أفادت وكالة آنا الإخبارية، وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Cell، تمكن الفريق من اكتشاف مركبات كيميائية تُفعّل "مسار الاستجابة المتكاملة للإجهاد"، وهو نظام دفاعي خلوي يُطلق تلقائياً عند تعرض الخلية للعدوى أو الضغوط البيئية.
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل مكتبة ضخمة تحتوي على نحو 400 ألف مركب كيميائي، مستخدمين تقنيات متقدمة في البصريات الوراثية لتحفيز بروتينات خلوية باستخدام الضوء، واختبار تأثير المركبات على الخلايا المصابة.
وأسفر البحث عن تحديد أكثر من 3500 مركب أظهر خصائص مضادة للفيروسات، ليتم تصفية القائمة لاحقاً وصولاً إلى ثلاثة مركبات واعدة هي: IBX-200 وIBX-202 وIBX-204، والتي أثبتت فاعلية في تقليص العدوى بفيروس زيكا، والهربس، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV). كما أظهر IBX-200 نتائج إيجابية في نموذج تجريبي على الفئران، عبر تقليل الحمل الفيروسي وتحسين الأعراض السريرية.
وتعتمد آلية هذه المركبات على تعزيز استجابة الخلية الذاتية عند رصد جزيئات RNA مزدوجة السلسلة، التي تُنتج عادةً عند دخول الفيروس، ما يؤدي إلى تعطيل إنتاج البروتينات الضرورية لتكاثر الفيروس، ومن ثم منحه وقتاً أطول للمقاومة.
وأكد فيليكس وونغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن النهج الجديد يتميز عن الأساليب التقليدية التي تركز على استهداف فيروس بعينه، قائلاً: "نحن لا نهاجم الفيروس مباشرة، بل نحفّز دفاعات الخلية نفسها، وهو ما يتيح تطوير مضادات فيروسات واسعة الطيف".
وأشارت التجارب المخبرية إلى أن المركبات الثلاثة لا تُلحق ضرراً بالخلايا غير المصابة، ما يعزز من مستوى أمانها للاستخدام المستقبلي. ويعتزم الفريق العلمي توسيع نطاق الدراسة لتشمل فيروسات ومسارات خلوية إضافية، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة التالية وهي التجارب السريرية على البشر.
ويُتوقع أن يُحدث هذا الإنجاز تحولاً نوعياً في استراتيجيات مكافحة الأمراض الفيروسية، خاصة في ظل تزايد الفيروسات الناشئة والمتغيّرة التي يصعب التصدي لها بالعلاجات التقليدية.