في السياق، التقى سفير الجمهورية الإسلامية في بغداد، مستشار الأمن القومي العراقي "قاسم الأعرجي" وبحث معه العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية. وأوضح بيان للمكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي العراقي أن الأعرجي بحث مع السفير الإيراني، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، كما جرى بحث الأوضاع السياسية والأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد الأعرجي، خلال اللقاء، أن الحكومة العراقية تعمل على تحقيق التوازن في علاقاتها مع الدول، وتنأى عن سياسة المحاور، لافتاً إلى أن العراق يتطلع دوما لاستقرار المنطقة أمنيا وسياسيا واقتصاديا، خدمة لشعوب ودول المنطقة والعالم.
*دعوة للعراق
وفي وقت سابق من لقائه بالمسؤول العراقي الأمني، اكد آل صادق أن طهران طلبت من الجانب العراقي ضبط حدوده ونزع سلاح الجماعات الكردية المناهضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإعادتها إلى المخيمات كلاجئين". واشار السفير الايراني إلى أن العراق طلب "مهلة" بما يخص موضوع نزع السلاح من الجماعات المناوئة لايران، وقال أن "الحكومة العراقية وافقت على مطلبين وطلبت مهلة فيما يخص موضوع نزع السلاح". واضاف: كما درسنا موضوع تبادل المطلوبين بناء على مذكرة بين النظام القضائي العراقي والايراني.
*اكثر من 70 وثيقة حول تواجد الإرهابيين
كما قال كاظم آل صادق، بأن ايران قدمت اكثر من 70 وثيقة للعراق حول تواجد الجماعات الارهابية المسلحة في منطقة كردستان العراق. وقال آل صادق: إن ايران طلبت من الحكومة العراقية وسلطات كردستان بنزع سلاح الجماعات الارهابية المسلحة خلال مهلة لاتتجاوز 10 ايام. وتابع: تم استهداف منشآتنا الحيوية في كرمانشاه من قبل الموساد الصهيوني انطلاقا من كردستان العراق. وأكد السفير الايراني لدى بغداد، أن الهجوم البري على مواقع الجماعات المسلحة في منطقة كردستان العراق غير وارد.
*أجندة زيارة العميد قاآني الى العراق
وقال السفير الايراني لدى بغداد ان قائد فيلق القدس العميد اسماعيل قاآني زار العراق والتقى الرئاسات الثلاث، مشيرا على أن ايران اتفقت مع الحكومة المركزية وسلطات اقليم كردستان على نشر القوات العراقية على حدود كردستان لكنه لم ينفذ. وكانت قد أوضحت القوات البرية في حرس الثورة الإسلامية في وقت سابق، أنّ "استهداف الجماعات الانفصالية الإرهابية في إقليم كردستان العراق جاء بعد تدخل هذه الجماعات في أعمال الشغب الأخيرة في إيران، ومع عدم التفات إقليم شمال العراق إلى التحذيرات لإغلاق مقراتهم".
*تحذير لأربيل
في السياق، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي يوم الأحد، على سؤال حول تصرفات الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان العراق ضد إيران، وقال: لا نرى إرادة في حكومة بغداد وأربيل لمواجهة هذه الجماعات الإرهابية في الحدود المشتركة، قائلا: نأمل بأن لا يكون العراق منطلقا لأي تهديدات ضد أمننا القومي ، كما ينبغي على أربيل أن لا تسمح للانفصاليين بتصدير السلاح إلى مثيري الشغب داخل إيران لزعزعة استقرار بلادنا. وأكد كنعاني أن على بغداد وأربيل العمل بمسؤولياتهما تجاه ضمان أمن الحدود المشتركة وأن يتحملا مسؤوليتهما الدولية والتزاماتهما في إطار المفاوضات مع طهران، مضيفا: للأسف، لم يفيا بوعودهما المتكررة، فبادرنا بضمان أمن مواطنينا وحدودنا وأراضينا بالاعتماد علي حقوقنا القانونية.
*إيران تؤمن باحترام سيادة العراق
وصرح أن إيران تؤمن باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، وهذه المسألة مهمة جدًا لنا، لكن الجماعات الانفصالية والإرهابية داخل العراق وفي إقليم كردستان العراق تنتهك سيادة العراق بتنفيذ الأعمال الإرهابية قبل أن تنتهك أمن إيران وحدودها، لافتا إلى أن إيران ترحب ببسط العراق سيادته وهيمنته على طول الشريط الحدودي بين البلدين، وخاصة في إقليم كردستان.
كما أكد نائب القائد العام للحرس الثوري العميد علي فدوي، وجود إحاطة واشراف استخباري دقيق في الهجمات التي شنت مساء أمس على مقرات الارهابيين في اقليم كردستان العراق. وقال العميد فدوي في تصريحات له على هامش مؤتمر "مكانة العلم والتكنولوجيا في الدفاع المقدس) في طهران، بأنها ستهاجم وتدمر هذه المقرات طالما يتعشعش اعداء الثورة الاسلامية واعداء ايران في اراضيهم وينطلقون من تلك الاوكار للاضرار بشعبنا وبلدنا.
واضاف: من المؤكد والمحتم بأن على المسؤولين العراقيين وحكام اقليم كردستان العراق ان يطردوا هذه البلوى من اراضيهم، فنحن قد قدمنا الارواح لحماية وحدة الاراضي العراقية ولن نمس قطعا وحدة اراضي العراق، لكن هناك العديد من الخبثاء تعشعشوا هناك في تلك الاراضي الموحدة وان الصهاينة والاميركيين ايضا يقفون معهم ويتآمرون علينا، بالتأكيد فان هؤلاء لن يكونوا في مأمن من غضبنا وفعلنا.
*ضربات حرس الثورة مستمرة
وكانت قد شنّت قوات حرس الثورة الاسلامية جرعة جديدة من الضربات الصاروخية إستهدفت يوم الإثنين الجماعات الإرهابية الإنفصالية المتموضعة في شمال العراق، وذلك على خلفية تكثّف تحرّكاتها بالقرب من حدود البلاد لتأجيج الأوضاع في محافظة كردستان غرب ايران، وإثارة أعمال شغب للإخلال بأمن وهدوء المواطنين، والأخطر من كل ما سلف أنها تدعو لتقسيم البلاد وسط رفض شعبي كبير.
فمنذ يوم السبت وقبلها، إندلعت أعمال شغب في مدينة مهاباد بمحافظة كردستان غرب البلاد، وحاولت بعض القنوات المناهضة للثورة إظهار الأوضاع على أنها متأزمة، وتكرّرت هذه العملية منذ حوالي شهر.
في التفاصيل، اعتقلت قوات الوحدة الخاصة التابعة للشرطة، قادة الجماعات الإرهابية في أحد أحياء المدينة، بينما أمضت بقية المدينة ليلة هادئة، واستمر تحديد واعتقال قادة الشغب والعناصر المرتبطة بالجماعات الكردية الانفصالية في عدة أحياء من مهاباد.
*إستمرار الأعمال العدائية
في الأيام القليلة الماضية، قام عدد من العناصر الانفصالية، الذين يرتبط قادتهم مباشرة بجماعات إرهابية خارج حدود البلاد لاسيما من جهة إقليم كردستان العراق، بتدمير الممتلكات العامة، وتهديد وترهيب المواطنين، والإعتداء على منازل عدد من المواطنين، ونهبهم وإحداث الفوضى. كما أضرم المغرضون النار في صالة عرض للسيارات يوم أمس، في حين تجنّبت بعض الشركات مصاريع متاجرها خوفا من الإضرار بممتلكاتها.
وتعرّضت منازل عدد من المواطنين في مهاباد أمس للاعتداء من قبل مثيري شغب التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية. وأثارت مقاطع فيديو تم تداولها تُظهر حجم الإعتداءات الإرهابية على منازل المواطنين وتدمير الممتلكات العامة غضب المواطنين في المدينة، وغضب العديد من العشائر، بما في ذلك "المنغور"، حيث كشفت مقاطع الفيديو عن مستوى جديد من الوحشية يعتمدها المعادين للبلاد.
وكان أهالي مهاباد قد طلبوا في الأيام الماضية من قوات الأمن والشرطة التعامل بجدية مع هذه العناصر المخرّبة، ولبّت القوى الأمنية الإستغاثة الشعبية وكثّفت جهودها لإعادة الأمن والهدوء الى المدينة.
في السياق، قال محراب بوراكبار المدعي العام في مدينة مهاباد: "سيتم اتخاذ قرار ضد كل من يخل بسلام وحياة المواطنين والمتورّطين مع الجماعات الإرهابية".
على خلفية تلك الأعمال وفي ضوء النشاطات المكثّفة للفصائل الإرهابية المعادية للبلاد من الجانب الحدودي المقابل للمحافظة الكردية ذات الأغلبية الكردية، وفي ظلّ محاولات تلك الفصائل التي لا تكل ولا تملّ من المحاولة لتهريب السلاح وبث الرعب والخلاف في قلوب المواطنين، شنّت قوات حرس الثورة الإسلامية ضربة صاروخية دقيقة دكّت فيها أوكار العديد من الفصائل الإنفصالية الإرهابية، وأصدرت العلاقات العامة لقوات حرس الثورة الاسلامية بيانا أعلنت فيه بدء جولة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لمقر حمزة سيد الشهداء (ع) على مقر الإرهابيين في اقليم شمال العراق. وجاء في البيان: ان هذه العمليات التي بدأت في الساعات الاولى من فجر الاثنين، وأكد أنه واستمرارا لتدمير مقار ومراكز المؤامرة وانتشار وتدريب وتنظيم الجماعات الارهابية التي تطالب بتقسيم ايران واستقرارها في اقليم شمال العراق، وشدد البيان على أنه تم تدمير الأهداف المنشودة وإلحاق خسائر جسيمة بالارهابيين في مناطق جزنيكان، زرغوئيز وكوي سنجق في عمق اقليم شمال العراق.