نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 261250 شنبه 15 آذر 1404 16:42

سرّ الأوراق غير المكشوفة لإيران في المعادلات الأمنية

من أمريكا إلى الصين ومصر، يعمل العالم اليوم على إجراء هندسة عكسية للطائرات المسيرة الإيرانية؛ لكن هذا ليس سوى الوجه الظاهر للقدرة الدفاعية الإيرانية. خلف هذه الواجهة، تشكّلت منظومة وطنية متكاملة من القدرات الصاروخية والبحرية وتحت السطحية والسيبرانية وحرب الإلكترونية، مبنية على الابتكار المستقل واللاتوقعية الاستراتيجية.

نور نيوز -  أفادت وسائل إعلام عسكرية أن الولايات المتحدة أنشأت وحدة جديدة تعتمد على طائرات مسيرة من طراز "LUCAS" مستوحاة من التصميم الإيراني، وكشفت مصر في معرض EDEX-2025 عن طائرة "جبار-150"، بينما اختبرت الصين نموذج "لونغ إم 9". أن تقوم ثلاث قوى في ثلاث قارات في الوقت نفسه بنسخ التصاميم الإيرانية، يحمل رسالة واحدة فقط: إيران ليست متتبعة للتكنولوجيا، بل هي منتجة للنماذج والأنماط.

لكن الصورة الأكبر تكمن في أن الطائرة المسيرة ليست سوى جزء واحد من البنية الدفاعية الإيرانية. القدرة الصاروخية ذات المديات المتنوعة، والغواصات والزوارق السريعة، والشبكات السيبرانية وحرب الإلكترونية المتداخلة، كلها تشكل اليوم منظومة موحدة في تطور مستمر؛ بنية لم يعد العدو قادراً على قياسها بدقة. في إيران لا يتم تصنيع السلاح فحسب، بل يتم هندسة القوة والتكتيك معاً.

*المنطق المشترك في تطوير قدرة الردع

تعتمد الهندسة الدفاعية الإيرانية على ثلاثة أعمدة:

تكلفة منخفضة – تأثير استراتيجي عالٍ
تصميم بسيط – تكتيك معقد ومتعدد المتجهات
اعتماد صفري على الخارج – إنتاج ضخم ومرن

هذا المنطق تجسد بوضوح في تكنولوجيا الطائرات المسيرة، ويظهر بدقة مماثلة في القدرات الصاروخية والبحرية والسيبرانية. صواريخ دقيقة عالية المناورة، زوارق تغيّر التكتيك بالسرعة، غواصات لا تُرى لكنها موجودة، ومنظومات قادرة على تعمية شبكات قيادة العدو – كلها تجسيد لاستراتيجية واحدة:

القوة الدفاعية بالمبادرة، لا بالعرض الإعلامي.
العدو لا يعرف من أين يبدأ الهجوم، والأهم أنه لا يعرف متى وأين ينتهي.
لم يكن هناك وقت للأوهام.. خمسة أيام كانت كافية

دخلت أمريكا والكيان الصهيوني الميدان معتقدين بتفوقهما التكنولوجي، ظنا منهما أن قوة إيران قابلة للتقدير والاحتواء والسيطرة. لكن في حرب التي استمرت 12 يوماً، كانت خمسة أيام فقط كافية ليدركوا أنهم أمام بنية لا تقبل القواعد الكلاسيكية للحرب.
كان الرد الإيراني متعدد الطبقات، غير متماثل، مركب، وغير قابل للتنبؤ على الإطلاق. ضربات دقيقة، هجمات متعددة المحاور، مزج بين القدرات الصاروخية والمسيرة والسيبرانية، قدرات لم تكن قد كُشف عنها من قبل، فقلبت المعادلة رأساً على عقب.
ما حدث لم يكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كان فخاً استراتيجياً.

بدلاً من استسلام إيران، كان المهاجمون هم من اضطروا للتراجع وطلب وقف إطلاق النار.
القوة الدفاعية الإيرانية نتاج الغموض والمرونة والمبادرة.
المستقبل: دفاع إيران سيكون أكثر شبكية وذكاءً

تقف البنية الدفاعية الإيرانية اليوم في مرحلة الربط والتنسيق؛ حيث تعمل الصواريخ والطائرات المسيرة والغواصات وأسطول السطح والقدرات السيبرانية وحرب الإلكترونية ضمن شبكة ذكية تحليلية واحدة.

مواجهة إيران لأي تهديد لن تكون خطية، بل تصاعدية، موجية، ومتتالية؛ قد يبدأ الهجوم من الجو، ويستمر بالهجمات السيبرانية، ويتمدد في البحر، وينتهي بصواريخ دقيقة.

المنافسون اليوم ينسخون التصاميم، لكنهم غداً سيضطرون إلى دراسة الهندسة الأمنية الإيرانية بأكملها.

لقد أثبتت إيران أن القوة الدفاعية الفعّالة يجب أن تؤثر في إدراك العدو، لا أن تُعرض في الإعلام فقط.

کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.