وتحوّلت مُهِمة توفير لُقمة العيش من الكِبار إلى الصِغار قسراً، فقد اضطروا للعمل في مِهن شاقة، تفوق قدرة أعمارهم الصغيرة، بهدف توفير مُتطلبات أُسرهم، التي تفتقد لأي مُعيل، أو مصدر دخل ثابت، يُمَكّنها من العيش، في ظل الظروف المأساوية التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي المُتواصل مُنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويواجِه الأطفال العاملون في مجال بيع العديد من الأدوات، أو الأطعِمة، جُملة من التحديات، التي تبدأ بخطر التحرك بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل في مُختلف المناطق والمُحافظات، وحالة الاستهداف المُباشر للمدنيين الفلسطينيين (نصفهم من الأطفال)، مروراً بصعوبة التنقل بفعل حالة الازدحام، وانعدام وسائل التنقل، بسبب نفاد الوقود اللازم لحركة العربات، نتيجة الإغلاق الإسرائيلي للمعابر، وصولًا إلى البرد القارس، وموجات الأمطار التي يواجهها الأطفال طيلة فترة عملهم.
ويزيد العدوان الإسرائيلي من صعوبة الأوضاع الاقتصادية للأُسر الفلسطينية في قطاع غزة، والتي تُعاني بالأساس من ارتفاع نسب البطالة، والتي تجاوزت نسبة 65%، والفقر الذي تخطى 70%، في ظل اعتماد قرابة 80% من الأُسر على الإعانات الطارئة، والمُساعدات الإنسانية، والمُخصصات المالية، حيث فاقم العدوان تلك النسب جراء إغلاق المعابر، وشل الحياة التجارية، واستهداف المُنشآت الصناعية، والمحال والشركات والمرافق الاقتصادية.