجمعة.
كما قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني في تصريحات صحفية إن قوات الاحتلال حوّلت المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية بانتشار قوات عديدة في باحاته وعلى مداخله، مؤكدًا أن هناك كانت اعتداءات ممنهجة على المصلّين والحراس.
*تواصل الانتهاكات
وقال شهود عيان: إن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت باحات الاقصى واطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المصلين، ما ادى إلى وقوع اصابات بين صفوفهم.
وتصدى المصلون لقوات الاحتلال وحاولوا منعها من اقتحام باحات الأقصى، من خلال رشقها بالحجارة، وهتفوا بالروح بالدم نفديك يا أقصى. وخلال الاقتحام قام عدد من جنود الاحتلال باعتلاء اسطح المباني قرب باب السلسلة في محيط المسجد الأقصى، وحطم جنود الاحتلال النوافذ الزجاجية للمصلى القبلي لإطلاق النار باتجاه المصلين.
بالموازاة، حذّر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري بشدة من إدخال المستوطنين القرابين إلى الأقصى، لافتًا الى أن الاحتلال استخدم أسلوب الغدر وهاجم المُصلّين العُزل بطرق حربيــة وبالأسلحــة النارية.
*الفصائل الفلسطينية تتوعّد
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "إنّه أمام العربدة الصهيونية واقتحام المسجد الأقصى المبارك هناك خياران فقط إمّا الاحتلال والبطش والقرابين في المسجد الأقصى، أو الرباط وترسيخ إسلامية القدس ومسجدها الأقصى".
وفي تصريح صحفي، شدّد هنية على أن الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية هم من يقررون "وقرارنا الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته مهما كان الثمن".
وأضاف هنية "لا مكان للغزاة في قدسنا وأقصانا وسوف ننتصر في صراع الإرادة والهوية مهما طال الزمن".
بدورها، أكدت الجبهة الديمقراطية أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المُصلّين واطلاق النار عليهم، عدوان سافر على شعبنا الفلسطيني ومقدساته.
من جانبها أصدرت حركة "الجهاد الإسلامي"، عقب الأحداث المستمرة منذ صباح يوم الجمعة، بياناً اعتبرت فيه أنّ "الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية يتحمّل الاحتلال كامل المسؤلية عنها وعن تداعياتها"، وأكّدت أنّ العدو "سيدرك أنّ النار التي يشعلها بحقده الأعمى سترتدّ عليه وستحرقه".
*محاولة فاشلة من الاحتلال
وكشف بيان الحركة أنّ الاعتداء على المصلّين كان "محاولة فاشلة من الاحتلال لإفراغ المسجد الأقصى بهدف تدنيسه من قبل المستوطنين الإرهابيين".
وقالت الحركة مهددة: "ما لم يكفّ الاحتلال يده عن الأقصى، ويوقف عدوانه على شعبنا، فإنّ المواجهة ستكون أقرب وأصعب مما يظن".
بدورها أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بياناً اعتبرت فيه اقتحام المسجد الأقصى، يوم الجمعة، "صاعق تفجير للأوضاع على امتداد فلسطين التاريخيّة".
من ناحيته قال الناطق باسم حركة الأحرار، ياسر خلف، أنّ اقتحام الأقصى "عدوان يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن نتائجه"، مؤكداً أنّ الاحتلال "يسعى لتفريغ المسجد الأقصى، للسماح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية فيخ، وهذا أمر خطر، ولن يمرّ".
*الاعتداء على الأقصى لعب بالنار
وحذّرت الحركة من أنّ "الاعتداء على الأقصى لعب بالنار، وصاعق من شأنه تفجير الأوضاع"، ورأت "أنّ معادلة الردع لن تتغيّر، وعلى الاحتلال تحمّل التداعيات الخطرة لعدوانه على الأقصى".
كما أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أن "ما جرى بعد فجر الجمعة من استباحة للمسجد الأقصى بشكل عام وتدنيس للمسجد القبلي، قامت به حكومة الاحتلال تنفيذًا لرؤاها الاستيطانية الساعية للسيطرة على المسجد الأقصى بساحاته ومرافقه ومبانيه ومساجده، وإرضاءً للمستوطنين الذين يعملون صباح مساء للسيطرة عليه وممارسة طقوسهم وشعائرهم التلمودية الداعية لـ"ذبح القرابين"، بهدف إقامة هيكلهم المزعوم.
ودعت الوزارة أبناء الشعب الفلسطيني للذهاب للمسجد الأقصى والمرابطة فيه للوقوف بحزم أمام هذه الهجمة المسعورة من قبل الاحتلال الصهيوني،ووجهت الوزارة "نداءها للمجتمع الدولي للوقوف أمام التزاماته السياسية والقانونية والحقوقية والطلب من هذا الاحتلال الابتعاد هو ومستوطنوه عن المسجد الأقصى للأبد، وعدم انتهاك قدسيته وحرمته بممارساتهم العنصرية وغير القانونية فهو خاضع للاحتلال من العام 1967 ولا يجوز التعدي عليه من قبل الاحتلال وأعوانه.