وفي مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، استشهد الكاتب بتغريدة لترامب تضمنت مقطع فيديو لرجل أميركي هتف بشعار "القوة البيضاء" أمام عدد من المتظاهرين يحتجون على التمييز العنصري في الولايات المتحدة، وأكد ترامب في تغريدته دعمه وتأييده لهذا الرجل.
كما رجح الكاتب، أن يكون ترامب قد إختار مسار تأجيج العداء العنصري من خلال إثارة مخاوف البيض وإثارة الكراهية ضد التنوع. هذه الاستراتيجية بحسب الكاتب لا يمكن أن تنجح إلّا إذا تمكن ترامب من تجييش البيض الأكبر سنا من الأميّين في ولايات أميركية محددة، في ظل استخدام الحزب الجمهوري تقنيات تحدّ من مشاركة الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية.
الكاتب أضاف: أن استطلاعات الرأي تفيد بأن جهود ترامب والحزب الجمهوري لن تنجح، وقال: إن ترامب قد يجر الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي معه إلى الهاوية. ووصف الكاتب استراتيجية "القوة البيضاء" التي يتبعها ترامب بغير المسؤولة على الإطلاق، وأردف: أن نرجسيته تدفعه إلى تبني أي مسار يرى أنه يصب في مصلحته الشخصية بغض النظر عن التداعيات المحتملة على الولايات المتحدة ككل.
وتابع الكاتب: إن ترامب لا يبذل مساعٍ حثيثة لحل المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم مثل وباء "كورونا" والأزمة الاقتصادية والتظاهرات الشعبية، بل يركز على إثارة الغضب والخوف لدى البيض بهدف فوزه بولاية ثانية. وعليه خلص الكاتب إلى أن ترامب يريد للفكر المتعصب أن يسود في أميركا من جديد.
في السياق نفسه، رأى الكاتب "أريي بيرليغير"، أن تصنيف المجموعة المحلية الأميركية بالتنظيمات الإرهابية سيأتي بنتائج محدودة في أحسن الاحوال. وفي مقالة نشرت على موقع "ديفينس وان"، قال بيرليغير: إن المشكلة الحقيقية هي أن تصنيف مجموعات مُعيّنة تنظيمات ارهابية لا يحد من الإرهاب، وأن الكثير من أعمال العنف اليمينية يرتكبها أفراد وليس مجموعات منظّمة.
ولفت إلى أن غالبية المجموعات المحلية الأميركية هي غير مركزية وإلى أن المجموعات المنظّمة عادة ما تنقسم أو تغير اسمها. وبناء عليه، أعتبر الكاتب، أن الحل الأنسب هو تبني سياسات تحد من الاستقطاب السياسي وتتصدى للفكر المتطرف.
موقع "ذا إنترسبت" سلط هو الآخر الضوء على تقرير أعده استخباراتيون أميركيون يدعو إلى تبني مقاربة جديدة حيال "التطرف المحلي" في الولايات المتحدة. وأفاد الموقع، أن التقرير الصادر عن المركز الوطني لمكافحة الإرهاب يقدم نقدا ذاتيا، ويشير إلى الثغرات في التصدي للإرهاب المحلي.
كما لفت إلى أن التقرير يتحدث عن ضرورة التركيز على الأفراد وليس المجموعات ويطرح مخاوف على صعيد قدرة الحكومة على منع المتطرفين في الداخل الأميركي من تنفيذ إعتداءات، ويفيد بأن النظام ليس مجهزا لمواجهة التهديد المتمثل بالمتطرفين المحليين في الولايات المتحدة بسبب التباين في المقاربات التي تتبناها الأجهزة الأميركية.
وفي الوقت نفسه، أشار الموقع إلى أن إمكانية إدخال تعديلات نتيجة ما جاء في التقرير ليست مضمونة أبدا في ظل التغييرات التي طرأت على هوية مستشاري ترامب الاستخباراتيين، فضلًا عن حالة الفوضى بين هؤلاء المستشارين. كما أضاف الموقع، أنه ليس هناك الكثير من الأدلة لدعم ما يدعيه ترامب من أن مجموعة "أنتيفا" تثير العنف، وأن مسؤولي إنفاذ القانون على الأرض يوجهون إصبع الاتهام بشكل أساس إلى جماعات يمينية مثل جماعة "بوغالوو".
كذلك نبه التقرير إلى أن المتطرفين البيض كانوا قد شنوا اعتداءات دموية إستهدفت الاقليات في الولايات المتحدة قبل التظاهرات التي بدأت على خلفية مقتل "جورج فلويد". وقال: إن ذلك دفع بالأجهزة الأميركية إلى رفع مستوى التهديد الذي يشكله "المتطرفون المحليون" وتم وضع هذه الجماعات على نفس مستوى التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" وغيره من "الإسلاميين المتطرفين".