واتخذت سلطات إيطاليا التي تعتبر بؤرة تفشي الفيروس الرئيسية في أوروبا اليوم الأحد إجراءات استثنائية غير مسبوقة متمثلة بفرض الحجر الصحي على مساحات واسعة شمال البلاد يقيم فيها نحو 16 مليون شخص (أي ربع مواطني البلاد)، بعد يوم من ارتفاع حصيلة ضحايا الفيروس في البلاد إلى 233 حالة وفاة و5883 حالة إصابة.
واستدعى هذا القرار احتجاجا من قبل لوكا دزايا، رئيس إقليم فينيتو ومركزه مدينة البندقية، الذي اعتبر الإجراءات الحكومية الجديدة غير مبررة وطلب رفع الحظر عن الإقليم، لكن مسؤولين في الأقاليم الجنوبية الخالية حتى الآن من الفيروس، أيدوا هذه الخطوة.
في الوقت نفسه، أعلنت سلطات إقليم بييمونتي الشمالية أن رئيسه ألبيرتو تشيريو أصيب بالفيروس، مشيرة إلى أنه في وضع جيد، ما يعد ثاني حالة إصابة رئيس إقليم إيطالي بكورونا.
من جانبه، دعا وزير الرياضة الإيطالي فينتشنزو سبادافورا الى تعليق منافسات كرة القدم المحلية لمنع تفشي الفيروس.
وحث رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش السلطات الإيطالية على منع مواطنيها من مغادرة البلاد، ودعا التشيك المتواجدين حاليا في إيطاليا، والذين يقدر عددهم بنحو 16 ألف شخص، إلى العودة إلى وطنهم بأسرع وقت ممكن.
وفي النمسا، حيث قفزت حصيلة المصابين خلال الساعات الـ24 الأخيرة من 79 إلى 99 شخصا، أعلنت الحكومة أيضا عن فرض إجراءات وقائية جديدة تهدف إلى ردع تفشي الفيروس، بما فيها وقف الرحلات الجوية المباشرة مع إيران وكوريا الجنوبية وكذلك مدينتي ميلانو وبولونيا الإيطاليتين، بالإضافة إلى فحوصات طبية إلزامية عند بعض المعابر الحدودية مع إيطاليا.
وشدد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز على أن مزيدا من دول أوروبا ستضطر إلى حذو حذو إيطاليا في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بغية وقف تفشي الفيروس، مشيرا إلى أن ذلك مسألة وقت لا أكثر، لكن يجب دراسة توقيت هذه الإجراءات لتفادي خسائر اقتصادية فادحة.
وفي ألمانيا، ارتفعت الحصيلة الرسمية للمصابين بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية من 795 حتى 847 شخصا.
وفي بلجيكا، أعلنت السلطات عن ارتفاع حصيلة المصابين منذ أمس من 169 إلى 200 شخص.
وفي هولندا، أعلنت السلطات عن حالتي وفاة جديدتين بسبب كورونا وتبلغ حصيلة الضحايا بذلك ثلاثة أشخاص، فيما بلغ عدد المصابين اليوم الأحد 265 شخصا مقارنة مع 188 شخصا أمس.
كما سجلت حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس في سويسرا، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا في البلاد إلى حالتي وفاة و281 مصابا.
كما اكتشفت اليوم أولى أربع حالات إصابة بكورونا في بلغاريا وأول حالة إصابة في مولدوفا.
وفي فنلندا، أعلنت السلطات عن تشخيصها أربع حالات إصابة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 23 شخصا.
وفي لاتفيا، اكتشفت السلطات الصحية اليوم إصابة سيدة عادت مؤخرا من إيطاليا، وهذه ثاني حالة إصابة مؤكدة في البلاد، ما دفع رئيس الوزراء كريشيانيس كارينس إلى عقد اجتماع لمجلس إدارة الأزمات.
في الوقت نفسه، نقلت وكالة "رويترز" عن رسالة داخلية تأكيدها تسجيل حالة إصابة جديدة، وهي الثانية من نوعها، لمسؤول في مقر مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الماضي ووضع 46 موظفا قيد الحجر الصحي.
وكانت قد أعلنت السلطات الإيطالية عن تسجيل 103 حالات وفاة جديدة جراء فيروس كورونا في منطقة لومبارديا شمال البلاد خلال يوم واحد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول محلي قوله، اليوم الأحد، إن عدد المتوفين جراء النوع الجديد لفيروس كورونا في لومبارديا، التي تعرضت للضربة الأقوى بسبب الفيروس في البلاد، ارتفع في غضون 24 ساعة من 154 إلى 257 حالة.
ومن المتوقع أن تعلن السلطات الإيطالية، في وقت لاحق من الأحد، الحصيلة الجديدة الخاصة بكامل الأراضي الإيطالية، إلا أن الأرقام المعلنة حول الوضع في لومبارديا تشير إلى ارتفاع حاد في عدد الوفيات، حيث كانت حصيلة أمس السبت 233 حالة في عموم إيطاليا.
وتعتبر إيطاليا من الدول الأكثر إصابة بالنوع الجديد لفيروس كورونا إلى جانب الصين، التي تعد مصدرا لهذه السلالة، وكذلك إيران وكوريا الجنوبية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، في أواخر شهر يناير 2020، أن الخطر الناجم عن تفشي النوع الجديد لفيروس كورونا، يمثل حالة طارئة بالنسبة للعالم وليس فقط للصين بلد المنشأ حيث انتشر في ديسمبر 2019، وأطلق عليه اسم"COVID-2019"، داعية لاتخاذ إجراءات ضرورية على المستوى الدولي لمواجهة المرض.
وحتى اليوم السبت، سجلت في العالم 108133 حالة للإصابة بالفيروس، الذي انتشر في أكثر من 90 دولة، ومنها 3669 وفاة أغلبهم في الصين، فيما أعلن عن تعافي نحو 61 ألف شخص من بين المصابين.