وافاد موقع قناة "المنار" ان السيد حسن نصرالله اكد في الذكرى الخامسة عشرة للانتصار في تموز 2006، “أن أهم مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع هي مسؤولية الحفاظ على منجزات هذه الحرب وهذه الإنجازات والمعادلات لم تأتي لا بالتمني ولا على طاولة الحوار وإنما بالتضحايات الجسام التي تحملناها جميعاً، أمانة الشهداء المحافظة على ما أنجزه هؤلاء الشهداء في حرب تموز 2006 وتطوير هذه الانجازات والإيجابيات وقد تم الحفاظ عليها كله هذه السنوات وقد دخلت مرحلة جديدة من خلال المواجهة البطولية التي خاصها الفلسطينيون في معركة سيف القدس”.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “أهم إنجاز تحقق في حرب تموز 2006 إيجاد ميزان ردع وهو إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة”، مشيراً إلى أن “لبنان كان مسرحاً لسلاح الجو الإسرائيلي في كل منطقة وعلى مدى عقود على أبنية ومؤسسات واهداف وبنى تحتية ولم يكن يردعهم شيء”، وأضاف أنه “على مدى 15 عاماً لم تحصل غارة إسرائيلية واحدة على منطقة لبنانية باستثناء حادثة ملتبسة بين الحدود اللبنانية والسورية”.
*ما يمنع العدو الإسرائيلي من شن غارات على لبنان هو خشيته من مواجهة كبيرة مع المقاومة
وأكد السيد نصرالله أن “الذي يمنع العدو الإسرائيلي من شن غارات على لبنان هو خشيته من مواجهة كبيرة مع المقاومة”، ولفت إلى أن “جيش العدو الإسرائيلي خائف على وجوده”، وقال إن “العدو اليوم أكثر من أي زمن مضى قلق على وجوده بسبب ما يجري في فلسطين وتصاعد محور المقاومة”، وتابع “القضية المركزية للعدو الإسرائيلي بعد العام 2006 هي مسألة سلاح المقاومة وتطور المقاومة”.
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى ان “بعض الفئات في لبنان تساعد العدو من حيث تعلم أو لا تعلم على تحقيق هدفه بنزع سلاح المقاومة”، مشيراً إلى أن “بعض غارات العدو الإسرائيلي في سوريا هي لنصرة الجماعات المسلحة أو القدرات التي تواجه هذه الجماعات وبعضها يواجه القدرات التي تصل إلى المقاومة لكن هذه الغارات لم تصل إلى شيء من هدفها”.
وأكد السيد نصرالله أن “ما حصل قبل أيام تطور خطير جداً لم يحصل منذ 15 عاماً”، وأوضح أن الهدف كان من “عملية القصاص للشهيد علي محسن قتل جندي إسرائيلي ولكن لم تتوفر الظروف لها”، وأن “بعض الأعمال العدوانية عامل الزمن فيها جوهري والتأخر في الرد عليها يفقد الرد قيمته”. وأعلن السيد نصرالله أن “رد المقاومة يوم أمس مرتبط بالغارات الإسرائيلية المباشرة على جنوب لبنان للمرة الأولى منذ 15 عاماً”، وأضاف “امس اخترنا أرضاً مفتوحة في مزارع شبعا لنوصل رسالة وذهبنا إلى أراض مفتوحة وضربنا محيط المواقع واخترناها لأنها منطقة عسكرية مغلقة واخترنا النهار وأن نخاطر بأخواننا لكي لا يشعر أهلنا وناسنا بالخوف”.
وأوضح السيد نصرالله أن المقاومة أصدرت بياناً وتحملت المسؤولية “ولدينا الشجاعة لتحمل المسؤولية وهذا الرد بجهارة وبوضوح قصفتم أرضاً مفتوحة ونحن قصفنا أرضاً مفتوحة”، وتابع “نحن قصدنا بالعملية تثبيت قواعد الاشتباك القديمة ولم نقصد صنع قواعد اشتباك جديدة”، وأعلن أن “أي غارة إسرائيلية جديدة على لبنان سنرد عليها حتماً بشكل مناسب ومتناسب”، و”نحن لن نضيع ولن نفرط بما أنجزته المقاومة في حرب تموز 2006 أياً كانت التضحيات أو المخاطر لأن ذلك سيستبيح لبنان”.
وتوجه السيد نصرالله إلى قادة العدو بالقول “لا تخطئوا التقدير بأن المقاومة مشغولة بالأوضاع الداخلية أياً كانت ضاغطة أو صعبة، بالنسبة إلينا مسؤولياتنا واضحة هي حماية شعبنا فلا تراهنوا على الضغوط على شعبنا ولا تراهنوا على الإنقسام حول المقاومة في لبنان لأنه قديم”، وتابع “لا تراهنوا على الإنقسام الداخلي ولا تراهنوا على بيئة المقاومة وهذه البيئة كانت تقول لنا تعالوا أقصفوا من بيوتنا”.
وأكد السيد نصرالله أن “ما حصل بالأمس هو رد على الغارات الجوية فقط ولا علاقة له بالرد على اغتيال الشهيدين العزيزين محمد قاسم طحان وعلى كامل محسن”، وتابع “قد يكون ردنا على الغارات الجوية في أي مكان من شمال فلسطين المحتلة إن كان في الجليل أو الجولان وخياراتنا مفتوحة”، وشدد على أن “أكبر حماقة يكون العدو الإسرائيلي قد يرتكبها هي الدخول في حرب جديدة مع لبنان”، وقال “لا أريد الرد على أدعياء السيادة في لبنان الذين تباكوا بعد رد المقاومة فهذا جدال عقيم وكل واحد حاسم خياراته من 1982”.
*يجب عدم عدم تحميل أهالي شويا وطائفة الموحدين الدروز مسؤولية الاعتداء على المجموعة المقاومة ومن اعتدى على إخواننا يجب أن يحقق معه
وعن حادثة شويا، أكد السيد نصرالله أنه “لو كنا نستطيع أن نطال تلك المنطقة من القرى الشيعية وبيوتنا لفعلنا”، وأوضح إن “الحكم العسكري فرض علينا إطلاق الصواريخ من المنطقة التي أطلقت منها الراجمة الصواريخ”، وان “المجموعة التي أطلقت الصواريخ مارست أعلى درجات الانضباط والوعي”. وقال السيد نصرالله إنه “عندما رأيت مشاهد شويا تمنيت لو أمكنني الوصول إلى الشباب لأقبل جباههم وأيديهم”، وأضاف “الذين اعتدوا على مجموعة المقاومين في شويا هم من عالم آخر”، وتابع “ليس أهالي شويا من اعتدوا على المجموعة ونقدر كل من وقف إلى جانب المقاومة”. ودعا الأمين العام لحزب الله إلى عدم تحميل أهالي شويا وطائفة الموحدين الدروز مسؤولية الاعتداء على المجموعة المقاومة، وقال إن “من اعتدى على إخواننا يجب أن يحقق معهم من قبل الأجهزة ويحاكموا أمام القضاء”، وقال “يجب ان نكون حذرين هم سرقوا الاغراض والالات والسلاح وهم ضربوا واشهروا السلاح وهناك من حرض ويجب ان يحقق معهم ويجب ان يحاسبوا”، وتابع أن “الجو العام يجب ان يعالج بتدخل المشايخ الكرام ليعود الى المنطقة انسجامها وتكاملها”.
*التحقيق القضائي في قضية انفجار المرفأ مسيّس ويخضع للاستنسابية
وعن قضية انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصرالله إن “كل الجهات التي ساهمت بالتحقيق وصلت إلى استنتاج واحد بأنه لا وجود لسلاح ولا ذخائر في المرفأ”، وأكد أنه “بعد سقوط الفرضيات التي حاولوا من خلالها ربط انفجار المرفأ بحزب الله لجأوا لموضوع النيترات”، وقال “هل هناك أتفه وأسخف وأبشع من اتهام حزب الله بتخزين النيترات في مرفأ بيروت؟”
ولفت السيد نصرالله إلى أن “كل ما قيل منذ انفجار المرفأ لا يستند لمنطق، ولا هدف له سوى التشويه والابتزاز وتضييع الحقيقة”، وقال “لو أردنا التوظيف لقلنا إن من أتى بالنيترات هي الجهات الداعمة للجماعات المسلحة بسوريا”.
وتوجه السيد نصرالله إلى أهالي الشهداء بالقول “الذين أساؤوا لشهداء وجرحى المرفأ هم الذين نشروا أخباراً كاذبة لتضليل التحقيق والرأي العام”، “الذين أساؤوا للشهداء والجرحى هم الذين حولوا قضية إنسانية ووطنية إلى قضية سياسية وطائفية”، وأكد أن “حزب الله لا يخشى التحقيق لأنه ليس متهماً من قبل الأجهزة القضائية في قضية انفجار المرفأ”، وأضاف “ما يخشاه حزب الله هو تضييع الحقيقة لذلك على القضاء إعلان ما تم التوصل إليه حتى الآن”.
وأعلن السيد نصرالله إن “ما نطالب به هو إعلان نتائج التحقيق الفني والتقني”، وتساءل ” لماذا لا يتم اعلان نتائج التحقيق التقني من قبل القضاء؟ لانه ليس المطلوب الوصول للحقيقة وهناك تواطؤ مع شركات التامين”، وقال السيد نصر الله لأهالي شهداء المرفأ “لا تقبلوا بتوظيف دماء أبنائكم سياسياً”، ودعاهم إلى التوجه إلى القاضي بيطار وسؤاله عن سبب الانفجار. وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “التحقيق القضائي في قضية انفجار المرفأ مسيّس ويخضع للاستنسابية”، وأن “المطلوب من قاضي التحقيق وحدة معايير وان لا يكون هناك استنسابية كما هو حاصل الان”.
*نتابع في حزب الله قضية خلدة وأنا شخصياً أتابعها بشكل حثيث ويومي وسنرى إلى أين ستصل الأمور
وعن مجزرة خلدة، أعلن السيد نصرالله أن “ما حصل في خلدة كان كمينا محضرا على الاسطح وعلى المفارق وعلى الطرقات وكان اطلاق النار بشكل غادر”، وأن “ما حصل هو مجزرة سقط فيها ٣ شهداء و١٦ جريحا اغلبها في الرأس والصدر”، ولفت إلى أن “الذي قام بالمجزرة عصابة من المجرمين والقتلة”.
وقال السيد نصرالله “صبرنا على الأذى في مجزرة خلدة عن حكمة ومسؤولية وليس عن ضعف”، كما أنه “يسجل لبيئة المقاومة انضباطها والتزامها الديني والأخلاقي والإنساني والوطني العالي”، داعياً إلى توقيف جميع المتورطين وهم معروفون بالاسماء واحالتهم الى القضاء. وأكد السيد نصرالله ان “المطلوب حل جذري لمسالة الطريق العام للجنوب”، وقال إن “دماء هؤلاء الشهداء اقل ما يجب ان تكون ثمرتها معالجة طريق الجنوب وقطعها والاعتداء”.
وشدد السيد نصرالله أنه”لا مشكلة لنا مع عرب خلدة وعرب الناعمة والعشائر العربية بل مع هذه المجموعة المجرمة والقاتلة فقط”، وأضاف “يجب اعتقال الذين يصرون على الاعتداء على الناس وقطع الطرقات وتهديد السلم الأهلي”، وقال “نتابع في حزب الله قضية خلدة وأنا شخصياً أتابعها بشكل حثيث ويومي وسنرى إلى أين ستصل الأمور ولكل حادث حديث”.
وعن مسألة تشكيل الحكومة، قال السيد نصرالله “ننتظر نتائج المحادثات بين الرئيس عون والرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة ولن نستبق الأمور”.
وفي مسألة إحياء ليالي عاشوراء، طلب الأمين العام لحزب الله من الحضور في مجالس العزاء الحسيني الالتزام بالضوابط والارشادات لأجل سلامتهم وحباً بالامام الحسين(ع)، وأوضح أن “الأصل إقامة المجالس في الأماكن المفتوحة ولا يجوز لمن عليه عوارض أو مخالط الحضور إلى المجالس”، وتابع “سنعبر كل شيء وهذه المحنة لن تطول ولن تبقى إلى الأبد”.