وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أن القضية الفلسطينية هي قلب قضايا العالم الإسلامي والأمة الإسلامية، وقال: بقدر ما يتم إحراز تقدم في القضية الفلسطينية، فإن قضايا الأمة الإسلامية سوف تتقدم.
وفي إشارته إلى الاختلاف الملحوظ في تطورات فلسطين مقارنة بما كان عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام، أضاف الامام الخامنئي: إن السبب الرئيسي لتراجع القضية الفلسطينية في سنوات ليست بالبعيدة، كان عدم حضور الشباب في الميدان، ولكن الآن الشباب دخلوا الميدان بشكل عفوي، والأهم من ذلك أنهم معتمدين على الإسلام.
وجدّد سماحة قائد الثورة تأكيدة على موضوع الوحدة والانسجام الأكثر بين فصائل المقاومة، مشيراً إلى أن شهدنا في معركة غزة الأخيرة محاولة العدو لإحداث خلافات وانقسامات بين فصائل المقاومة وتأجيج هذه الأجواء ولكن بعون الله تعالى لم تصل مساعي العدو إلى نتيجة، لذلك يجب أن نركز أكثر على موضوع الوحدة والانسجام وأن يتم الإستمرار في هذا الطريق الصحيح بقوة.
ووصف قائد الثورة الإسلامية، غزة بأنها مركز المقاومة، وأضاف: لكن النقطة التي ستركع العدو هي الضفة الغربية، حيث تم إحراز تقدم جيّد حتى الآن.
وقال الامام الخامنئي: من كان يتخيل أنه في يوم من الأيام سيضيق الشباب الفلسطيني في جنين الخناق على القوات الصهيونية لدرجة أنهم سيضطرون إلى استخدام الطائرات المقاتلة للهروب من الحصار الذي فرضه شباب المقاومة، وهو ما حدث قبل أيام قليلة في جنين.
واعتبر سماحته أن الدعاية الدولية اليوم هي لصالح الشعب الفلسطيني رغم كل الضغوط، وأشار إلى أنه في يوم القدس هذا العام، بالإضافة إلى الدول الإسلامية ، نُظمت مسيرات حتى في الدول الأوروبية، وعبرت الشعوب الأوروبية عن موقفها المعارض للكيان الصهيوني وهي قضية مهمة جدا ويجب تعزيزها.
وقال قائد الثورة الإسلامية في معرض تأكيده على دعم الجمهورية الاسلامية للقضية الفلسطينية: دافع الإمام الخميني (ره) منذ بداية النهضة الإسلامية وبالإرتكاز على قواعد الإيمان والعقيدة القلبية عن فلسطين، وقال: يعتمد دعم الجمهورية الإسلامية على الفقه الإسلامي والشريعة، وليس التحركات التكتيكية أو الدبلوماسية.
واعتبر الإمام الخامنئي، أن أرض فلسطين ملك لجميع المسلمين، لذلك يتوجّب على جميع المسلمين دخول الميدان لتحريرها، وهذا واجب ديني.
وخلال الإجتماع قدّم السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في معرض إشادته بالدعم المستمر الذي تقدّمه الجمهورية الإسلامية للقضية الفلسطينية، تقريراً عن آخر المستجدات في الأراضي المحتلة وخاصة الضفة الغربية، وقال: غزة هي قلب المقاومة، لكن اليوم المعركة الرئيسية والحاسمة في الضفة الغربية، وهي مستمرة وعلى الرغم من القرارات الخطيرة التي يتخذها العدو الصهيوني، ولكن بسبب اليد العليا للشباب المقاتلين في الضفة الغربية، لا خيار أمام هذا الكيان الغاشم سوى الخيارات السيئة والأسوأ.
ووصف التطور الأهم في فلسطين المحتلة قبول جيل الشباب للنضال والجهاد وظهور وحدات مقاومة مسلحة عفوية في الضفة الغربية، وإستطرد: "الأوضاع الماثلة وتقدم جبهة المقاومة غير مسبوق في تاريخ احتلال فلسطين".
وأكمل مخاطبا قائد الثورة الإسلامية: "نؤكد في حضور سماحتكم أن فصائل المقاومة لن تتراجع ولو قيد أنملة عن أرض فلسطين الأبية، وأن نهج الكفاح والجهاد سيستمر حتى تحرير القدس، وبفضل من الله وبجهود جيل الشباب والمؤمنين الفلسطينيين سيتحرر المسجد الأقصى من براثن المحتلين في المستقبل غير البعيد، وسنصلّي جميعا هناك.