واتهمت أرمينيا أذربيجان الثلاثاء بإطلاق النار على أراض معترف دوليا بأنها أرمينية، في جنوب شرق البلاد، بالقرب من حدودها مع إيران.
وقال المتحدث باسم الجيش الأرميني، شوشان ستيبانيان، في بيان: "اليوم في الصباح ... انتهك الجانب الأذربيجاني مجدداً، وقف إطلاق النار، حيث قصف مواقع تعود لحرس الحدود الأرميني".
يشار إلى أن القوة الإقليمية روسيا، التي تربطها علاقات عسكرية وثيقة مع أرمينيا، عليها التزام بموجب معاهدة للدفاع عن أرمينيا لدى أي هجوم على الأراضي الأرمينية.
واندلع قتال عنيف بين أرمينيا، وجارتها أذربيجان خلال الأسابيع الأخيرة على منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها، والتي تسيطر عليها منذ عقود قوات مسيحية أرمينية، لكن الأمم المتحدة تعتبرها جزءاً من أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة.
وتركيا حليف وثيق لأذربيجان وتدعمها في مواقفها، وأجرت معها مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق في يوليو الماضي بعد توترات مشابهة بين أذربيجان وأرمينيا على صلة بمنطقة ناغورني قره باغ.
واتهمت أذربيجان الثلاثاء أرمينيا بشن هجوم صاروخي على بلدة باردا قرب جبهة القتال مع ناغورني قره باغ ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة نحو عشرة بجروح، غير أن يريفان نفت شن أي هجوم.
ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان الاتهام مؤكدة عدم إطلاق أي صاروخ باتجاه باردا من جانب قوات أرمينيا أو الانفصاليين الأرمن في قره باغ.
وكتبت على تويتر أن "بيان الجانب الأذربيجاني حول هجوم صاروخي مزعوم.. كذب تام واستفزاز قذر".
وحض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء قادة أرمينيا وأذربيجان على الالتزام بوقف اطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في واشنطن نهاية الأسبوع الماضي لكنه سرعان ما انهار وسط تبادل البلدين الاتهامات بخرقه.
وعبر مكالمات هاتفية منفصلة، دعا بومبيو الثلاثاء قائدي أرمينيا وأذربيجان، نيكول باشينيان وإلهام علييف، إلى احترام وقف إطلاق النار. وأكد بومبيو أنه لا يوجد "حل عسكري لهذا النزاع".
واستقبل الوزير الأميركي الجمعة كلاً على حدة، نظيريه الأذربيجاني والأرمني، مما أفضى إلى إعلان مشترك لـ "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية". وقد فشلت هدنتان مشابهتان برعاية روسية وفرنسية، في السابق.
وقال الجيشان الأذربيجاني والأرمني الثلاثاء إن القتال مستمر على الخطوط الأمامية حيث أعلن الجانبان أنهما يسيطران على الوضع.
وأفاد مسؤول من ناغورني قره باغ أن ثلاث نساء أصبن خلال النهار جراء إطلاق صاروخ أذربيجاني أصاب قرية في منطقة مارتوني.
ومنذ تجدد القتال في 27 سبتمبر، احتلت القوات الأذربيجانية مناطق خارجة عن سيطرة باكو منذ تسعينيات القرن الماضي عندما اندلعت حرب خلفت 30 ألف قتيل وأسفرت عن إعلان انفصال هذه المنطقة التي يسكنها الأرمن حصرياً اليوم.
واعترفت أرمينيا الاثنين بفقدانها السيطرة على مدينة غوبادلي الاستراتيجية في جنوب ناغورني قره باغ. في غضون ذلك، تقترب القوات الأذربيجانية من طريق حيوي، هو ممر لاتشين الذي يربط بين أرمينيا وناغورني قره باغ.
وأفادت حصائل جزئية عن مقتل أكثر من 1100 شخص بينهم مئة مدني منذ استئناف القتال. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانبه عن نحو خمسة آلاف قتيل.
تؤدي روسيا تقليديا دور الحكم في المنطقة. وهي تعد، إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة، جزءًا من مجموعة مينسك التي شكلتها منذ فترة طويلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتكون الوسيط الرئيسي في هذا النزاع، بدون تحقيق أي نجاح.
وقامت أذربيجان، بفضل عائداتها النفطية، بشراء الأسلحة بدون حساب في السنوات الأخيرة، من روسيا وتركيا وإسرائيل على نحو خاص.
وبعد محادثة هاتفية بين وزيري خارجية روسيا وتركيا، قالت موسكو مساء الثلاثاء إنه "من غير المقبول تدويل الأزمة عبر الزج بمقاتلين أجانب". وقالت الخارجية الروسية إن الجانبين كررا الدعوة إلى احترام وقف إطلاق النار.