وقال السوداني الذي استضاف وفداً من كبار المسؤولين الإعلاميين الإيرانيين في مقرّ رئيس الوزراء بالمنطقة الخضراء ببغداد اليوم الجمعة، رداً على سؤال رئيس تحرير "نور نيوز" بشأن عملية تنفيذ التزامات حكومته في ظل اتفاقية طهران-بغداد الأمنية، من خلال تقديم تفاصيل عنها، مؤكداً جدية الحكومة العراقية في تنفيذ بنود هذه الاتفاقية بشكل كامل، سيما بعد تزايد التحركات الارهابية خلال الاعوام الماضية التي كانت تستهدف استقرار الجمهورية الإسلامية الايرانية، موضحاً: نعتبر أنفسنا ملزمين بمعالجة مخاوف طهران الأمنية بشأن التحركات الإرهابية في إقليم كردستان.
وتابع مؤكداً عزم حكومته على ضبط الحدود بين البلدين الجارين، وقال: لهذا الغرض أنفقنا أكثر من مائتي مليون دولار على هذه المسألة، ونشرنا أكثر من ثلاثة آلاف جندي من قوات الجيش الوطني على الحدود مع إيران واقليم كردستان.
وفي هذا اللقاء سأل رئيس تحرير موقع "نورنيوز"رئيس وزراء العراق، حول الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق والتي وقعها الطرفان في بغداد نهاية آذار/مارس الماضي بحضور الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني آنذاك، وقد حدّد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مهلة مدتها 6 أشهر، تنتهي في 19 أيلول/سبتمبر الجاري، أي بعد أقل من أسبوعين، وبموجبها فإن الحكومة العراقية ملزمة بالوفاء بالتزاماتها، ولكن إن لم يتم نزع سلاح المجموعات الكردية المناهضة للثورة الإسلامية وطردها من الحدود. وبالنظر إلى هذا الموضوع من الطبيعي أن تتخذ إيران الإجراءات اللازمة لضمان أمنها إذا لم يقم الجانب العراقي بالتزاماته، ما هو توضيح سعادتكم في هذا الشأن؟ هل قمتم بأي ترتيبات للوفاء بهذه الالتزامات؟ إذا كان الأمر كذلك، في أي مرحلة هو؟
وردا على هذا السؤال قال محمد شياع السوداني: قبل التوقيع على الاتفاقية المذكورة مع إيران قمنا بتشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن الحكومة المركزية وممثلين عن الحكومة الاتحادية لإقليم كردستان بشأن حل المشاكل الأمنية، التي قامت بها الحركات المسلحة المعادية، وذلك من أجل أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبهذا الاتفاق واصلت هذه اللجنة أيضا نشاطها بجدية أكبر.
وأكد رئيس وزراء العراق بالقول: لأسباب عديدة، فإننا كحكومة عراقية نعتبر أنفسنا ملزمين بحل مخاوف طهران الأمنية بشأن الحركات الإرهابية المتمركزة في إقليم كردستان، ولهذا الغرض، أنفقنا أكثر من مائتي مليون دولار على هذه القضية وأكثر من ذلك لقد قمنا بنشر 3000 جندي من قوات الجيش الوطني على الحدود مع إيران والإقليم.
وتابع السوداني: بالطبع هذه القضية لها تعقيدات كثيرة، ولهذا السبب ورغم أننا نجحنا في نزع سلاح التيارات الكردية المناهضة للثورة، إلا أن نقلهم جميعاً إلى أماكن أخرى لم يكتمل بعد، ونحن نعمل لإتمام إلتزاماتنا بشأن الاتفاق مع طهران.
وفي مستهل هذا اللقاء، رحب رئيس مجلس الوزراء العراقي بوفد الصحفيين الإيرانيين، وأشاد بالعلاقات التاريخية والمتجذّرة بين البلدين الجارين والروابط الدينية والاجتماعية التي عززت العلاقات الأخوية بين شعبي العراق وإيران. وأشار إلى أن العلاقات التاريخية بين دول المنطقة يمكن أن تكون مفتاح استقرار وتقدم دولها، مؤكداً على الدور الذي تلعبه بلاده في المنطقة واعتماد سياسة تقارب وجهات النظر الإقليمية الهادفة. وشدد على تعزيز الأمن والاستقرار، فضلا عن توجه الحكومة العراقية لخلق شراكة اقتصادية بناءة مع دول المنطقة والعالم.
على إثر الترحيب الحار من قبل معالي رئيس الوزراء العراقي، ثمن الوفد الإعلامي الإيراني أيضا الجهود المضاعفة التي بذلها العراق وحكومة وشعب هذا البلد في استضافة ملايين الزوار الإيرانيين والأجانب خلال زيارة الأربعين الحسيني، وقال: إن التواصل والتنسيق الإعلامي بين البلدين بشأن قضايا مختلفة تعزّز مصالح البلدين وشعبهما.