نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 232894 یکشنبه 22 تیر 1404 17:16

الحسين ضمير الأمة وعنوان مقاومتها

سلام جاسم الطائي مدير مركز وطنّ للإعلام والدراسات الاستراتيجية
إنَّ المجالس الحسينية والمآتم المباركة أبَتْ أن تبقى واقعة كربلاء الإمام الحسين عليه السلام ـ مثل غيرها من الحوادث العابرة ـ مجرّد ذكرى قابعة في طيّات التأريخ ودهاليزه، بل جعلتها تمتدّ إلى كلِّ مساحةٍ من مساحاتِ الحياة، حتى صارت مَعيناً لا ينضبْ لكل قيّم النُّبل والكرامةِ، وخلقت مجتمعاً ينبضُ بالحيوية والعطاءِ، ويسيرُ نحو أهدافهِ بخُطى واثقة حتى اصبحت الموجةُ والمشاركةُ الواضحةُ في تحديد بوصلة الحق والعمل الصالح . إنَّ ملحمةَ الخلود الحسيني والتي تمثل عنفوان وشموخ الاحرار والمقاومين لكل انواع الاستبدادِ والغطرسةِ تحملُ صوتَ الضعفاءِ والمستضعفين حيث وقفَ الامامُ الحسين (علية السلام) سدّاً منيعاً في وجه الطغيان ليعيد للروحِ ألقها وللأمةِ عنفوانها ووجودها ، إنَّ نهضةَ الأمام الحسين (عليه السلام)  لم تكن ثورةً سياسية فحسب قامت من أجل الوصول الى السلطة او سدة الحكم كما يحاول انْ يصورها بعضُ المغرضين والنواصب المعادين لنهجِ بيت النبوة ومعدن الرسالة (عليهم السلام)، وإنّما هي ثورةٌ قامت من أجل قضية أعمق، هدفها إحقاق الحقِ ومقاومة الظلم والباطل، وقد شكلتْ تحدياً بارزاً ورئيساً للاستبدادِ والطغيان الذي كان يمثله حكامُ بني أُمية وتمكنت من نزع القناع الديني الذي حاول هؤلاء الحكام التستر خلفه من أجل شرعنة حكمهم وتسلطهم على رقاب الناس، وكشفت زيف ادعاءات الامويين والموالين لهم ونزعت مبرراتهم المزعومة سواء كانت دينية أم غير دينية، واسقطت فلسفة قطاع عريض من وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة الأموية، وقد تمكنت هذه الثورة الحسينية المباركة من زرع بذور الحركات الثورية المناهضة للباطل والظلم والطغيان، والمطالبة بالحق والعدل في مواجهة الحكام المستبدين خلال التاريخ الإسلامي. و في لحظةٍ خالدةٍ من التاريخ، تجسّد كلُّ معاني الثبات والإيمان في صورةٍ تهزّ الوجدان وتطرق أبواب القلب. يقف الإمام الحسين (عليه السلام) وحيداً، تحاصرهُ جموع الأعداء المدجّجين بالسيوف والرماح، لكنّه شامخٌ كالجبل، ساكنٌ كالسيف المغمد، تفيض عيناه يقيناً ويهتف قلبه: "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدّة...". في تلك اللحظة، لم يكن الحسين (عليه السلام) يطلب نصراً دنيويّاً، بل كان يُمهّد طريق الخلود، ويغرس راية "هيهات منّا الذلّة" في قلب الأرض، لتبقى ما بقي الليل والنهار. ونحن اليوم وفي عصرنا الراهن حين تمر علينا ذكرى عاشوراء بحاجة ماسة الى أعادة استحضار سيرة أهل البيت (عليهم السلام) واستلهام الدروس والعبر من تلك السيرة المباركة العطرة التي تمثل الإسلام الصحيح بكل معانيه الانسانية الراقية، والاقتداء بالأمام الحسين (عليه السلام) في أخلاقه وسيرته ونهجه، من أجل العمل على اصلاح مجتمعنا وفق المبادئ الإسلامية القويمة، ومحاربة الفكر الإرهابي المتطرف ومواجهة الغزو الثقافي الغربي. إن مهمّتنا ونحن أمام هذه التضحيات ان نجعل من شهادة الإمام (عليه السلام) درساً مستمراً في حياتنا بجميع أبعادها، وتوظيفها على أكمل وجه لهداية أنفسنا والآخرين، وأن نقتبس من هذا النور الإلهي ما نُضيء به طريق الهداية ونطرد به الظلمات، ونحن نعيش ايام محرم الحرام واستشهاد رمز الحرية والكرامة الامام الحسين واهل بيته الكرام واصحابه عليهم السلام نستذكر صوت المقاومة وعنوانها التي مثلت ولازالت ذلك المشهد المقدس الذي يدافع عن الارض والعرض والمقدسات ويحافظ على المبادئ رغم قساوة التضحيات التي قدمها شيعة ال محمد والخسارات الكبيرة باستشهاد القادة الاشاوس الا ان النصر الاكيد والاقتدار الكبير سيكون من نصيب المخلصين والمدافعين من رجالنا وشيوخنا القادة الذين نعتز ببطولاتها ، والذين اصبحوا شوكة في عيون المتخاذلين والمهزومين الذين لايفقهون شيئاً من ابجديات المقاومة ، اذْ إنَّ القدس هي جزء من عقيدتنا وديننا الذي لن نتخلى عنها وإنَّ المطالبين بالغاء المقاومة ونزع سلاحها يتجاهلون إنجازاتها الوطنية الشاخصة التي لا يمكن تجاهلها كونها في وجدان وضمير الجميع.
کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.