وفي خطاب وجهه الرئيس روحاني الى الشعب الأمريكي، اشار الى ان العالم كله اليوم في جبهة واحدة امام هذا الفيروس القاتل، عدو مشترك لا اختلاف حوله خلافا لبعض القضايا الاخرى بشان طبيعته وتعريفه وتاثيراته الهدامة للبشرية.
واضاف، للاسف ان الحكومة الاميركية في حينها قدمت الدعم لنظام صدام الاسوا من الفيروس والذي لم يسلم الشعب الايراني برجاله ونسائه واطفاله (وحتى العراقيين) من اسلحة ذلك السفاح.
واشار الى ان اميركا وبعد ان استمرت اعتداءات ذلك النظام انتبهت الى اخطائها الا ان هذا الدرس لم تاخذ العبرة منه، وبادرت الحكومة الاميركية الحالية الى اغتيال الشخص الاكثر تاثيرا في مكافحة داعش وبطل القضاء على هذا التنظيم الارهابي الذي كان قد ترك تاثيره في منطقة الشرق الاوسط بافكاره المتطرفة واعماله الاجرامية، لتقدم هدية كبرى لهذا التنظيم الارهابي.
واضاف، الان حيث يعاني الشعب الايراني من الازمة العالمية الناجمة عن هجوم فيروس كورونا، يتعرض في الوقت ذاته لاقسى انواع الارهاب الاقتصادي الاميركي في التاريخ، كما ان الحكومة الاميركية ليست مستعدة للتخلي عن سياسة ضغوطها القصوى الشيطانية ومع مواصلتها الحظر سارعت الى دعم الفيروس.
ونوه الرئيس الايراني الى ان الحكومة الاميركية وبعد خروجها من غير القانوني من الاتفاق النووي فرضت لغاية الان اكثر من 100 اجراء للحظر ضد الشعب الايراني واستهدفت على الاخص الاقسام الرئيسية للنظام الاقتصادي –المالي الايراني وبالتالي فقد الحقت خسائر بمئات مليارات الدولارات بالاقتصاد والشعب الايراني.
واكد بان اجراءات الحظر الاميركية ادت الى ان يفقد الكثير من المواطنين العاديين الايرانيين صحتهم واعمالهم ومدخولاتهم فضلا عن انها ادت الى خفض قدرات الشعب الايراني في مواجهة هذا الفيروس وحتى ان بعض مواطنينا قد فقدوا حياتهم بسبب هذا الحظر.
واكد الرئيس روحاني قائلا، انكم تعلمون ونحن نعلم ايضا بان الانتصار في الحرب ضد فيروس كورونا ممكن فقط حينما تنتصر جميع الدول في هذه المعركة وان لا تبقى حتى دولة واحدة ملوثة لذا فان معاناة عضو سيؤدي الى مرض الجسد العالمي المشترك كله لذا فان اي حدود وجدران لا يمكنها ان تصون دولة او شعب ما من اذى هذا الفيروس او عودته.
وحذر الرئيس الايراني انه في ظروف التفشي الخطير لهذا الفيروس ليست هنالك مسافة تذكر بين باريس ولندن وواشنطن وان اي سياسة قصيرة النظر وعدائية ساعية لاضعاف النظام الطبي وتقييد المصادر المالية لادارة الازمة في ايران ستؤثر بصورة مباشرة على مسار مكافحة تفشي هذا الفيروس في سائر الدول واضاف، ان "كوفيد-19" يعد بالمعنى الحقيقي للكلمة مسالة حياة وموت لجميع الدول وان دحره يعد مسؤولية عالمية.
واكد الرئيس روحاني بان الشعب الايراني سيقاوم ويخرج مرفوع الراس ويتجاوز هذه الايام الصعبة سواء في مواجهة الفيروس او الحظر او السياسات الظالمة واستراتيجية الضغوط القصوى من قبل الحكومة الاميركية الراهنة.
وتساءل ان كان الشعب الاميركي يرضى بأن تمارس هذه التصرفات الظالمة باسمه وأصواته وتستخدم الضرائب المدفوعة منه بهدف ممارسة الضغوط التعسفية على الشعب الايراني؟ .
ونوه الى ان ظروف مكافحة الفيروس أسفرت عن إيقاف النشاطات الرياضية والاماكن العامة وأماكن العبادة والمدارس والجامعات والعديد من الشركات في جميع أنحاء العالم، وتساءل: انه أليس من الغريب حتى في مثل هذا الوقت، لا يتم ايقاف الضغوط والحظر ؟ فهل نؤمن بادعاءات تقديم المساعدات الإنسانية أم هذا السلوك المناهض لحقوق الإنسان؟.
واعتبر الرئيس روحاني الامر الكارثي هو مواكبة الحكومة الاميركية لدول تكمن وراء تاسيس داعش لكنها تعادي الدولة التي لعبت الدور الاساس في القضاء على هذا التنظيم الارهابي، واعرب عن الاسف لان اعداء الديمقراطية وحقوق الانسان الاكثر تطرفا ورجعية في العالم الذين احتلوا هم انفسم اراضي الدول الاخرى او انهم حرموا شعوبهم حتى من انتخابات حرة، قد تحولوا اليوم الى مستشارين للحكومة الاميركية ويعملون عبر هذا الطريق على فرض سياساتهم المنحطة على الشعب الاميركي واضاف، ان اتحاد الفيروس والحظر قد تحول الى كلمة السر لعملياتهم الجديدة ضد ايران ، وان ضحايا الحظر والفيروس ليس الاجنحة السياسية في ايران بل الشعب.
واكد بانه حان الوقت ليصرخ الشعب الاميركي بوجه حكومته بصوت عال وان يطلب منها الاجابة على تساؤلاته، وقال، لا تسمحوا بان تسودّ صفحات تاريخ اميركا اكثر من هذا واعلموا بان الاجيال القادمة ستحكم على الشعب الاميركي من خلال اداء حكامه وللاسف ان حكم عموم شعوب العالم ليس جيدا تجاه اميركا لغاية الان.