ولم يتلق موقع نورنيوز حتى الآن أي معلومات موثوقة حول هذه الزيارة المرتقبة التي تداولت أنباءها وسائل الاعلام ولا عن موعدها.
بغض النظر عما إذا كانت الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام الغربية والعربية صحيحة أم لا، هناك اعتبارات مهمة في مجال العلاقات بين الإمارات والجمهورية الإسلامية لابد من أخذها بعين الاعتبار.
عقب رفع النقاب عن علاقات الإمارات مع الكيان الصهيوني والمضي قدما بالتطبيع فيما بينهما، تم تجاهل أحد أهم قواعد العالم الإسلامي، وهو حرمة إقامة علاقات مع كيان الاحتلال، وهو ما تمّ عمليا من قبل هذه الدولة، وأصبحت أبو ظبي رائدة في تطبيع العلاقات بين بعض الحكام العرب والكيان الصهيوني.
أبو ظبي الآن تتعرض لضغوط شديدة من الرأي العام في العالم الإسلامي بشأن علاقتها مع الكيان الصهيوني قاتل الاطفال، وهذا الوضع غير مواتٍ لهذه الدولة على الإطلاق وتسعى إلى تقويمه.
وللتغلب على هذا الموقف، تحاول الإمارات تقديم نفسها كلاعب له علاقات مع جميع الأطراف، لا سيما الجمهورية الإسلامية، وعلاقاتها مع تل أبيب طبيعية وشبيهة بتلك القائمة مع إيران.
والآن هي في خضمّ صنع سيف ذي حدين من خلال التقارب مع إيران وسوريا كدولتي خط المواجهة لجبهة المقاومة واستغلالها عبر وسائل الإعلام، وتحرير نفسها من ضغوط الرأي العام في العالم الإسلامي.
يأتي هذا في حين أن العداء المتأصل للكيان الصهيوني مع إيران ليس خفياً على أحد، ومن الطبيعي أن توسيع العلاقات الشاملة مع "اسرائيل" لا يمكن أن يقترن باستمرار علاقات الصداقة مع إيران ودعم تطلعات العالم الإسلامي لتحرير القدس الشريف.
في حال كانت تحركات الامارات هذه غطاء لمتابعة الاستراتيجية الرئيسية لهذا البلد لتطوير العلاقات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية مع الكيان الصهيوني، فهي بالتأكيد لا تتماشى مع المصالح والمبادئ الاستراتيجية للجمهورية الاسلامية.
الأكثر أهمية مما سلف؛ هو أنه بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني، فإن الوجود النشط للمسؤولين الصهاينة في أبو ظبي واحتضان مقرّات تجسس وعمليات سيبرانية للعدو في المنطقة هو نوع من السلوك المتناقض في إطار العلاقات الإقليمية.
تثير زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، الأخيرة إلى أبو ظبي، و"التمرينات الامريكية الصهيونية البحرينية الإماراتية" المشتركة في البحر الأحمر، ومعرض الدفاع الإماراتي الأخير الذي استضافه مسؤولون في تل أبيب، والعديد من الأخبار حول الزيارة السرية لوزير الدفاع الإسرائيلي إلى أبو ظبي، علاوة على العديد من هذه النماذج المخزية، العديد من علامات الاستفهام والغموض حول سياسة أبو ظبي في المنطقة، خصوصا تجاه ايران.
بناء على ذلك؛ إذا كانت الإمارات تسعى حقًا إلى إقامة علاقات ودية مع إيران، فعليها العمل على تبديد الغموض في سلوكها المزدوج ومراعاة الاعتبارات السياسية والأمنية والأيديولوجية التي تسعى إليها إيران في القول والعمل.