وفي هذا السياق، أشار المدير السابق لبرنامج التحليل الاستراتيجي لـ"الإسلام السياسي" في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "الـ سي اي ايه" إميل نخلة في مقالة نشرها موقع "ريسبوسيبل ستايتكرافت" إلى أن "ابن سلمان لم يعد لديه خط مباشر مع البيت الأبيض كما كان الحال مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب"، لافتًا إلى "ما قاله سفير أميركي سابق في الشرق الأوسط أن رد فعل الرئيس الأميركي جو بايدن على التقرير الاستخباراتي جعل من ابن سلمان "شخصًا منبوذًا"".
وأضاف الكاتب أنه "سيتوجب على ابن سلمان أن يعالج موضوع تنامي حالة الفقر وارتفاع نسبة البطالة لدى جيل الشباب في السعودية"، معتبرا أن "تأجيج المشاعر القومية السعودية من أجل قمع المطالب لن ينجح على الأمد الطويل".
وتابع الكاتب أن "العديد من الناشطين السعوديين المطالبين بالإصلاحات بدأوا يسلطون الضوء على الحاجة إلى الوظائف والمبادرات الجديدة في مجال التوظيف"، وتساءل: "كيف سيكون مستقبل السعودية في حال استمر تدهور الوضع الاقتصادي؟".
الكاتب حذر من أن "بعض الناشطين سيلجأون إلى العنف في حال استمرت الأنظمة العربية بقمع المتظاهرين".
ودعا الكاتب "إدارة بايدن إلى تبنّي مقاربة ثنائية إذا ما أرادت ان تستفيد بشكل أكبر من التقرير الاستخباراتي حول مقتل خاشقجي"، موضحا، أن "الخطوة الأولى في هذه المقاربة تتمثل بتوجيه رسالة واضحة إلى ابن سلمان عن ضرورة السماح بالمظاهرات السلمية المطالبة بحقوق الانسان والإصلاح الديمقراطي من دون قمع النظام للمتظاهرين، وتتمثل الخطوة الثانية بقيام ابن سلمان بإنشاء صندوق وطني من أجل دعم الشركات الناشئة".
وأضاف: إن احداث ما يسمى بـ"الربيع العربي" أظهرت امرين اثنين، الأول أن مطالبة الشباب العربي بالعدالة والكرامة والديمقراطية مستمرة على الرغم من وجود الأنظمة الاستبدادية، والثاني أن التعويل على الحكام الدكتاتوريين والاستبداديين يخلق المزيد من المشاكل للسياسة الخارجية الأميركية على الأمد الطويل.
وتحدث الكاتب عن ضرورة ان توجه إدارة بايدن رسالة إلى المجتمع السعودي من خلال المنظمات السعودية غير الحكومية المؤيدة للإصلاحات مثل مركز الديمقراطية وحقوق الانسان في السعودية، تؤكد فيها أنه جرى ابلاغ ابن سلمان أن ملف حقوق الانسان سيكون ملفا أساسيا في تحديد طبيعة مستقبل العلاقات بين واشنطن والرياض.
كما دعا إلى توجيه رسائل سرية إلى بعض الأمراء في الأسرة الملكية تفيد أن تَسَلُّم ابن سلمان منصب الملك خلفًا لوالده ليس أمرًا حتميًا او حتى مرغوبًا به بالنسبة لواشنطن، مضيفا: إن "استمرار حكم آل سعود ليس مرهونًا بشخصية معينة".