خطيب زاده كان قد رحب في مقابلة مع وسائل الإعلام الصينية مؤخرا، بزيارة وزير الخارجية الصيني إلى طهران، وتحدث عن الأهمية الخاصة التي توليها الجمهورية الإسلامية لمحادثات وانغ يي في طهران، واعتبر ان مشاورات رئيس الدبلوماسية الصينية في طهران ستعزز العلاقات بين البلدين أكثر فاكثر.
في غضون ذلك، ذكرت العديد من وسائل الإعلام الصينية، في إشارة إلى المحادثات الوثيقة بين وزير خارجيتها والمسؤولين الإيرانيين، وخاصة محمد جواد ظريف، أن طهران ترحب بهذه الزيارة وتوليها اهتماما خاصا.
يبدو أن هذه الزيارة، بالإضافة إلى تعزيز دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط، هي خطوة في استمرار الرؤية الكبيرة التي تم وضعها خلال زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" عام 2016 إلى إيران والاجتماع بكبار المسؤولين الإيرانيين، لاعداد اطار " استراتيجية المشاركة الشاملة " بين البلدين.
على هذا الأساس، سيقوم "وانغ يي" في محادثاته مع السلطات الإيرانية، بوضع حجر الأساس لتحقيق الإطار المذكور، ومراجعة الحلول العملية وخطط البلدين في هذا الصدد، وتفسير خطة التعاون للاعوام الـ25 القادمة بين إيران وإيران.
وقال خطيب زادة في تصريح ادلى به للقناة الاولى في التلفزيون الايراني مساء امس حول زيارة وزير خارجية الصين الى طهران: ان هذه الزيارة تاتي على اعتاب الذكرى الخمسين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وسيتم خلالها التوقيع على الوثيقة الشاملة للتعاون للاعوام الـ 25 القادمة مساء السبت.
واوضح بانه في العام 2015 وخلال زيارة رئيس جمهورية الصين الى طهران جرى البحث حول هذا الموضوع وهو توجيه العلاقات الى المستوى الاستراتيجي والشامل واضاف: ان العلاقات بين ايران الصين متعددة المستويات وعميقة وزاخرة بمختلف الابعاد وكان من الضروري تنظيم هذه العلاقات في اطار وثيقة وبناء عليه فقد تم تبادل هذه الوثيقة عدة مرات لدراستها بين مسؤولي البلدين وسيتم توقيعها يوم السبت بين وزيري خارجية البلدين.
ومن القضايا الأخرى التي تشير الى أهمية زيارة وزير الخارجية الصيني إلى طهران في ظل الوضع الراهن، موقف الصين في مجلس الأمن الدولي ومجموعة الدول الموقعة على الاتفاق النووي.
المحادثات الأخيرة التي أجراها مسؤولون صينيون مع نظرائهم الأمريكيين والروس قبل زيارة وانغ يي لطهران والتغطية الإعلامية لأجزاء من المحادثات التي ركزت على الملف النووي الإيراني، تؤكد جهود الصين في حفظ الاتفاق النووي وإحيائه في ظل مواقف الادارة الامريكية الجديدة.
في الأيام الأخيرة، شدد الصينيون مرارا وتكرارا على الحاجة إلى "عودة فورية وغير مشروطة لامريكا الى الاتفاق النووي" و " الرفع الفوري للحظر أحادي الجانب على إيران"، وألقوا باللوم على واشنطن في الوضع الحالي للاتفاق النووي، وعلى هذا الأساس، يبدو أن وزير الخارجية الصيني، سيطرح مقترحات بشان مستقبل الاتفاق النووي في إطار سياسات بلاده القائمة على التعددية ومواجهة الهيمنة في النظام الدولي .
ويحل "وانغ يي" ضيفا على طهران يومي الجمعة والسبت بدعوة من وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وسيجري محادثات مع نظيره الإيراني، كما سيلتقي الرئيس روحاني.
تولي الصين اهتماما خاصا بالشرق الأوسط، لهذا السبب، يقوم وانغ يي بجولة تقوده بالإضافة إلى إيران، الى السعودية وتركيا والإمارات والبحرين وعمان.
المتحدثة باسم الخارجية الصينية "هوا تشون ينغ" صرحت يوم الخميس الماضي، بإن جولة وزير خارجية بلادها مؤشر على رغبة بكين الصادقة في تعميق التعاون متبادل المنفعة وتؤكد نهج الصين المسؤول في المساهمة في الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت "وانغ يي" لدينا علاقات استراتيجية عميقة مع هذه الدول، و ان تنفيذ الاتفاقيات المهمة التي تم التوصل إليها بين الرئيس شي جين بينغ وقادة هذه الدول، سيؤدي إلى دفع ودعم جهود الدول في مكافحة كوفيد 19 وتعافيها الاقتصادي والاجتماعي.