وقالت المجلة، إن قرار تركيا فتح حدودها مع اليونان وبلغاريا جاء بعد مقتل 36 من جنودها فى ضربة جوية من الجيش السوري الذي يدافع عن أراضيه قرب إدلب. ويرى العديد من المراقبين تراجع أردوغان المفاجئ عن اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي بخصوص اللاجئين في 2016 على أنه أداة للضغط على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لدعم تدخل أنقرة العسكري في الحرب السورية. وأوضحت فورين بوليسى إن الخطوة ربما تساعد موقف أردوغان في التفاوض، لكنها لا تساعد المهاجرين.
وفى حين تتوقع تركيا، أن يقوم الناتو أو الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدة لحماية جنودها فى سوريا، في ظل حالة الاستياء لدى الشعب التركي في الداخل بعد مقتل العشرات من القوات في سوريا، إلا أن هذا الأمر من غير المرجح حدوثه بسبب تواجد سوريا الهائل فى المجال الجوى السورى.
وأكد الناتو، أنه سيقدم دعم جوى لتركيا، فإن اليونان سحبت صورتها بسبب تدفق المهاجرين على حدودها. وقال وزير الخارجية اليونانى، إن بلاده ستقوم بنقض تحركات الناتو لو لم يطالب بيان الدعم لتركيا بالالتزام بالاتفاق التركى الأوروبى حول الهجرة من أنقرة فى المقابل.
وهذه الخطوة تظهر، كما تقول فوريسن بوليسى، أن اللغة الصارمة التى تتبناها أنقرة تجاه أوروبا وتشجيعها اللاجئين الساعين لدخول الاتحاد الاوروبى لن تسفر عن الدعم الذى تبحث عنه تركيا.
وفى نفس السياق، قالت صحيفة إندبندنت البريطانية فى افتتاحيتها اليوم، الثلاثاء، أن خطة أردوغان لاستخدام اللاجئين السوريين لابتزاز الاتحاد الاوروبى لن تنجح طويلا، ودعت زعماء أوروبا والولايات المتحدة إلى أقناعه بالفوة لأن لديه الكثير ليخسره من رفضه التعاون، أكثر مما يفعل من إثارة عدم الاستقرار.
على أوروبا ترحيل المهاجرين الأتراك رداً على ابتزاز أردوغان
في مواجهة لإعلان أردوغان بعدم فرض قيود على انتقال اللاجئين من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، اقترح الكاتب الأمريكي مايكل روبين، الكاتب السياسي في جريدة واشنطن إكزيمنير، ضرورة معاملة تركيا بالمثال وإعادة المواطنين الأتراك في أوروبا إلى وطنهم الأصلى.
وبحسب الصحيفة، إذا أراد أردوغان الاستفادة من تواجد اللاجئين فيجب على أوروبا الرد عليه بالمثل والاتفاق على المقايضة، حيث يجب على الزعماء الأوروبيين قبول اللاجئين السوريين، لكن في مقابل كل لاجئ سوري يجتاز الحدود التركية، ينبغي على الزعماء الأوروبيين إعادة أى مهاجر تركي إلى وطنه.
ورحبت أوروبا في البداية بالمهاجرين الأتراك بسبب أزمة الخصوبة في أوروبا حيث أدى انخفاض معدل المواليد وتزايد عدد السكان المسنين إلى زيادة الحاجة إلى الهجرة من أجل الحفاظ على النمو الاقتصادي، وفي الوقت نفسه كان لدى تركيا العديد من الشباب والشابات غير القادرين على العثور على وظائف جيدة في تركيا وعلى استعداد للقيام بوظائف لا يريد أي ألماني أو نمساوي أو أوروبي القيام بها.
طالب عدد من الأتراك بالحصول على الجنسية الأوربية وبالفعل استطاع البعض الحصول عليها، ولكن لم ينجحوا في الاندماج بالمجتمعات الأوروبية، فعندما يحاول أردوغان عقد التجمعات الانتخابية في المدن الأوروبية، فهو يؤكد بشكل أساسي أنه هو وهؤلاء الذين يحضرون تجمعاته يعتبرون أنفسهم أتراك أولا.
وأشار المقال إلى أن السوريين الذين يبحثون عن الأمن في أوروبا هم الأطباء والمهندسون والمعلمون، لافتا إلى أنه قد لا تتاح للسوريين الأصغر سنا الفرص التى أتيحت لأجيال ما قبل الحرب الأهلية، لكنهم يسعون من خلال العمل الجاد لتحويل حياتهم للأفضل، ربما هؤلاء هم اللاجئون الذين ينبغي على أوروبا الترحيب بهم وإفساح المجال لهم في مقابل إعادة الأتراك قسرا إلى تركيا.