نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 261198 شنبه 15 آذر 1404 11:39

مناورات "سهند-2025"؛ تعزيز مكانة إيران في شبكة شنغهاي للأمن الجماعي

تُظهر مناورات "سهند-2025" لمكافحة الإرهاب، والتي انطلقت في الأول من ديسمبر/كانون الأول في أذربيجان الشرقية بمشاركة عشر دول أعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وعدد من الدول المراقبة، جاهزية إيران ودورها الاستراتيجي في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.
انطلقت مناورات "سهند-2025" المشتركة لمكافحة الإرهاب في الأول من ديسمبر/كانون الأول (الاثنين 1 ديسمبر/كانون الأول) في محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية، والتي استمرت خمسة أيام. تُعقد هذه المناورات في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، وهي جزء من آلية المنظمة الأمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية والجماعات المسلحة. ردًا على سؤال حول تفاصيل المناورة، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في مؤتمر صحفي عُقد هذا الأسبوع: "هذه المناورة، التي تُجرى بهدف مكافحة الإرهاب، تُجرى في شمال غرب البلاد بمشاركة ميدانية من خمس دول و دول أخرى تظهر مدى اهتمام إيران واهتمامها بمواجهة منسقة ومتعددة الأطراف لمشكلة الإرهاب. فمشكلة الإرهاب مشكلة لا يمكن لأي دولة مواجهتها بمفردها، نظرًا لطبيعتها العابرة للحدود. ويمكن أن يكون هذا النوع من التعاون، الذي يتم في شكل تدابير متعددة الأطراف، بدايةً لتوسيع التعاون في مختلف المجالات المتعلقة بالأمن الدولي. ونأمل أن يتوسع هذا التعاون، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب، ليشمل أيضًا مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية". صرح كاظم غريب آبادي، نائب وزير الشؤون القانونية والدولية بوزارة الخارجية، في اليوم الأول من المناورات حول تفاصيلها: ستُعقد المناورات المشتركة لمكافحة الإرهاب لمنظمة شنغهاي للتعاون والمسماة "سهند 2025" لمدة خمسة أيام وبمشاركة 18 وفدًا رفيع المستوى من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون والمنظمات العسكرية والأمنية الإقليمية، وتستضيفها القوات البرية لحرس الثورة الإسلامية وبالتعاون مع وزارة الخارجية في مدينة شبستر بمحافظة أذربيجان الشرقية. وفي إشارة إلى تجارب وقدرات القوات المسلحة لبلادنا في مواجهة أي عمل عدواني ضد أمن وسلامة أراضي جمهورية إيران الإسلامية، وصف غريب آبادي استضافة هذه المناورات بأنها خطوة نحو التوافق وبناء التحالفات بما يتماشى مع الهيكل الأمني الإقليمي الجديد. وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من أبرز ضحايا الإرهاب وكانت دائما في طليعة مكافحة الإرهاب ولديها تجارب قيمة في مواجهة كافة أشكال وأبعاد الإرهاب، وهذه المناورات ستوفر منصة لنقل وتعزيز الخبرات بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في هذا الصدد. تفاصيل عمليات مناورة مكافحة الإرهاب صرح العميد ولي ماني، قائد مناورة "سهند 2025" المشتركة لمكافحة الإرهاب، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء بمناسبة المناورة: "تفخر القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية باستضافة هذه المناورة في منطقة شبستر بأذربيجان الشرقية، بعد عامين من انضمامها إلى منظمة شنغهاي للتعاون". وأضاف: "بدأت هذه المناورة بمهمة الحرس الثوري الإيراني في سبتمبر 1403 هـ بأمر من الفريق شهيد باقري، وأُسندت إلى قيادة القوة البرية للحرس الثوري الإيراني من قِبل القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الفريق شهيد سلامي. أشار الجنرال سيرغي كيساني، أمين اللجنة التنفيذية للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون، خلال المؤتمر الصحفي، إلى السمات المميزة لهذا التمرين، قائلاً: "أُجريت المرحلة الأولى من هذا التمرين من 1 يوليو إلى 1 أغسطس على أراضي الدول الأعضاء كل على حدة، وتم خلاله بحث القضايا المتعلقة بمكافحة الجماعات الإرهابية الدولية. كما تم في هذه المرحلة دراسة وتقييم أمن كل منشأة وبنية تحتية في كل دولة من الأعمال الإرهابية". تشمل آلية منظمة شنغهاي للتعاون الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب (SCO-RATS)، وتبادل المعلومات، وورش العمل التدريبية، والتدريبات العملية المشتركة التي تُمكّن الأعضاء من تحسين تنسيقهم العملياتي. صُممت مناورات "سهند-2025" بناءً على سيناريوهات واقعية، وتشمل اعتراض السفن، وتطهير المناطق الحضرية، ومكافحة تسلل الإرهابيين، وحماية البنية التحتية الحيوية. ووفقًا للمسؤولين، تهدف المناورة إلى تعزيز الردع الجماعي وإنشاء شبكة منسقة لمواجهة التهديدات العابرة للحدود. تشارك في المناورة عشر دول أعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، هي إيران وروسيا والصين والهند وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا. كما دُعيت عدة دول مراقبة ودول ضيفة للمراقبة وتبادل الخبرات، وتتولى منظمة مكافحة الإرهاب الإقليمية (SCO-RATS) تنسيق التمارين وإدارة السيناريوهات. ويشير حضور ممثلين عسكريين وأمنيين رفيعي المستوى إلى السعي لدمج التدريب النظري مع التمارين العملياتية. كما أن عقد اجتماعات وورش عمل مشتركة خلال التمرين سيسهل تبادل الخبرات بين مختلف الدول لتحقيق معايير عملياتية موحدة. شملت التمارين مكونات برية وبحرية وجوية وطائرات بدون طيار. في المكون البحري، نفذت السفن ووحدات الرد السريع عمليات ضد زوارق سريعة وحماية الممرات البحرية. كما تدربت الوحدات البرية والساحلية على سيناريوهات تطهير المناطق الحضرية، والتسلل إلى مواقع المسلحين، وتفكيك العبوات الناسفة. وكانت طائرات الاستطلاع بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية حاضرة في جميع المراحل، مما زاد من دقة العمليات وقلل من خطر وقوع إصابات من خلال المراقبة الميدانية الفورية. وبحسب القادة فإن تنفيذ هذه السيناريوهات بالتنسيق بين عدة دول يدل على النضج العملياتي والاستعداد العالي للقوات القتالية. رسالة المناورة المشتركة تحمل مناورة "سهند-2025" رسالة سياسية واستراتيجية واضحة، وتُظهر الإرادة الجماعية لأعضاء منظمة شنغهاي للتعاون لمواجهة الإرهاب العابر للحدود. من وجهة نظر إيران، تُمثل استضافة هذه المناورة فرصةً لإبراز مكانتها الإقليمية وإثبات قدرتها على الردع. على الرغم من التأكيد على الأهمية الرمزية للمناورة، يُؤكد المحللون الدوليون أن التنسيق العملياتي الكامل بين الأعضاء يتطلب وقتًا، وثقةً مُستدامةً في المعلومات، وتوحيدًا للبروتوكولات. ومع ذلك، فإن وجود عشر دول وتنفيذ المناورات المشتركة قد عززا مكانة إيران مجددًا في شبكة الأمن الجماعي لمنظمة شنغهاي للتعاون. يعود اختيار محافظة أذربيجان الشرقية ومنطقة شبستر لإقامة المناورة إلى التنوع البيئي، بما في ذلك المناطق الساحلية والمرتفعات والبيئات الحضرية. كما أُجريت المناورة في توقيتٍ إقليميٍّ حرجٍ بهدف زيادة جاهزية القوات وإظهار قوة الردع العملياتية الإيرانية. أكد مسؤولون عسكريون إيرانيون أن مثل هذه التدريبات تُمثل فرصةً قيّمةً لاختبار القدرات القتالية، وتنسيق الوحدات، وتحسين المهارات التكتيكية، والمساعدة في سرعة التأهب في أوقات الأزمات. تُعزز التدريبات المشتركة العلاقات العملياتية وتبادل الخبرات بين الأجهزة الأمنية في الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، ويمكن أن تُصبح على المدى المتوسط شبكةً فعّالة لمواجهة الجماعات العابرة للحدود. ومع ذلك، تُشكّل الاختلافات في المعايير العملياتية ومستويات الثقة المعلوماتية بين الدول الأعضاء تحديًا أمام تسريع التعاون. كما وفّرت هذه التدريبات أساسًا لتنسيقٍ أكبر بين القوات الإقليمية في مجال مواجهة التهديدات الناشئة واستخدام تقنيات القتال الحديثة. تُجسّد مناورات "سهند 2025" مزيجًا من الأهداف التكتيكية والتعليمية والرمزية. من خلال استضافة وقيادة هذه المناورات، برهنت إيران على مكانتها المحورية في منظمة شنغهاي للتعاون والقدرات العملياتية العالية لقواتها القتالية. لا تُعزز هذه المناورة الأمن الإقليمي فحسب، بل تُوجّه أيضًا رسالةً واضحةً ورادعةً للولايات المتحدة والكيان الصهيوني؛ مفادها أن إيران على أهبة الاستعداد لمواجهة التهديدات العابرة للحدود وحماية الاستقرار والأمن الإقليميين، وتلعب دورًا محوريًا في آليات الأمن الأوراسية.
کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.