وتكافح الصين من أجل احتواء انتشار المرض بعزل مدن كاملة في إقليم هوبي. وتشتبه السلطات في إصابة 5794 شخصا آخرين بالفيروس الذي اكتشف لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي وفقا لمفوضية الصحة الوطنية.
وتم الإبلاغ عن 17 حالة إضافية في المناطق الصينية المتمتعة بحكم شبه ذاتي، وهي هونغ كونغ (5 حالات) وماكاو (حالتان)، فضلا عن حالات أخرى في تايوان.
وعززت السلطات الصينية القيود على التنقل سعيا منها لكبح انتشار فيروس كورونا الجديد، بينما تستعد فرنسا والولايات المتحدة لإجلاء رعاياهما من المنطقة الخاضعة للحجر الصحي.
وعزلت الصين إقليم هوبي الذي تفشى فيها المرض الفيروسي، في عملية غير مسبوقة تؤثر على عشرات الملايين من السكان.
وتخضع مدينة ووهان -مركز إقليم هوبي- للحجر الصحي منذ الخميس الماضي بهدف الوقاية من انتشار المرض. وفي المجمل، ثمة 56 مليون شخص مقطوعون عن العالم.
وقال رئيس بلدية ووهان أمس الأحد إنه يتوقع تسجيل نحو ألف إصابة أخرى، بناء على عدد مرضى المستشفيات الذين لم يخضعوا بعد لاختبار التثبت من الفيروس.
وأعلن مسؤولون كبار في القطاع الصحي الصيني اليوم الاثنين أن "قدرة تفشي الفيروس تعززت"، رغم أنه لا يبدو "بشدة السارس"، وهو نوع آخر من فيروس كورونا أودى بحياة المئات مطلع الألفية الثالثة.
علاج حالات
وأعلنت وسائل إعلام رسمية في الصين أمس تحقيق أول نجاح في علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن حالة 11 من أفراد الأطقم الطبية المصابين بالفيروس تحسنت، مشيرة إلى أن الأعراض السريرية عند هؤلاء الأشخاص صارت تحت السيطرة.
من جانب آخر، توجه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم مساء أمس إلى بكين لإجراء محادثات مع المسؤولين الصينيين وخبراء الصحة حول تفشي فيروس كورونا الجديد.
وأضاف أدهانوم في تغريدة له على "تويتر" أنه يريد "تعزيز الشراكة" مع الصين "فيما يتعلق بتوفير مزيد من الحماية في مواجهة هذا التفشي".
وأما حالات الإصابة المؤكدة خارج الصين، فتتوزع على عشر دول هي اليابان (3 حالات) وكوريا الجنوبية (2) وفيتنام (2) وسنغافورة (4) وأستراليا (4) وماليزيا (3) وتايلند (5) ونيبال (واحدة) والولايات المتحدة (حالتان) وفرنسا (3).
وكانت منظمة الصحة العالمية اعتبرت الخميس الماضي أنه "من المبكر جدا" إعلان حالة طوارئ دولية بسبب الفيروس الجديد.
لهذا السبب لم تتمكن الصين من احتواء الفيروس
وقالت وسائل إعلام صينية إن أكثر من 5 ملايين شخص فروا من المدينة الموبوءة التي بدأ فيها تفشي فيروس كورونا قبل أن ينتقل إلى مناطق عدة في الصين، والعالم.
وصرح عمدة ووهان عاصمة مقاطعة هوبي وسط الصين، تشو شيان وانغ، أن 5 ملايين من سكان المدينة فروا منها، قبيل فرض السلطات الصينية الإغلاق التام عليها، على ما أوردت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية، مساء الأحد.
وأضاف أن هؤلاء الملايين فروا، الأربعاء، لدى إعلان الحكومة المركزية في بكين نيتها فرض إغلاق تام على الحركة من المدينة وإليها يوم الخميس، فيما وصف بأنه أكبر عملية حجر صحي في العالم.
وتأمل بكين من وراء هذا الإجراء في منع انتشار فيروس كورونا المميت إلى أجزاء أخرى من البلاد.
ويبدو أن الصين حازمة للغاية في مسألة القيود المفروضة على ووهان، إذ إنها منعت حتى الأجانب من مغادرة المدينة.
وقالت صحف بريطانية إن مئات البريطانيين باتوا محاصرين داخل المدينة، ونقلت صحيفة "الصن" البريطانية عن مسؤولين في وزارة الخارجية بأن نظرائهم الصينيين أبلغوهم بأن القيد يشمل الرحلات الدولية من المدينة.