شناسه خبر :
249382
|
دوشنبه 14 مهر 1404 14:19
|
القائد العام للجيش الإيراني: كنا منشغلين في المفاوضات إلا أننا تعرضنا للهجوم
أكد اللواء أمير حاتمي، القائد العام للجيش الإيراني، أن إيران كانت منشغلة بالمفاوضات إلا أنها تعرضت للهجوم
اللواء حاتمي قال في تصريح من جامعة دافوس: يحاول العدو الإيحاء بأن المشاكل، والعقوبات الجائرة، وحتى الحرب المفروضة منذ ثماني سنوات، هي نتيجة وجود نظام الجمهورية الإسلامية. وأضاف، غير أن هذا الدفاع المقدس نفسه الذي دام 12 يوماً، كافٍ لإثبات كذب هذا الادعاء. وأُقيمت مراسم افتتاح الدورة السادسة والثمانين من «دورة الإدارة الدفاعية» في جامعة القيادة والأركان التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحضور القائد العام للجيش، اللواء «أمير حاتمي». وخلال هذا الحفل جرى تكريم اللواء «حسني سعدي» أحد القادة والمخضرمين في سنوات الدفاع المقدّس الثماني، كما تمّ تسليم شهادة التخرّج الفخرية للشهيد العقيد «عليرضا بوستانأفروز»، الضابط الشجاع في الدفاع الجوي الذي نال وسام الشهادة إثر الهجوم الذي شنّه الكيان الصهيوني على طهران، إلى أسرته. وخاطب اللواء حاتمي الطلاب في هذه المناسبة قائلاً: أنتم طلاب دورة القيادة والأركان، بانضمامكم إلى هذه الجامعة ودراستكم للموضوعات الاستراتيجية العسكرية والدفاعية، قد دخلتم مسار النخبة العلمية والعسكرية في الجيش، وستكون مسؤوليتكم في الدفاع عن الوطن والثورة الإسلامية، وهي أقدس مهمة لأي عسكري، أثقل من أي وقت مضى. وأضاف أن موقع إيران الاستراتيجي في المنطقة والعالم يجعل الحفاظ على وحدة أراضيها واستقلالها ونظامها الإسلامي أصعب من غيرها من البلدان، موضحاً أن الشعب الإيراني شعب شامخ وأرض إيران تزخر بإمكانات هائلة، وهذه الحقائق تضاعف من مسؤولية جنود هذا الشعب في الجيش. وأشار اللواء حاتمي إلى أن الشعب الإيراني في عام 1979 طالب بشعار الاستقلال والحرية وإقامة النظام الجمهوري الإسلامي، وأنهى وجود الأجانب وتآمرهم ونهبهم في هذه الأرض، مضيفاً أن هذا الشعب ما زال، رغم كل العقبات والعداوات، متمسكاً بقيمه ومبادئه وطريق شهدائه، ويجب علينا جميعاً أن نبذل مزيداً من الجهد للحفاظ على هذه القيم. ووصف القائد العام للجيش «الحرب ذات الأيام الاثني عشر» بأنها وثيقة تكشف زيف مزاعم أعداء إيران، قائلاً: يسعى العدو إلى الإيحاء بأنّ ما تواجهه البلاد من مشكلات وعقوبات ظالمة، بل حتى الحرب المفروضة التي استمرت ثماني سنوات، إنما هي نتيجة وجود النظام الإسلامي، غير أنّ الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً كفيلة بإثبات كذب هذا الادعاء؛ إذ تعرضنا للهجوم بينما كنا نخوض المفاوضات. وأضاف أن نظام الهيمنة العالمي دعم صدام بكل إمكانياته الشرقية والغربية من أجل إيذاء النظام الإسلامي خلال الحرب المفروضة، وأنّ التاريخ زاخر بظلم القوى الكبرى لإيران، مشيراً إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية كنموذج لذلك، حيث دخلت إيران الحرب رغم سعيها للبقاء على الحياد بسبب موقعها الجغرافي. وأكد اللواء حاتمي ضرورة الاستفادة القصوى من تجارب «الحرب ذات الاثني عشر يوماً»، قائلاً إن زمن العمليات العسكرية أحادية القوة قد ولّى، بل حتى عصر العمليات المشتركة في طريقه إلى الزوال، ونحن الآن في مرحلة «الحروب المركّبة» التي تتركّز على الإدراك والوعي، ويجب أن نتهيأ لها بأساليب تختلف عن الماضي. وأضاف: رغم أن الحرب استمرت 12 يوماً فقط، إلا أنه ينبغي أن نستفيد من دروسها بقدر ما لو كانت 12 عاماً. ودعا إلى إجراء بحوث ودراسات معمّقة حول هذه الحرب في جامعة القيادة والأركان، قائلاً إنّ الجيش لمس عن قرب تجربة فريدة من نوعها في الحرب المركّبة، ويجب الاستفادة منها إلى أقصى حد. وفي جانب آخر من كلمته، شدّد اللواء حاتمي على ضرورة تكريم الأساتذة والمخضرمين والمضحين في الجيش، مؤكداً أن أعمالهم البطولية في الدفاع عن الوطن الإسلامي خالدة، وأن أسماء هؤلاء العظماء مذكورة في سجلّ الدفاع المقدس وعمليات كبرى مثل «ثامن الأئمة»، و«طريق القدس»، و«فتح المبين»، و«بيت المقدس» وغيرها. وبيّن أن أساتذة وخريجي جامعة القيادة والأركان كانوا خلال فترة الدفاع المقدس إلى جانب قادة الحرب، وأسهموا بتصميماتهم العلمية الدقيقة في تحقيق الانتصارات ومنع تنفيذ مخططات العدو الشيطانية لتقسيم البلاد. وأضاف أن هدف العدو في الحرب المفروضة كان فصل جزء من أراضي إيران وضرب الثورة الإسلامية الفتية، لكن بفضل الله ووقوف المخضرمين إلى جانب الشباب المتحمّس، تمّ إحباط مؤامرات الأعداء. وأكد أن جامعة القيادة والأركان اليوم تُعدّ مؤسسة علمية راسخة ومرجعاً للعلوم العسكرية، مشيراً إلى أن كثيراً من ضباطها القدامى أدّوا لاحقاً أدواراً محورية في حفظ أمن البلاد. كما أشاد بحُسن اختيار الجامعة لنماذج «قدوة الثورة الإسلامية» المشاركة في المراسم، وقال إن اللواء «حسني سعدي» يمثل نموذج القائد الصادق والمخلص والمجاهد الملتزم بولايته للنظام الإسلامي، مضيفاً أن وجود مثل هذه النماذج أمام الطلاب والشباب الإيراني مصدر فخر وتعلّم. وأوضح أن امتلاك القدوات الصالحة ضروري لكل إنسان، وخاصة للعسكريين، مشيراً إلى أن الشهداء هم أنقى هذه النماذج، ومنهم الشهيد العقيد «بوستان أفروز» الذي كانت أسرته حاضرة في المراسم، إذ كان يدرس في جامعة القيادة والأركان، لكنه عند تعرض البلاد للخطر تطوّع فوراً للدفاع عنها، فختم شهادة تخرجه بدمه الطاهر، داعياً الجميع إلى الاقتداء بمثل هذه النماذج. وفي ختام كلمته، أكد اللواء حاتمي أن صمود الشعب الإيراني اليوم هو ثمرة دماء الشهداء الزكية، قائلاً: إن عزة الشعب الإيراني ورفضه للظلم واستعداده للقتال حتى النصر، إنما هو ببركة دماء الشهداء والمضحين أمثال الشهيد بوستان أفروز، فهؤلاء خالدون في الوجدان والتاريخ، وكلما نظرنا إليهم اهتدينا إلى الطريق الصحيح. يُذكر أن اللواء «حسين حسني سعدي» من مواليد عام 1941، وقد تولى مناصب عدة منها نائب قائد مقر «خاتم الأنبياء (ص)» المركزي، قائد القوة البرية للجيش، معاون التنسيق في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وقائد الفرقة 21 «حمزة سيد الشهداء» وقائد مقر «نصر». أما الشهيد العقيد «بوستان أفروز» فكان ضابطاً مؤمناً وثورياً في سلاح الدفاع الجوي للجيش وطالباً في دورة القيادة والأركان، ومع بدء العدوان الوحشي للكيان الصهيوني، سارع طوعاً إلى مساندة زملائه في الجبهة، رغم شوقه لرؤية مولوده الذي كان ينتظره، لكنه آثر الدفاع عن الوطن حتى ارتقى شهيداً.
کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است.
|
نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
|
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.