وأورد السفير جلالي في تغريدة له على "تويتر" مساء السبت، في ضوء توقف حركة الملاحة البحرية في قناة السويس خلال الايام الاخيرة بسبب جنوح سفينة "ايفر غيفن" العملاقة فيها والخسائر الناجمة عن توقف حركة الملاحة للاقتصاد العالمي، والتي تقدر بنحو 9 مليارات دولار يوميا: ان الاسراع في اكمال البنى التحتية وتفعيل ممر "شمال-جنوب" كبديل عن ممر قناة السويس يحظى بالاهمية اكثر مما مضى.
واضاف: ان ممر "شمال-جنوب" الذي يختصر الزمن حتى 20 يوما والتكاليف حتى 30 بالمائة يعد خيارا افضل كبديل عن قناة السويس في مجال الترانزيت.
وتابع السفير الايراني: ان الحادث الاخير مؤشر الى ضرورة البحث عن بديل اقل خطورة من قناة السويس الذي تعبر منه اكثر من مليار طن من السلع سنويا وان ممر "شمال-جنوب" يعد خيارا افضل باختصاره الزمن حتى 20 يوما واقتصاده في التكاليف حتى 30 بالمائة.
ممر "شمال-جنوب"، أو "مومباي-سانت بطرسبرغ"، للنقل الدولي، سيربط الممر، كما تشير تسميته، بين مدينة مومباي، على الساحل الغربي للهند، مرورا بعدة دول من ضمنها ايران ومدينة سانت بطرسبرغ، غربي روسيا، ما قد يتسبب بتضرر طرق تقليدية للتجارة الدولية، على رأسها قناة السويس، نظرا لأنه يختصر مسافات شاسعة ناهيك عن الزمن والتكلفة التي يختصرها.
وبحسب تقرير لصحيفة "فيستنيك كافكازا" (Vestnik Kavkaza) الروسية، نشرته في 3 أكتوبر/تشرين أول الجاري، يعتبر المشروع أحد أكبر مشاريع النقل الدولي في العالم.
كما أنه يعد ذا جدوى اقتصادية مرتفعة، حيث سيقلص تكاليف النقل بين الهند وروسيا بنحو 30%، والزمن الذي تستغرقه بنحو 40%، مقارنة بالطرق التقليدية، بحسب تقرير لـ"ذي ديبومات" (The Diplomat) بتاريخ 4 مايو/أيار 2015، حيث يبدأ بطريق بحري، يصل الموانئ الهندية، وفي مقدمتها مومباي، بالموانئ الإيرانية، ومن إيران يتحول إلى طريق بري سريع يوازيه خط سكة حديد، لنقل البضائع من الموانئ الإيرانية إلى روسيا، عبر أراضي أذربيجان، والمسار نفسه بالعكس من روسيا إلى إيران كذلك، على أن يضاف خط آخر ينقل البضائع بين موانئ كل من إيران وأذربيجان وروسيا في بحر قزوين.
وسيرتبط بالخط الرئيسي للممر خطوط فرعية تخترق وسط آسيا وشرق أوروبا، قبل وصول الممر إلى سانت بطرسبرغ، ومنها إلى الأسواق الأوروبية براً وبحراً، الأمر الذي يزيد من أهمية المشروع الاقتصادية والاستراتيجية.
بالمقابل، ستكون قناة السويس المصرية من أكبر المتضررين من المشروع، حيث تمر بها البواخر التجارية نحو الجزء الشمالي والغربي من الكرة الأرضية، إضافة إلى عدن اليمنية وجدة السعودية، التي تمثل محطات مهمة على طرق التجارة البحرية، وكذلك موانئ أوروبية جنوبية، شكلت نقاط تجمع للبضائع، في عملية التبادل التجاري بين أوروبا وكل من آسيا وإفريقيا.