في أوائل نوفمبر من هذا العام، خلال زيارة السيدة فرزانة صادق، وزيرة الطرق الايرانية، إلى إسلام آباد، تم طرح اقتراح إنشاء خط ملاحي بين البلدين في اجتماعها مع وزير الشؤون البحرية الباكستاني.

طرح محمد جنيد أنوار اقتراح إطلاق خط ملاحي مباشر بين باكستان وإيران، وأكد أن هذه الخدمة يمكن أن تكون بديلاً اقتصاديًا وفعالاً لتعزيز السياحة والأنشطة التجارية.

كما أعلن أن باكستان ترحب بأي رائد أعمال أو شركة إيرانية مهتمة بالتعاون في هذا المجال، وذكّر بأن سعر الوقود المناسب في إيران يمكن أن يحافظ على تكاليف النقل في متناول الركاب.

قبل أربعة أشهر (13 أغسطس 2025)، أكدت وزارة الشؤون البحرية الباكستانية أن البلاد ستمنح لأول مرة ترخيصًا لإطلاق خط ملاحي نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية لشركة نقل بحري دولية؛ وهو إجراء وصفته إسلام آباد بخطوة تاريخية لتطوير السياحة، خاصة التواصل الشعبي عبر الممر البحري.

في الوقت نفسه، انتشرت أخبار غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي في باكستان تفيد ببدء تشغيل سفينة ركاب بين ميناء تشابهار الإيراني وميناء كراتشي الباكستاني، نشرها بعض المستخدمين المحليين، دون الاستناد إلى أي مصدر رسمي أو جهات حكومية معنية.

ولكن تبين أن الخبر المذكور غير صحيح، وأن الجهات المعنية في باكستان تجري المراحل النهائية لإطلاق الخط الملاحي مع إيران.

وقال مصدر موثوق في وزارة الشؤون البحرية الباكستانية: إن تنفيذ الخط الملاحي مع إيران في مراحله النهائية، وستكون أول رحلة من ميناء كراتشي إلى گوادر ثم إلى ميناء تشابهار في إيران.

بعد الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة على قوافل الزوار الباكستانيين في ولاية بلوشستان أثناء توجهها نحو المعبر الحدودي المشترك مع إيران، طرحت حكومة إسلام آباد آنذاك في عام 2014 لأول مرة مبادرة إطلاق خط ملاحي من موانئ باكستان إلى تشابهار وبندر عباس، لتسهيل تنقل الزوار الباكستانيين بعيدًا عن صعوبات السفر البري.

يعتبر خبراء الاقتصاد والسياحة إطلاق الممر البحري بين إيران وباكستان فرصة مناسبة لتعزيز التبادلات التجارية، وتطوير حصة البلدين من السياحة البحرية، وزيادة فرص العمل.

خلال الأشهر الأخيرة، ساعد إطلاق عدة رحلات جوية مباشرة بين إيران وباكستان، خاصة بين طهران وإسلام آباد، في تسهيل تنقل الناس في إطار الرحلات الدينية والسياحية والتجارية بشكل كبير.

يصل سنويًا، بشكل تقريبي ومتوسط، حوالي 120 ألف مسافر وحاج باكستاني إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر المعابر الحدودية الرسمية ميرجاوة وريمدان، وتصل هذه الرحلات إلى ذروتها في أيام محرم وصفر.