وذكرت الصحيفة الأمريكية أن بن سلمان بدا لوهلة وكأنه يسعى للتخلي عن العدوانية والشراسة التي تلازم صورته، عازية ذلك جزئياً إلى تداعيات ارتباطه المباشر بعملية اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بتركيا على يد فريق سعودي.
واعتبرت أن مناوراته الجديدة لتعزيز قبضته على السلطة تحيي النقاشات في العواصم الغربية حول "مدى إمكانية وضع الثقة بشريك جد متهور"، موضحة أن قراره الفجائي بخفض أسعار النفط امتدت رجته للاقتصاد العالمي الذي يواجه خطر الركود. كما لفتت الى أن من تداعيات القرار تهديده باستنزاف الاحتياطات النقدية للمملكة العربية السعودية، وضربه عرض الحائط بوعود بن سلمان بتخصيص استثمارات جديدة لتقليص اعتماد المملكة الكلي على عوائد النفط.
وفيما يخص حملة الاعتقالات الأخيرة بحق أمراء من الأسرة الحاكمة، من بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان وأحد المرشحين السابقين للحكم، والأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق، وشقيقه الأمير نواف، وعدد آخر من الأمراء الذين اتهموا بمحاولة تدبير انقلاب، أوضحت "نيويورك تايمز" أن الاعتقالات تسببت في تأويلات مقلقة في صفوف أفراد العائلة الحاكمة الخاضعين الذين يرون أن ولي العهد السعودي بصدد إبعاد كافة خصومه، بهدف الاستعداد لتسلم العرش من والده، الملك سلمان، البالغ 84 عاما والذي بدا أحيانا يعاني من نسيان الذاكرة ومشوشاً، كما أوردت الصحيفة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر مقربة من الديوان الملكي تشديدهم على أن ولي العهد أراد فقط توجيه تحذير لعمه وأبناء عمه، لقيامهم بانتقاده علنياً، وتوجيه رسالة من خلال ذلك لباقي أفراد العائلة الحاكمة.
وأثارت تقارير القمع ضد كبار أفراد العائلة المالكة الذين قد يشكلون تهديداً لصعود ولي العهد البالغ من العمر 34 عاماً على العرش تكهنات مرة أخرى حول صحة العاهل البالغ من العمر 84 عاماً والقدرة على الحكم.