وأضاف سماحته ان مدينة طهران كانت رائدة في النشاط الثوري في البلاد وملهمة للكثير من المدن الاخرى في ايران ابان الثورة الاسلامية ، وشدد سماحته بأن علماء الدين كانوا في مقدمة حراك المجتمع الايراني خلال الاعوام الـ 150 الاخيرة وكذلك اثناء حركة الثورة الاسلامية لرفض محاولات فرض التشبه بالغرب وقيمه وانحرافاته، وخاصة على يد النظام البهلوي البائد.
وشدد سماحته بأن شهداء مرحلة النضال الثوري وشهداء الثورة الاسلامية وشهداء الدفاع المقدس ( الحرب الصدامية على ايران في ثمانينات القرن الماضي) وكذلك الشهداء الذين الذين ارتقوا في المراحل اللاحقة، هم شهداء انقاذ بلادنا الاسلامية وانقاذ العالم الاسلامي من التبعية وخطر الذوبان في ثقافة الكفر وثقافة الاستكبار الغربي ، وهم انقذوا في الدرجة الاولى ايران من الاذابة في ثقافة الكفر والاستكبار الغربي، والان اصبحتم تشاهدون تأثير ذلك في العالم الاسلامي، فنحن لم نعط الاوامر لأحد بل هذا هو تأثير الثورة (الاسلامية) فكما قلت مرارا فان الثورة كهواء الربيع والهواء الطيب ولا يمكن منع انبعاثه ومنع فوحان عطر الربيع والازهار الذي يعم في باقي المناطق وينتشر، فلا يمكن منعه ، وليس ضروريا ان يقوم احد بتصديره بل انه يصدر بصورة طبيعية، واليوم تشاهدون بوادره في العالم الاسلامي.
واضاف سماحته بأن الرحمة الهية شملت الشعب الايراني حينما وقعت الثورة ولولاها لكانت اوضاع ايران أشد ترديا من كافة الدول التي تعاني من التبعية ، فالثورة الاسلامية حالت دون السقوط المطلق وأنقذت البلاد.
واشار الامام الخامنئي في هذا الخطاب ايضا الى التطورات الجارية في غزة منوها ان هناك قضية هامة وهي ان مواقف وتصريحات واجتماعات مسؤولي الدول الاسلامية واقوالهم بضرورة وقف اطلاق النار في غزة هو ليس ما يجب القيام به ، فوقف اطلاق النار ليس بيدكم بل بيد العدو الخبيث، ولن يوقفه انكم تجتمعون وتقررون ما ليس بيدكم ، ولا تقررون ما هو بيدكم أي قطع الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني، فانكم تستطيعون عدم تقديم الدعم والاسناد (للصهاينة) وقطع علاقاتكم السياسية والاقتصادية وهذا ما سيضعف العدو ويخرجه من الساحة ، فهذا الفعل هو بيدكم وعليكم اتخاذ القرار بهذا الشأن، انهم لا يتطرقون الى هذا بل يقررون ما ليس بيدهم. لكن مع كل هذه الامور وكما يؤكد الباري تعالى ((اِنَّ اللَهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنون)) فالله تعالى يخبر النبي الاكرم (ص) بمصير الاعداء سواء أحيا الله تعالى نبيه (ص) أو أذهب به من دار الدنيا ، فالشرط ليس بقائي وبقاؤكم ، لكن الانتصار حتمي ، وان شاء الله تعالى سيري سبحانه وتعالى هذا الانتصار للامة الاسلامية جمعاء وفي مستقبل ليس ببعيد، وسيفرح القلوب وان شاء الله سيفرح الباري عزوجل الشعب الفلسطيني واهالي غزة المظلومين اولا وقبل الجميع، ونأمل ان يستجيب الباري جل وعلا لهذا الدعاء في شهر رجب الفضيل .