وأكّد عراقجي قائلاً: لم ننسحب من طاولة المفاوضات؛ بل إن الأمريكيين هم من خانوا الدبلوماسية بالهجوم العسكري على إيران في خضم المفاوضات. وأشار إلى أنه إذا صحّح الأمريكيون نهجهم وكانوا مستعدين للتفاوض من منطلق المساواة والاحترام المتبادل وعلى أساس المصالح المشتركة، فسوف نعيد النظر في هذه المسألة؛ بالطبع، لسنا مقتنعين بعد باستعدادهم لذلك.
وأشار عراقجي إلى أنه "استنادًا إلى الخبرة التي اكتسبناها خلال العام الماضي، فإن ما يقصدونه بالتفاوض هو فرض المواقف وإملاءها، بينما لا يمكن للتفاوض الحقيقي أن يجري إلا عندما يُصحّح الأمريكيون نهجهم ويكونوا على استعداد للتفاوض بنزاهة لتحقيق المصالح المشتركة.
وأكد بالقول: ما عجز الأمريكيون عن تحقيقه في العمليات العسكرية، لن يتمكّنوا من تحقيقه على طاولة المفاوضات أيضا. يجب أن تقوم طاولة المفاوضات على التوازن والاحترام والمصالح المشتركة.
وأوضح عراقجي: إن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية واضحة؛ فالدول الأوروبية الثلاث الأخرى ليست لديها القدرة على التفاوض، وقد فقدت الترويكا الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) عمليا آخر أدواتها وقدراتها التفاوضية بتفعيلها غير القانوني لآلية الزناد؛ لذلك، لا ترى إيران أي سبب للتحدث مجددًا مع هذه الدول الثلاث.
وأضاف: نعتقد أنهم لم يكونوا يملكون الحق في استخدام آلية إعادة فرض العقوبات. موقف روسيا هو نفسه؛ عمليا، لم يحدث شيء سوى أنهم فقدوا آخر أدواتهم؛ لذا، لا جدوى ولا مبرر لإجراء حوار مع الجانب الأوروبي بشأن القضية النووية". وقد أُلغي اتفاق القاهرة من وجهة نظر إيران.
وردًا على سؤال آخر حول آفاق التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد قصف المنشآت النووية الإيرانية من قبل أمريكا والكيان الصهيوني، قال وزير الخارجية: على الرغم من التزام إيران بتعهداتها في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إلا أنها تؤكّد أن الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية قد غيّرت الواقع على الأرض، وأن الوكالة تفتقر إلى البروتوكولات اللازمة لتفتيش المراكز التي تعرضت للهجوم.
وفي إشارة إلى حديثه مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية، قال: "سألت السيد غروسي عما إذا كانت الوكالة الدولية لديها بروتوكول لتفتيش المنشآت النووية الإيرانية التي تعرضت للهجوم؟" أجاب غروسي: لا.
وأوضح عراقجي: إلى حين تحديد أطر جديدة للتعامل مع التهديدات الأمنية، لا مجال للتفتيش.
وقال وزير الخارجية: نحن ملتزمون بتعهداتنا، ولكن بالنظر إلى التجارب الأخيرة ووفقاً لقرار مجلس الشورى الاسلامي، فإن البت في طلبات الوكالة سيكون من مسؤولية المجلس الأعلى للأمن القومي وحده.
وفي رده على سؤال آخر، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن روسيا لطالما أكدت ودعمت حق إيران في الملف النووي وحقها في التخصيب.
وفي إشارة إلى التعاون بين طهران وموسكو في المجال النووي، بما في ذلك محطة بوشهر النووية، قال: "إضافةً إلى ذلك، لعبت روسيا دورًا إيجابيًا وبنّاءً في مفاوضات الاتفاق النووي، وكان لها دورٌ فعّال". وأضاف: اتخذت روسيا أيضًا موقفًا بنّاءً وقانونيًا وحاسمًا في مجلس الأمن بشأن الأعمال غير القانونية للترويكا الأوروبية، فضلًا عن الهجمات الأمريكية والصهيونية على إيران. وأكد عراقجي: نشكر موسكو على هذه المواقف، ونثق بروسيا وحسن نيتها، وسنرحّب بها كلما استطاعت أن تلعب دورًا إيجابيًا في هذه القضية وغيرها.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد ناقش قضايا القوقاز وآسيا الوسطى خلال محادثاته مع نظيره الروسي، قال وزير الخارجية: "أجرينا مشاورات مثمرة للغاية في هذا الشأن. مواقفنا واضحة تماماً. تؤمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن أمن واستقرار منطقتي القوقاز وآسيا الوسطى يجب أن تضمنه دول المنطقة نفسها".
وأكد عراقجي: "إيران تعارض بشكل قاطع وجود أي قوات أجنبية في منطقة القوقاز، وقد أُعلن هذا الموقف لجيرانها وشركائها الإقليميين".