في سورية أكد الرئيس الاسد أن السلوك الأمريكي ينذر بتوسيع رقعة الصراع من خلال الاستمرار بتزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة الفتاكة، وقيام واشنطن باعتداءات وهجمات في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط.
من جهته قال وزير الخارجية الايراني:”ندين التواجد غير المشروع لبعض الاطراف في جزء من الاراضي السورية، المستشارون العسكريون الايرانيون وقفوا الي جانب سوريا ضد الارهاب ومازلنا في هذا المسار، أمن دول المنطقة يعتبر الهاجس المشترك لنا ولدمشق”.
فلسطين كانت الحاضرة الرئيسية في الاجتماع الدبلوماسي الذي جمع وزيري خارجية ايران ودمشق، عبد اللهيان اكد في مؤتمر صحفي ان الاعتداءات الصهيونية لن تبقى دون ردّ في هذه المنطقة. وان ايران ستبذل كل جهودها لوقف الحرب في غزة وفتح المعابر والحيلولة دون تهجير الفلسطينيين، بينما اعلنت دمشق ان كل اشكال الاحتلال ستنتهي.
من جهته، صرح وزير الخارجية السوري فيصل المقداد:”رحيل القوات الاميركية من شرق سوريا وكذلك رحيل الاتراك من شمال سوريا، كل هذه الاعتداءات علي ارضنا هي اعتداءات غيرمشروعة دولياً والاحتلال الاسرائيلي والاميركي والتركي لأرضنا ايضاً غيرمشروع، وهذا الاحتلال غيرالمشروع يجب ان يُقاوم وسوريا جاهزة لدفع ضريبة تحرير ارضها”.
عبداللهيان اعلن من دمشق ان مفتاح عودة الامن المستدام في المنطقة يكمن في وقف الابادة الحماعية بحق اهالي غزة، وان الحرب ليست هي الحل.
حراك دبلوماسي يؤكد من خلاله عبداللهيان ضرورة تظافر كل الجهود من أجل التوصل لوقف اطلاق النار وايقاف هذا العدوان الهمجي في غزة. عقب ذلك غادر وزير الخارجية الإيراني دمشق متوجهاً الى الدوحة في ختام زيارته الى سوريا ولقائه مع كبار المسؤولين فيها. وكان امير عبداللهيان قد بدا جولته الاقليمية من بيروت حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب ورئيس مجلس النواب نبيه بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، للبحث في العلاقات الثنائية واهم التطورات في المنطقة وخاصة العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة.
والتقى امير عبداللهيان في دمشق عددا من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، للبحث في احدث التطورات على الساحة الفلسطينية والعدوان على غزة. وفي الدوحة، يناقش وزير الخارجية الايراني مع كبار المسؤولين القطريين حول العلاقات الثنائية والتطورات في فلسطين، وآخر تطورات الحرب على غزة وسبل إنهاء جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
ومن خلال تحديد أهداف الكيان الصهيوني المتمثلة بجرّ المنطقة الى مستنقع الحروب الطاحنة وتبرير إجرامه ومحاولة تفكيك أطراف محور المقاومة، قامت الجمهورية الإسلامية بتفعيل الدبلوماسية وفتح المجال للردّ المتزامن، إذ كان للجولات الإقليمية التي يقوم بها وزير الخارجية الإيرانية الى دول المنطقة دور كبير في توحيد الكلمة ضد الصهاينة، وهو ما أثار قلق الأمريكان والصهاينة من زيادة التحشيد السياسي ضدهم في العالمين العربي والإسلامي في ظل استمرار الاجرام الصهيوني.
يمكن النظر إلى دبلوماسية أمير عبد اللهيان الإقليمية على أنها تحييد لخطة الكيان الصهيوني، ولهذا السبب في كل مرة قبل جولة وزير الخارجية إلى سوريا، يقصف الكيان الصهيوني مدرج المطار وحتى في رحلاته القليلة الأخيرة إلى دمشق كان يصل إلى دمشق برا ومن دولة مجاورة لسوريا
ورغم تواتر جولات وزير الخارجية إلى المنطقة، إلا أن جولته الأخيرة تختلف عن بقية جولاته التي كانت حتى بعد 7 أكتوبر، لأنها جاءت بعد العدوان الصهيوني الأخير على المستشارين الإيرانيين وبعد التهديدات الأخيرة التي وجهتها “إسرائيل” إلى الإيرانيين والسوريين! إذ تتضمن هذه الجولة في ظل هذه الظروف الحرجة رسالتين:
الأولى، رسالة موجهة للكيان الصهيوني، أنكم لا تملكون القدرة على زعزعة استقرار المنطقة بما ينعكس سلباً على إيران، ورغم تهديداتكم فإن المسؤول الأعلى في السياسة الخارجية الإيرانية يسافر إلى بيروت ودمشق في جولات تجري بشكل علني تحت ضوء الشمس. والثانية، رسالة للأميركيين مفادها أنه لا يمكن لعب دور في هذه المنطقة دون وجود إيران. إن استخدام قدرة وزارة الخارجية ونفوذ وزير الخارجية في المنطقة يمكن اعتباره الحل الذي سيبطل خطط الكيان الصهيوني ويمنع التفسير الخاطئ لصبر إيران الاستراتيجي.