وجاء في بيان صادر عن وزيري خارجية البلدين عقب التوقيع على وثيقة التعاون: "إن هذه الوثيقة ستعزز مواصلة التنمية والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران والصين وتجلب الازدهار لكلا البلدين".
يعود تاريخ هذه الوثيقة إلى زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" لطهران قبل ست سنوات، وأصدر البلدان خلال هذه الزيارة بيانات تروّج لرفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة، وأعلنا عن استعدادهما للتفاوض على خطّة تعاون طويلة الأمد.
تتناول هذه الوثيقة الشاملة، التي تتضمن التعاون الاستراتيجي والإقليمي والدولي في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، جميع جوانب التجارة والاقتصاد والنقل بين البلدين، إلى جانب آلية التعاون بين القطاع الخاص لكلا البلدين.
البعد الاقتصادي لهذه الاتفاقية المُزعجة للغرب، يحقق لكلا البلدين نموا وازدهارا لا شك فيه، وتستند الاتفاقية إلى دعم الإنتاج المشترك لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والأجنبية، والتعاون الثنائي في مجال الطاقة والصناعة والتعدين والبيئة مع أولوية التعاون في البنية التحتية والاتصالات والعلوم والتعليم والصحة.
كما أن التعاون في تسهيل التبادلات المالية والمصرفية، وتعميق العلاقات التجارية للقطاع الخاص للأعمال التجارية، والتعاون الإعلامي والأكاديمي، هي نقاط أخرى تمّ التوصّل إليها في اتفاقية التعاون الشامل الموقّعة بين ايران والصين.
وسط هذا المنعرج الهام، ونظرا إلى النطاق الواسع لهذا الحدث الاستراتيجي المهم بين إيران والصين، خصوصاً أن هذه الخطوة تأتي في إطار نهج ايران بالتوجّه نحو الشرق، شهدت هذه الاتفاقية على مدار السنوات الست الماضية وعلى فترات مختلفة، هجمات نفسية غربية شعواء، وبات التركيز على "تشويه الواقع" جلّ ما يشغل وسائل الاعلام المعادية لايران والصين.
إن موقع إيران الخاص في العلاقات الإقليمية والدولية، إلى جانب موقع الصين الاستثنائي في النظام الدولي، جعل صياغة وتوقيع مثل هذه الوثيقة، التي تحدد خارطة طريق للتعاون الثنائي على مدى 25 عامًا، حدثًا مهما وتحولاً كبيرا في العلاقات بينهما.
وعن أهمية توقيع هذه الاتفاقية بين طهران وبكين، غرّد السفير الإيراني في بكين، قائلا: تحدّد هذه الوثيقة أفقا واضحا لتنفيذ شراكة إستراتيجية شاملة وليست ضد دولة ثالثة، إنما جلّ اهتمامها هو المصالح المشتركة لكلا البلدين.
ترى الدول الغربية التي فشلت جميع محاولاتها لاحتواء إيران خلال السنوات الأخيرة، في موقع الخاسر، كما أن التيارات المعادية للثورة الاسلامية التي تسعى إلى إدغام إيران في النظام العالمي الذي يُنشده الغرب، تحاول يائسة تشويه الحقائق أمام الرأي العام الإيراني بشأن هذا الحدث المهم بين ايران والصين.
وتردّدت مصطلحات من قبيل "تركمن تشاي الصين" أو "بيع ايران للصين" وما شابه ذلك من مصطلحات سامة، في وسائل الإعلام الغربية الرسمية منها وغير الرسمية في الأيام الأخيرة!
من الواضح جدا أنه لو كانت إيران دولة ضعيفة ومعزولة، وما إلى ذلك، ولم يكن لديها القدرة على لعب دور فعال في هندسة القوى الجديدة في النظام الدولي، فلن يكون هناك سبب لهذا المقدار من غضب الغربيين والمعادين للجمهورية الاسلامية.