نورنيوز- يعيش الكيان الصهيوني في هذه الأيام ظروفاً لا يحسد عليها أبدا، بحسب العديد من المحللين في مجال العلاقات الدولية، إذ يمرّ كيان الفصل العنصري بأصعب الظروف منذ إنشائه لأسباب داخلية وخارجية عديدة، رغم أنه حاول دائمًا إظهار نفسه على أنه قوي من خلال الدعاية الاعلامية، لكن الحقائق الموجودة تظهر خلاف ما يزعمه.
في المجال الداخلي مثال واحد فقط؛ هو بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني المتطرف، على الرغم من الميزة الهشة والتحالفات في انتخابات الكنيست الأخيرة، مرت أكثر من ثلاثة أسابيع ، إلا أنه لا يزال غير قادر على تجاوز الخلافات بينه وبين الأحزاب الدينية المتطرفة من ائتلافه وتقديم حكومته.
بالمقابل؛ كما في السابق ، يعتقد نتنياهو أن السبيل الوحيد للخروج من الضغوط الداخلية هو تأمين الحيز الداخلي للأراضي المحتلة، وتكثيف الأعمال الشريرة في المنطقة والخدع الفارغة ضد محور المقاومة، من أجل إقناع الجميع بضرورة ذلك وضرورة وجوده في السلطة، وثانياً، من أجل التباهي بالسلطة المحكمة التي لا تنهزم في الاراضي المحتلة.
لكن زيف المزاعم الصهيونية بشأن قوة الكيان تكشفت في عدة مواقف، ليس فقط بسبب الحقائق الميدانية الواضحة والشفافة التي ظهرت من التصريحات التحذيرية والخطابات الاستشارية لخبراء إسرائيليين للسلطات التنفيذية لهذا الكيان.
في إحدى هذه الحالات؛ أوضح "عاموس جلعاد" العميد المتقاعد والرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب التابعة للكيان الصهيوني، في مقال نُشر في المعهد الإسرائيلي للسياسة والاستراتيجية (IPS)، الوضع الأخير للكيان في مختلف المجالات ، الأمر الذي يظهر فرقا كبيرا بين الحقيقة القائمة والمزاعم الفارغة لسلطات تل أبيب.
في جزء من هذا المقال، أكد على أن الكيان الصهيوني يواجه عواصف استراتيجية متزايدة على الساحات المحلية والإقليمية والعالمية، فقد حذر من أن استمرار الأوضاع القائمة وغياب العلاج المناسب يمكن أن يضعف من أسس الأمن القومي.
تدهور الوضع الأمني في شمال الضفة الغربية، وازدياد الخلافات الدينية، وهشاشة اتفاق تطبيع العلاقات مع العرب، وازدياد الإحباط لدى المواطنين، وتعميق الهوة بينهم وبين المؤسسات الحكومية، وتكثيف من الخلافات مع القوى العالمية، وتنامي قدرات إيران وفصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، من بين أمور أخرى. وهناك حالات ذكرها جلعاد في هذا الصدد.
كما يعتبر الكاتب أن الجمود في عملية المفاوضات النووية بمثابة تحذير لتل أبيب ويصفها بأنها فرصة مناسبة لتسريع وتيرة التقدم في البرنامج النووي الإيراني.
ثم اعترف عاموس جلعاد، في إشارة إلى التطورات الحالية في إيران، ضمنيًا بفشل الخطط الموضوعة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، ومن خلال مشاهدته عدم تدخل حرس الثورة الاسلامية في مواجهة الاضطرابات، قال: إن التظاهرات الحالية لا تعتبر تهديد حقيقي لاستقرار النظام الإيراني.
توصيات الكاتب إلى سلطات تل أبيب في نهاية هذا المقال؛ إنه يشير بوضوح إلى أزمة الكيان الصهيوني وتهالكه.
على الصعيد الداخلي، يشدد على أن الحكومة الجديدة يجب ألا تنسحب فقط من مواقفها السابقة والامتناع عن تصعيد الصراع مع الفلسطينيين، بل تحاول أيضًا حل الفجوة القائمة بين الشعب والحكومة من خلال حل المشكلات الاجتماعية والمعيشية والصحية، تحديات باتت تتراكم يوما بعد يوم.
في الملف الخارجي، وفيما شدد على ضرورة الحفاظ على التنسيق الاستراتيجي والأمني مع الولايات المتحدة وتجنب الإعلان عن الخلافات مع واشنطن، أصر على استمرار الجهود السرية للتأثير على أجندة الاتفاق النووي وتسريع عمليات التحشيد ضد ايران.
في الختام ما نريد قوله؛ على عكس من الإستعراضات الدعائية والادعاءات غير الواقعية للسلطات الإسرائيلية، فإن الوضع الحقيقي الذي يحكم الكيان الصهيوني يمر بحالة حرجة تستند إلى أدلة ميدانية، وضع مزر بات جلياً في المقالة التي قدّمناها سالفاً وغيرها من البيانات المخفية والسرية للخبراء المحليين الصهاينة أو الأجانب في هذا الصدد.