والتقى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الوزراء المشاركين في المؤتمر، وبحث معهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركماني "رشيد مردوف" اليوم الثلاثاء، اعلن امير عبداللهيان، ان وثيقة التعاون المشترك بين ايران وتركمانستان سيتم اعادة النظر فيها؛ لافتا الى انه يوجد ما يزيد عن 100 وثيقة مشتركة بين البلدين.
وأردف وزير الخارجية: ان لقاء جيدا عقد بين رئيسي جمهورية البلدين في شنغهاي، وعلى امتداد تلك المحادثات نشهد اليوم عقد اجتماع وزراء خارجية الجوار الافغاني، واجتماع لجنة التعاون المشتركة بين طهران وعشق آباد.
كما اشار الى مباحثات وزير الخارجية التركماني، مع وزير النفط الايراني ولقاءاته المرتقبة مع رئيس الجمهورية ووزراء اخرين في البلاد.
*اتفاقيات اقتصادية واعدة
وتابع امير عبداللهيان: نحن اليوم اتفقنا على اعادة النظر في وثيقة التعاون المشترك؛ مبينا: ان هناك ما يربو عن 100 وثيقة رسمية موقعة في شتّى المجالات بين طهران وعشق آباد.
وصرح وزير الخارجية: ان الاتفاق الاول الذي توصلنا إليه، تمثل في توقيع مذكرة تفاهم، لرفع حجم التبادل التجاري الى اعلى مستوى بين الجانبين.
امير عبداللهيان، نوه فيما يخص مباحثاته مع وزير خارجية تركمانستان، باتفاق البلدين على اعادة فتح ممرات الترانزيت وتنقل الشاحنات عبر 4 منافذ حدودية مشتركة؛ وذلك في ضوء اجتياز موجة فيروس كورونا وتلقيح سائقي شاحنات الترانزيت.
واستطرد: كما اتفقنا على التعاون في مجال الطاقة الكهربائية وحل المشاكل القنصلية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين ايران وتركمانسنتان؛ الى جانب استيراد الغاز التركماني عبر طريق "سرخس كنبد" (في خراسان الرضوية – شرق).
ومضى يقول: نحن تباحثنا ايضا بشان القضايا الراهنة في المنطقة ومنها التطورات على الساحة الافغانية وجنوب القوقاز، بالاضافة الى استعراض تقرير حول المفاوضات النووية الاخيرة ومحادثات نائب وزير الخارجية (الايراني) للشؤون السياسية في بروكسل.
وخلص امير عبد اللهيان، الى ان المشاورات الثنائية جرت اليوم بناء على اسس الجيرة، وندأب على استمرار هذه اللقاءات.
والتقى امير عبداللهيان نظيره وزير الخارجية الباكستاني "شاه محمود قريشي" الثلاثاء في طهران، ووصل "قريشي" على رأس وفد سياسي الى طهران، عصر اليوم؛ حيث جرت له مراسم استقبال رسمية بحضور امير عبداللهيان.
وخلال اللقاء بين الجانبين، استعرض وزيرا الخارجية الايراني والباكستاني القضايا الثنائية والحدودية بين البلدين.
وكان قد توجه وزير الخارجية الطاجيكي "سراج الدين مهر الدين"، يوم الثلاثاء الى طهران؛ لحضور مؤتمر دول الجوار الافغاني.
*حكومة شاملة
واعتبر وزير الخارجية خلال لقائه نظيره الباكستاني تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع القوميات في افغانستان بانه السبيل السياسي الاهم امام الجميع، مؤكدا مواصلة ايران اتصالاتها مع جميع الاطراف في افغانستان كما في السابق.
وقال: لقد اجرينا محادثات مهمة حول احدث التطورات في افغانستان ومازلنا نتابع هذه التطورات بدقة، ونرى بان تشكيل الحكومة الشاملة بمشاركة جميع القوميات في هذا البلد يعد السبيل السياسي الاهم امامنا جميعا وسنتابع اتصالتنا مع جميع الاطراف في افغانستان كما في السابق.
واضاف: ان اتصالات الجمهورية الاسلامية الايرانية ومشاوراتها الامنية جارية ازاء السلطة الحاكمة او الموقتة في افغانستان وفي الوقت ذاته فان ايران على استعداد لمساعدة افغانستان للخروج من الاوضاع الراهنة عبر الابقاء على جميع المعابر الحدودية الايرانية مفتوحة للتجارة الحدودية وارسال المساعدات الانسانية وتسهيل ارسال المساعدات الانسانية الدولية التي تدخل ايران وبامكانها الدخول الى افغانستان عبر الحدود الايرانية.
واكد ان ايران ستواصل تعاونها التجاري والاقتصادي مع مختلف القطاعات في افغانستان كما في السابق وقال: اننا نعتقد بانه كلما تمكنا من تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية وتسهيل ارسال المساعدات الانسانية من سائر الدول لافغانستان على اعتاب فصل البرد سنشهد موجة اقل من ظاهرة توجه النازحين نحو حدود الدول الجارة لهذا البلد.
واضاف: سنواصل تعاوننا في المجالات الحدودية والاقتصادية والتجارية في مختلف المستويات وفي الوقت ذاته تولي الجمهورية الاسلامية الايرانية اهمية جادة لحث السلطة الحاكمة في افغانستان على تنفيذ مسؤولياتها تجاه ارساء السلام والامن والاستقرار في هذا البلد.
وقال امير عبداللهيان: لقد اتفقنا مع البلد الجار الصديق والشقيق باكستان على ان نرسل من اجتماع وزراء خارجية الدول الجارة لافغانستان رسالة موحدة للشعب الافغاني والمجتمع العالمي والسلطة الحاكمة والموقتة في افغانستان وان نسعى في الوقت ذاته بتفهم مشترك لمواصلة جهودنا الجماعية للخروج من الاوضاع المعقدة الراهنة في المنطقة.
واوضح بان الجانب الثاني من المحادثات تناول علاقات التعاون بين البلدين والتاكيد على المزيد من تطويرها، ولفت الى تبادل زيارات الوفود بمستوى عال بين ايران وباكستان خلال الفترة الاخيرة ومنها زيارة وزير الخارجية الباكستاني الى طهران مرتين والاجتماعات المهمة التي عقدت بين المسؤولين الامنيين والشرطيين في البلدين، وقال: لقد اتفقنا على رفع مستوى التبادل التجاري والاقتصادي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.
واستقبل وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان مساء الثلاثاء نظيره الطاجيكي سراج الدين مهرالدين، وعقد معه جولة من المباحثات.
*تفاصيل الاجتماع وأهدافه
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية "سعيد خطيب زادة"، اعلن في مؤتمره الصحفي اليوم، عقد الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الدول 6 دول جارة لأفغانستان وهي ايران وروسيا والصين وتركمانستان وطاجيكستان واوزبكستان، الذي سيعقد ليوم واحد الأربعاء.
ويعقد اجتماع الحوار الافغاني حضوريا بمشاركة وزراء خارجية إيران وباكستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان؛ فيما يشارك وزيرا خارجية الصين وروسيا في الاجتماع عبر الفضاء الافتراضي.
واعلن المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة، بان اجتماع طهران حول افغانستان سيفتتح برعاية رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي بمشاركة دول الجوار الافغاني وروسيا للبحث في حل للقضية الافغانية.
وقال خطيب زادة: ان اجتماع وزراء الخارجية للدول الجارة لافغانستان سيعقد الاربعاء في طهران بمشاركة وزراء خارجية 6 دول جارة لافغانستان اضافة الى روسيا حيث ستكون مشاركة 4 منهم وهم وزراء خارجية اوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وباكستان بصورة حضورية فيما سيشارك المندوبان الخاصان لروسيا والصين بصورة حضورية ووزيرا خارجيتهما افتراضيا.
واضاف: ان الاجتماع سيفتتح من قبل رئيس الجمهورية الدكتور رئيسي ومن ثم سيتم الدخول في النقاشات عدة ساعات ويتم السعي للوصول الى حصيلة نهائية حول البيان المشترك.
وقال خطيب زادة: ان اجتماع طهران سيبحث عن حلول لقضايا افغانستان وتضافر الجهود من قبل الدول الجارة للمساعدة بارساء السلام والاستقرار المستديم فيها، وهذا الاجتماع هو في الواقع استمرار للاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية الدول الجارة لافغانستان الذي عقد افتراضيا قبل فترة على مستوى وزراء الخارجية وتوصل الى مبادئ اساسية من ضمنها ان مستقبل افغانستان يجب ان يكون على اساس ارادة الشعب الافغاني وتم فيه التاكيد على تشكيل حكومة شاملة وفي اطارها فقط يمكن التفكير بافغانستان مستقرة تكون جزءا من ترتيبات للتعاون الاقليمي.
ولفت الى ان رئيس الجمهورية سيلقي كلمة في هذا الاجتماع.
واضاف "خطيب زادة": ان اجتماع الحوار الافغاني يعقد حضوريا بمشاركة وزراء خارجية إيران وباكستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان؛ مبينا: ان وزيري خارجية الصين وروسيا سيحضران الاجتماع عبر الفضاء الافتراضي.
وصرح متحدث الخارجية: ان الشعب الافغاني يريد حكومة تعكس تركيبته السكانية والقومية وان الجمهورية الاسلامية الايرانية وقفت الى جانبه على مدى العقود الاربعة الماضية سواء في مرحلة المقاومة والجهاد او في مرحلة الاحتلال وبذلت اقصى جهودها لتكون عضوا مؤثرا وجارا مواكبا.
*استضافة ايران للاجئين الافغان
واشار خطيب زادة الى استضافة ايران للملايين من اللاجئين الافغان منذ 4 عقود من الزمن وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ افغاني وهم ضيوف اعزاء يعيشون في مختلف مدن البلاد الى جانبنا ويزاول ابناؤهم تحصيلهم الدراسي ويشاركون في مختلف المجالات.
واشار متحدث الخارجية الى حدوث موجة جديدة من اللاجئين والنازحين الافغان اثر التطورات الاخيرة الحاصلة في افغانستان مما زاد عبئا جديدا على ايران رغم جميع الضغوط والمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها والناجمة عن الحظر الاميركي الاحادي الظالم والعابر للحدود، داعيا المنظمات الدولية المسؤولة للقيام بواجباتها وتقديم المساعدات اللازمة للدول المستضيفة للاجئين مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث لم تقدم هذه المنظمات لغاية الان المساعدات او قدمت بصورة محدودة للغاية.
*نأمل ان نشهد آلية شاملة
واعتبر خطيب زادة الاوضاع الراهنة في افغانستان بانها مترافقة مع هواجس وتحفظات وآمال في الوقت ذاته واعرب عن الامل بانطلاق آلية شاملة بدعم من جميع الدول المسؤولة ومن دون التدخل الخارجي وقال: من المؤكد ان انطلاق مثل هذه الالية السياسية التي تحقق ارادة الشعب الافغاني وتتمكن من تشكيل حكومة شاملة سوف لا تحظى فقط بدعم الشعب بل ستترافق ايضا بدعم المجمع الدولي والدول الجارة.
واكد متحدث الخارجية: ان الشعب الافغاني وصون حقوقه يعد اولوية اولى ومهمة جدا بالنسبة لنا.
واشار الى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في افغانستان والضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها شعبها واضاف: سنبذل جهودنا لتسهيل الظروف الاقتصادية للشعب الافغاني وان لا نخفض علاقاتنا التجارية والاقتصادية معه وان نواصل توفير احتياجاته الاساسية، ولقد دعونا السلطة الحاكمة في افغانستان للعمل كسلطة مسؤولة وتوفير الظروف السياسية والاقتصادية والامنية اللازمة.
واعرب عن الاسف لوجود هواجس جادة للغاية لنمو الارهاب والعنف والتطرف في افغانستان واضاف: ان التفجيرات والاعمال الارهابية في مختلف مدن افغانستان ومنها قندوز وهرات مقلقة جدا وان القلق قائم حول احتمال تواجد الارهاب والعنف والتطرف في هذا البلد ولا احد يقبل ان ترجع افغانستان الى الوراء من النواحي الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
واكد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية كلاعب مسؤول سعت على الدوام لمنع ورفض التدخلات الاجنبية واحترام وحدة الاراضي الأفغانية واستقلالها ومطلب الشعب الافغاني وتسعى من اجل ان يتمكن الشعب الافغاني من ان يحقق على الاقل جزءا اساسيا مما يريده ويطمح اليه.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة الهدف من اجتماع طهران حول افغانستان هو تضافر الجهود والتعاون بدل المنافسة من اجل مستقبل افغانستان، مؤكدا في الوقت ذاته بانه لا يحق لاي دولة اتخاذ القرار حول مستقبل افغانستان، وان صاحب القرار هو الشعب الافغاني فقط.
*الاحتلال الاميركي سبب أساسي للأوضاع الراهنة
وصرح بان الكثيرين متفقون في الراي على ان احد الاسباب الاساسية لاوضاع افغانستان اليوم هو الاحتلال الاميركي لافغانستان على مدى عقدين من الزمن والذي لم يسفر سوى عن تدمير البنية الاجتماعية والسياسية والامنية فيها ومن ثم هروبها الكارثي والمخزي من هذا البلد واضاف: ان اميركا بهروبها حتى من دون التشاور مع حلفائها قد القت على عاتقها هي نفسها مسؤولية تاريخية حول اوضاع افغانستان اليوم.
واكد متحدث الخارجية الايرانية بانه على السلطة الحاكمة في افغانستان اليوم ان تكون اذنا صاغية لارادة ومطلب الشعب الافغاني وفي هذه الحالة يمكنها ان تثبت نفسها كسلطة مسؤولة وان توفر الارضية لتشكيل حكومة شاملة تضم جميع القوميات والفئات في هذا البلد.
وفي الرد على سؤال ان كان هنالك مندوبون عن افغانستان سيحضرون الاجتماع ام لا قال: وصلتنا طلبات من مختلف الاطراف داخل افغانستان وخارجها للحضور في الاجتماع فضلا عن طلبات من لاعبين دوليين من اوروبا ولكن بما ان اتخاذ القرارات في هذه الالية جماعي الطابع فانه سيتم غدا طرح جميع الطلبات من جانب طهران ليتم اتخاذ القرار حولها بعد المناقشات والمداولات وسيتخذ القرار حول بعض هذه الطلبات في الاجتماع القادم الذي من المحتمل ان يعقد في بكين.
*دور روسيا
واعلنت السفارة الروسية في طهران بان السفير ليفان جاغاريان سيشارك مندوبا عن بلاده في اجتماع طهران حول افغانستان فيما سيلقي وزير الخارجية سيرغي لافروف كلمة في الاجتماع عبر الاجواء الافتراضية.
وقال المتحدث باسم السفارة الروسية في طهران ماكسيم سوسلوف في تصريح ادلى به لوكالة "تاس" بان السفير ليفان جاغاريان سيمثل روسيا في اجتماع الدول الجارة لافغانستان اضافة الى روسيا للبحث حول قضايا افغانستان.
واضاف: انه الى جانب مشاركة السفير الروسي في الاجتماع سيلقي وزير الخارجية لافروف كلمة في الاجتماع ولن يتوجه مسؤولون روس الى طهران (للمشاركة في الاجتماع).
وفي وقت سابق اعلن ممثل الرئاسة الروسية في الشان الافغاني مدير عام القسم الاسيوي الثاني في وزارة الخارجية الروسية ضمير كابولوف بان بلاده تعتزم المشاركة في الاجتماع.