ورغم ان هذه الحكومة ورثت تحديات مهمة على صعيد السياسة الخارجية، الا انها حققت العديد من الانجازات مثل العضوية الدائمة في منظمة شنغهاي للتعاون والدبلوماسية الاقتصادية الناجحة في شراء لقاحات كورونا وبيع النفط والارتقاء بقدرة ونفوذ ايران الاقليمي الى جانب العلاقات الواسعة والدور الاقليمي الفاعل والمشاركة النشطة في مختلف الاحداث والتعامل الذكي ومن موقف العزة مع الغرب.
*ترحيب عالمي بالحكومة الجديدة
بعد فوز آية الله رئيسي في الانتخابات الرئاسية كثامن رئيس للجمهورية الاسلامية الايرانية رحب الكثير من القادة والرؤساء والشخصيات من مختلف دول العالم بفوزه عبر البرقيات او الاتصالات الهاتفية التي اجروها معه والتي اكدوا خلالها على المزيد من تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي وفي مقدمهم الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني "شي جين بينغ".
وفي حينها اعلن المتحدث باسم الهيئة الرئاسية بمجلس الشورى الاسلامي عن حضور 115 مسؤولا رفيع المستوى من 73 دولة في العالم في مراسم اداء الرئيس رئيسي اليمين الدستورية التي جرت في مجلس الشورى.
*دبلوماسية نشطة لرئيس الجمهورية
اتخذ رئيس الجمهورية آية الله رئيسي نهجا دبلوماسيا نشطا وفاعلا خلال المائة يوم منذ بدء اعمال الحكومة الحالية اذ كانت له نحو 100 لقاء او محادثة هاتفية مع كبار المسؤولين الاجانب على مستوى رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او وزير الخارجية او مندوب خاص لرئيس الجمهورية بما يعادل لقاء او اتصالا هاتفيا واحدا يوميا كمعدل.
وقد اعلن الرئيس آية الله رئيسي اعتماد منهج تطوير العلاقات مع الجوار كاولوية اولى للسياسة الخارجية للحكومة وسعى عبر الرؤية الى الشرق لخفض تاثيرات الحظر المفروض.
وفي منطقة غرب آسيا تعد المحادثات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والسعودية خلال الاشهر الاخيرة ضمن الاحداث اللافتة على مستوى المنطقة؛ محادثات يستضيفها الجانب العراقي وتسعى الرياض من خلالها لحل بعض مشاكلها على مستوى المنطقة وفي هذا الخضم تعد الحرب في اليمن اهم مطلب للسعودية التي تسعى لحل عقدتها عن طريق الحوار مع طهران والتخلص من هذه الورطة التي تعاني منها.
وهنالك ايضا جهود في مسار تحسين العلاقات بين ايران والامارات، حيث صرح المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات انور قرقاش بان بلاده تبذل جهودا لتحسين العلاقات مع طهران وانه من المقرر ان يتوجه وفد اماراتي الى طهران قريبا، كما اعلنت مصادر رسمية اماراتية عن محادثات هاتفية بين وزيري خارجية البلدين حول العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها في سياق المصالح المشتركة.
*عضوية ايران في منظمة شنغهاي للتعاون
اول زيارة قام بها رئيس الجمهورية الى الخارج بعد توليه منصب الرئاسة كانت الى العاصمة الطاجيكية دوشنبة للمشاركة في قمة الدول الاعضاء في منظمة شنغهاي حيث تم خلالها الموافقة على العضوية الكاملة للجمهورية الاسلامية، الامر الذي سيكون له تاثير مهم في مسار التعاون الثنائي في سياق سياسة تطوير العلاقات مع الجوار وآسيا.
*المشاركة النشطة في قمة "ايكو"
كما شارك رئيس الجمهورية في اجتماع القمة للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي "ايكو" واجرى محادثات بناءة ومفيدة مع نظرائه المشاركين حول العلاقات الثنائية وتبادل معهم وجهات النظر حول اهم القضايا الاقليمية والدولية.
وكان من اهم اللقاءات؛ اللقاء بين الرئيسين الايراني والتركي وكذلك بين الرئيسين الايراني والاذربيجاني والتي ساهمت المحادثات التي جرت خلاله الى حد كبير في تحسين العلاقات واعادتها الى مجاريها الطبيعية بعد فترة قصيرة من التجاذبات خاصة على الصعيد الاعلامي.
*دبلوماسية اقتصادية ناجحة في شراء لقاح كورونا وبيع النفط
ان احد التحديات الرئيسية التي كانت قائمة امام الحكومة الجديدة في الجمهورية الاسلامية الايرانية يعد تفشي جائحة كورونا وتعرض حياة المواطنين لاخطارها لذا فقد وضعت في مقدمة جدول اعمالها في هذا المجال زيادة استيراد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وزيادة التطعيم الامر الذي ساعد في بلوغ التطعيم اخيرا اكثر من 106 ملايين جرعة.
وفي القطاع النفطي ورغم ان ادارة بايدن سارت على نهج ادارة بايدن في سياسة الحظر الا ان اخبارا ايجابية وردت خلال الفترة الاخيرة تفيد بزيادة بيع النفط الايراني بما يساعد الحكومة في تغطية جزء من عجز الميزانية والسيطرة على التضخم في سياق تحسين معيشة المواطنين.
*التعامل الذكي مع الغرب لضمان الحقوق والمصالح الوطنية
الحكومة الايرانية الجديدة وبعد اجراء التقييمات اللازمة وتشكيل فريق اقتصادي وقانوني دخلت مفاوضات فيينا الجديدة واعلنت صراحة بان رفع كل اشكال الحظر المفروض على ايران يجب ان يكون قابلا للتحقق منه.
ووفقا لما اعلنته الجمهورية الاسلامية الايرانية فان الوفد الايراني وبهدف التركيز الجاد على مسالة رفع الحظر شارك بتركيبة قانونية واقتصادية تاكيدا لارادة ايران في الوصول الى نتيجة من وراء المفاوضات.
وفي هذا السياق قدم الوفد الايراني المفاوض وثيقتين تشملان رفع الحظر والقضايا النووية للاطراف الاخرى التي توجهت الى عواصم بلدانها للتشاور حيث صرح كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري بهذا الصدد بانه على الاطراف الاخرى تقديم ردود مستدلة وموثقة ومنطقية على مقترحات ايران بعد استئناف المفاوضات خلال الاسبوع الجاري في فيينا.
*دور ايران الاقليمي النشط في ادارة ازمة افغانستان
احدى القضايا الجادة والتطورات المعقدة التي وقعت في بداية تولي الحكومة الايرانية الجديدة مهام الامور في البلاد، هي سيطرة حركة طالبان من جديد على مقاليد السلطة في افغانستان وهروب اميركا بعد 20 عاما من احتلالها لهذا البلد.
ونظرا لمسالة الحدود المشتركة والجوار بين ايران وافغانستان فقد كانت هذه القضية بحاجة الى جهود سياسية واسعة للحيلولة دون تاثر ايران بالاضطرابات وظروف عدم الاستقرار خلال الفترة الانتقالية في افغانستان وفي الوقت ذاته اتخاذ تدابير للسيطرة على الحدود وادارة دخول المهاجرين الافغان الى البلاد كما ان ايران وعبر تنظيمها الاجتماع الوزاري الثاني للدول الجارة لافغانستان في طهران قدمت تدابير في المجال السياسي لحل الازمة في هذا البلد.
*تقوية جبهة المقاومة
ويرى محللون بان مبادرة ايران والتي تسارعت في عهد حكومة آية الله رئيسي في تلبية طلب حزب الله بتزويد لبنان بالوقود عبر القطاع الخاص لحل مسالة شحة الوقود فيه، قد ساعدت بتشكيل الحكومة في لبنان.
هذه المبادرة التي اقدم عليها حزب الله قد زادت شعبيته لجهوده الصادقة والبعيدة عن التسييس في تلبية حاجات الشعب اللبناني الملحة، وهو الامر الذي حدا باميركا الموافقة على مشروع منعت تنفيذه عدة سنوات لنقل الوقود من مصر الى لبنان والذي يكتمل قسم منه عن طريق سوريا.