معرف الأخبار : 99786
تاريخ الإفراج : 6/29/2022 11:27:39 AM
رشوة ولي العهد ومستقبل نظام الملكية البريطانية

رشوة ولي العهد ومستقبل نظام الملكية البريطانية

على مدى السنوات الأخيرة، سلطت وسائل الإعلام الخاضعة للبلاط البريطاني بشدة على تصوير الأمير تشارلز بأنه الخيار الأنسب لخلافة الملكة، خاصة أنه لا يحظى بشعبية لدى الأجيال السابقة.

نورنيوز- تعاظمت مخاوف العائلة المالكة في بريطانيا بشأن مستقبل النظام الملكي في السنوات الأخيرة لأسباب من قبيل تراجع الاهتمام العام بالملكية بين الشباب البريطاني، وتنامي دور التيارات الانفصالية والجمهورية، منذ حوالي شهر، تم الاحتفال بالذكرى السبعين لتتويج إليزابيث الثانية بتكلفة حوالي 31 مليون ، على الرغم من كل المعارضة.

انتهزت وسائل الإعلام الموالية للملكية الفرصة لتصوير الأمير تشارلز على أنه الرجل الصالح لخلافة الملكة. هذا النهج المتمثل في دعم العائلة المالكة وتقديمها كنموذج للحكم السيادي والشعبي بالطبع قد حدث بينما تكشف التقارير المسربة حقائق تفضح عدم صحة هذه الإدعاءات.

نشرت صحيفة صنداي تايمز ، الأحد ، تقريرا تسلم ولي عهد إنجلترا الأمير تشارلز ثلاث حقائب نقدية من رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وبحسب هذا التقرير، دفع حمد بن جاسم مليون يورو إلى الابن الأكبر لملكة إنجلترا في إحدى المناسبات في حقائب التسوق لمتجر "فورتون آند ميسن". وفقًا لوسائل الإعلام، يزعم مكتب تشارلز أن الأموال قدمت للأمير كتبرعات خيرية. بلغ إجمالي الحزم النقدية الثلاثة 3 ملايين يورو واستلمها ابن الملكة من عام 2011 إلى عام 2015.

مع اشتداد الانتقادات لتلقي الأمير البريطاني مبالغ نقدية من رئيس الوزراء القطري، نشطت وسائل الإعلام التابعة للمملكة، في محاولة لتصوير هذه الرشاوى على أنها "تبرعات خيرية". ومع ذلك، يقول المنتقدون إن طبيعة مثل هذه التسريبات تعني الافتقار إلى الشفافية في المعاملات المالية للعائلة المالكة وتعزز قبول الديوان الملكي العادي للرشاوى، واعتبر النقاد أن هذه الخطوة لا يمكن أن تنظّف أيدي الأمير تشارلز الملطّخة بالرشوة.

ومنذ مدّة ليست بالبعيدة وبعد قيام اثنين من علماء الآثار البريطانيين بسرقة الآثار التاريخية العراقية، استخدمت هذه الوسائل الإعلامية كلمة "نقل الآثار التاريخية" بدلاً من السرقة، وذكرت صحيفة صن تايمز وميل آن ساندي أيضا أن ميشيل فاوست الرئيس التنفيذي لمؤسسة تشارلز الخيرية، قد وعد باستخدام نفوذه للحصول على جواز سفر بريطاني للتاجر سعودي ماري مبارك بن محفوظ مقابل المال. وهذا مثال آخر على إساءة استخدام تشارلز للسلطة.

في الحقيقة، لا يقتصر الفساد في هذه العائلة على الفساد المالي، وتكشف مراجعة سجلات أفراد هذه العائلة، وخاصة الأمير تشارلز، عن قضايا أخلاقية مروعة. حيث تزوج الأمير تشارلز من الأميرة ديانا عام 1981 لكنهما انفصلا عام 1996، ووفقا لديانا، خلال حياتهما معا كان تشارلز على علاقة غير مشروعة بـ "كاميليا باركر" التي تزوجها أيضا فيما بعد. وفقا للتقاليد الملكية لهذا البلد، لا يحق للمطلقين الزواج من شخص آخر طالما أن زوجهم السابق على قيد الحياة. وفي تلك الآونة وبينما كانت ديانا أكثر شعبية بين الناس والصحف من الأمير نفسه، قُتلت في حادث مريب بعد عام من الطلاق، وتزوج تشارلز لاحقا من كاميليا باركر.

بناء على ذلك، لو أجرينا نظرة فاحصة على سجل ولي العهد البريطاني البالغ من العمر 73 عاما، لتبيّن لنا أنه يغصّ بالفضائح المالية والمعنوية، كما يظهر أن وسائل الإعلام البريطانية ليس لديها خيار سوى بيع أوراق اعتمادها المهنية والأخلاقية بالمزاد لتبرير استمرار النظام الملكي، ومواجهة المعارضين الذين لا يقبلون بما يحدث.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك