نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 65724 دوشنبه 30 فروردین 1400 13:38

المسؤول فرد في دائرة المسؤوليات العامة

الشيخ محمد الربيعي- نعيش ايام الايمان و البركة من الشهر الفضيل ( شهر رمضان ) المبارك و من الارجح بكل فرد ادراك اهمية موقعة في دائرة المسؤوليات العامة و يراجع تلك المسؤوليات و يصلح ما فسد وافسده بسبب سلوكه الماضي و ليكن شهر رمضان محطة رجوعه الى الله و الى فطرته و ضميره ليستثمر ايام شهر رمضان للمراجعة و الانطلاقة الجديدة الصحيحة.

محل الشاهد: يشعر الإنسان في مسيرة حياته الإنسانيّة كلّها بأنّه محاطٍ بشبكةٍ من الحقوق، فكلُّ شيءٍ في داخل جسده و مواقع أفعاله، و في ما يحيط به في مجتمعه ممّن له علاقة به ، له حقٌّ عليه لا بُدّ أن يقوم به ، كما أنّه يملك حقوقاً على الناس من حوله.

فالإنسان في الحياة له حقّ و عليه واجب، و لا يدَّعي إنسانٌ امتلاكه للحقّ دون أن يكون للآخرين حقٌّ عليه.

فالنبيُّ يملك حقّ الطاعة على النّاس ، و لهم حقٌّ أن يُعلِّمهم الكتاب و الحكمة و يزكّيهم ، و يتلو عليهم آيات الله، فالمسؤول فردٌ في دائرة المسؤوليّات العامّة، فله حقٌّ و عليه واجب.

إنّ الفكرة التي يجب أن تعيش في وجداننا الإنساني الإسلاميّ، أنَّه ليس لأحدٍ أن يتصوّر نفسه محقّاً مطلقاً مهما بلغت درجته، و مهما كان كبيراً.

فلقد ربط الله تعالى الواقع الإنساني كُلّه، واقع الإنسان في نفسه، و واقعه مع الإنسان الآخر، بشبكةٍ من الحقوق ، حيث يتحرَّك الإنسان في علاقته مع أخيه الإنسان وفق دراسة ما الحقّ المفروض له؟ وما الحقّ الواجب عليه ؟ و هو ما يمنع الإنسان من أن يعيش الأنانيّة التي تأتي من تصوّره أنّ حقّه على الآخرين مقدّسٌ و واجبٌ و ليس للآخرين حقّ عليه. و لهذا ، بيَّن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) من خلال رسالة حقوقه، حقَّ كلّ فردٍ في الحياة، وركّز الحقوق العامّة و الخاصّة في كلّ ما أراده الله تعالى و فرضه.

وانطلاقاً من ملخّص الإمام زين العابدين (ع) للحقوق، يقول مِمَّا رويَ عنه في كتاب ( تُحف العقول ): { إعْلَمْ ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ أَنَّ للهِ عَلَيْكَ حُقُوقاً مُحِيطَةً بكَ فِي كُلِّ حَرَكَة تَحَرَّكْتَهَا، أَوْ سَكَنَة سَكَنْتَهَا ، أَوْ مَنْزِلَة نَزَلْتَهَا ، أَوْ جَارِحَة قَلَّبْتَهَا ـ و الجوارحُ الأعضاء ـ وَ آلَةٍ تَصَرَّفْتَ بهَا ، بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْض } ، فحين خلقك الله ، خلقك مسؤولاً أن تؤدّي هذه الحقوق ، باعتبار أنّك عبدٌ لله و عليك أن تنفّذها و تقوم بها ، في ما تتحرّك به حين الحركة ، و في ما تكفُّ عن الحركة به حينما تسكن و تهدأ ، و في كلّ منزلةٍ تنزل بها في هذا الموقع أو غيره، وفي كلّ تقليد لجوارحك وأعضائك، وفي ما تتصرّف به من الآلات التي تتوصّل بها إلى مقاصدك ، حيث تشعر بعظيم ما فرضه الله عليك من حقٍّ في كلّ جوانب حياتك، و مفاصل هذه الحياة، و تشعر بأنّك محاصرٌ بالمسؤوليَّة الحقوقيَّة في الكلمة و الحركة و السكنة و الموقف ، بحيث تشعر من خلال الأشياء التي تتصرّف فيها في كلّ أعضائك، بأنّ هناك حقّاً يجب على الإنسان أن يعرفه وينطلق من خلاله.

 

کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.