نورنيوز- استضافت البحرين خلال الايام المنصرمة قمّة ما يسمى "حوار المنامة" للأمن الإقليمي.
لا يمكن أن يختلف اثنان، ان استضافة البحرين للقمّة لا تتعدى كونها شكلية، نظرا لأن عرابتها السعودية هي من تتحكم بزمام الامور، لهذا يمكن اعتبار كل من البحرين والسعودية المضيفين لهذه القمّة.
المفارقة أن تلك الدول بممارساتها الطائشة، سواء محليا ضد مواطنيها أو في المنطقة ضد الدول المستقلة مثل اليمن، يُظهر أنها هي ذاتها جزء من الأزمة وسبب انعدام الأمن في المنطقة، وبالتالي فإن استضافة اجتماع تحت مسميات براقة من قبيل قمة حوار الأمن الإقليمي هو تناقض واضح.
تشير التقارير الرسمية للأمم المتحدة إلى وجود 30 ألف سجين سياسي في السعودية، وأن آل خليفة مارسوا جميع أنواع القمع والترهيب على نطاق واسع في البحرين منذ عام 2011.
من ناحية أخرى، لم تقتصر جرائم هذه الدول على ارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمني المظلوم بشكل مباشر فقط من خلال العدوان على اليمن منذ عام 2015، بل عبّدت الطريق ايضا لغطرسة وارهاب الكيان الصهيوني من خلال نهجها التطبيعي وعلاقتها معه، وساهمت بهذا كثيرا في قمع الفلسطينيين.
من جانب آخر ايضاً؛ تبعث تركيبة المشاركين في هذه القمّة على التأمل، ذلك لأن شعار ما يمكن تسميته "قمة الامن الاقليمي" يغاير نوايا الدول المشاركة فيها.
حيث ألقى مسؤولون أمريكيون كلمة أمام المشاركين في القمّة، من بينهم وزير الدفاع لويد أوستن وبريت ماكغورك منسق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومايثير العجب هو أن مستشار الأمن القومي الصهيوني (إيال هولتا) تصدر قائمة الحاضرين في "حوار المنامة" المزعوم.
فمن جانب، تغصّ سمعة الأمريكي بالجرائم وخلق الازمات في جميع انحاء العالم، فمن احتلال العراق الى أفغانستان أدت تحركاته إلى وقوع مجازر أودت بحياة الآلاف من الأبرياء، ناهيك عن الدعم الكبيرة الذي قدمه للإرهاب في العراق وسوريا، ولايمكن ان نتغاضى إرهابه الاقتصادي ضد معظم دول المنطقة، ودعمه للكيان الصهيوني الاجرامي، ومساهمته في مواجهة جبهات المقاومة الشعبية بالمنطقة ممن يكافحون لنيل الحرية والاستقلال، في الواقع لا يمكن ان تحدث ازمة في المنطقة إلاّ ويكون للأمريكي يدٌ فيها.
الكيان الصهيوني هو الآخر، تُجمع غالبية دول العالم على أنه السبب الرئيسي لجميع الأزمات في المنطقة وانعدام الأمن فيها، حيث أفضت ممارساته إلى إضفاء الطابع المؤسسي على انعدام الأمن في المنطقة من خلال الاحتلال وتبنّي وهم "من النيل إلى الفرات".
بناءً على ذلك، يمكن اعتبار أهم ما يميز حوار المنامة عدم دراية المنظمين له بالتطورات في المنطقة، أو بعبارة أخرى، محاولاتهم لتشويه وقلب واقع المنطقة تحت غطاء رهاب إيران.
بعبارة أكثر دقّة؛ سوّغ مضيفو وضيوف هذه القمّة، عبر إلقائهم خطابات رنانة مواربة وادعاءات كاذبة ضد الركيزة الأساسية للاستقرار والأمن في المنطقة، المتمثّلة بإيران ومحور المقاومة، سياساتهم التصعيدية والمسببة للأزمات في المنطقة.
الحقيقة هي أن عصر الهيمنة الأمريكية والأحادية الغربية في المنطقة لم ينته فحسب، بل إن دول المنطقة، التي تنتهج المقاومة النشطة، تطالب بالطرد الكامل لأمريكا.
بناءً على ما تقدم، يمكن القول إن قمة المنامة لا يمكن أن تكون خطوة لحل الأزمات الأمنية في المنطقة، بل خطوة تعبّد الطريق لأبعاد جديدة لأزمات المنطقة، خصوصاً أنها تُعطي الشرعية للكيان الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتفتح أبواب المنطقة على مصراعيها لمزيد من التدخل الامريكي الطائش فيها.