معرف الأخبار : 97290
تاريخ الإفراج : 5/24/2022 2:21:02 PM
اغتيال الشهيد صياد خدايي.. محاولة خاوية لاستعراض القوّة

اغتيال الشهيد صياد خدايي.. محاولة خاوية لاستعراض القوّة

إن نوع الدعاية التي تقوم بها وسائل إعلام الكيان الصهيوني حول اغتيال الشهيد حسن صياد خدائي، تظهر أن الكيان لا يزال يعاني من "الرمزية المتطرفة" القائمة على أوهام مؤسسيه، وبالتالي يسعى إلى خلق مساحات نفسية وهمية يستعرض من خلالها "اقتداره" المصطنع.

نورنيوز- على خلفية اغتيال العقيد في حرس الثورة الاسلامية الشهيد حسن صياد خدائي، أمام منزله في شارع مجاهدين إسلام الأحد المنصرم في العاصمة طهران، حاولت وسائل الإعلام وحسابات تويتر المرتبطة بالكيان الصهيوني بشكل غير مباشر تبنّي هذه الجريمة الارهابية من خلال نشر العديد من التغريدات والاخبار والتحليلات، وحمّلت بشكل مبطّن وبتفاخر الاحتلال مسؤولية ارتكاب هذه الجريمة.

من دون أدنى شكّ، سيُحدث هذا القرار الوحشي وغير المدروس الذي أدى إلى هذا الحدث المأساوي، تحولاً كبيرا في معادلات أمنية جديدة لمواجهة مرتكبي هذه الجريمة، وهو ما يحتم على الجانب الآخر أن يستعد لتحمّل العواقب الخطيرة لتجاوز الخطوط الحمراء.

ورغم أن كيان العدو الارهابي لم يعلن رسميا مسؤوليته عن الجريمة، إلاّ أنه لا يمكن قبول أن الحملة الدعائية المكثفة التي شنها الكيان لعمل من شأنه أن يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي لمحتلي الأراضي الفلسطينية قد تم تنفيذها دون تنسيق حكومي من قبل سفاحي تل أبيب.

في الحقيقة كان أسلوب الدعاية الذي قامت به وسائل إعلام الكيان الصهيوني حول اغتيال الشهيد حسن صياد خدائي، خير دليل على أن الكيان لا يزال يعاني من "الرمزية المتطرفة" القائمة على أوهام مؤسسيه، وبالتالي يسعى إلى خلق مساحات نفسية وهمية يستعرض من خلالها "اقتداره" المصطنع.

فمن تقديم تفسيرات لا أساس لها من الصحة حول مزاعم الرسالة الواضحة لعدد الرصاصات التي أدت إلى استشهاد العقيد حسن صياد خدائي إلى أسطورة قوة الموساد، وغيرها من الحركات الاستعراضية، كانت هذه الموجة المُهيمنة على إعلام العدو الصهيوني خلال الأيام القليلة الماضية.

انتهاج هذا النوع من الرمزية المتطرفة من قبل وسائل إعلام الكيان الصهيوني، تأتي في حين لم تأخذ تلك الوسائل في الاعتبار آثار ما تفعله على مستقبل سكان الأراضي المحتلة، ومن دون أي رؤية للتوقعات والأزمات الأمنية التي ستتمخض عن هذه الدعاية.

نظراً للوقائع غير المسبوقة التي كشفت الثغرات الأمنية الهائلة للكيان الصهيوني خلال الأشهر القليلة الماضية، تواجه تل أبيب نوعا من الارتباك الاستراتيجي وتتخذ خطوات للخروج من هذا الوضع لتتمكن من زرع أوهام اعادة الاستقرار الى الصهاينة.

سلسلة تطورات خلال الاعوام الماضية كانت خير دليل على حالة التخبّط والوهن التي يعيشها الاحتلال، فمن فشل منظومة القبة الحديدية في  التصدي لصواريخ المقاومة، وحتى اختراق مسيّرات المقاومة لشبكة دفاع الكيان الصهيوني، علاوة على القرصنة المستمرة للأنظمة الحيوية وإفشالها، وتسريب المعلومات عن قادة الكيان ورموز سلطته على نطاق واسع، بما في ذلك الموساد في الفضاء السيبراني والعمليات الجارية لقوات المقاومة في تل أبيب، الى الهجمات التي تعرضت لها مختلف مدن العدو في الأراضي المحتلة والتي سقط فيها عشرات الصهاينة إثر عمليات المقاومة الجهادية، جملة هذه التطورات خير دليل على ما ذكرناه سالفاً.

بغض النظر عن الأهداف المحددة وطبيعة اغتيال الشهيد صياد خدائي، والتي يجب الردّ عليها في الوقت المناسب، فإن تناسق هذه الإقدامات العنيفة والمناهضة للأمن مع بعض الأحداث في المسيرات الاحتجاجية المحدودة الأخيرة في البلاد، يشير إلى أن هذه الجريمة تأتي في وقت صعب، حيث يجري تنفيذ برامج اقتصادية جديدة في ايران، وفي ظلّ محاولات بعض العملاء الأجانب الذين كانوا يحاولون الاستفادة من أدوات "العنف" لزيادة الضغط على الشعب الإيراني.

الأمر الذي أوقع أجهزة الامن المعادية لايران في هوّة الفشل، وأثبت عدم صحّة قراءات بعض الحكومات الانتهازية حول ما يحدث في ايران، ومنعهم من تحقيق أهدافهم الشائنة تجاه الشعب الإيرانية يكمن في حقيقتين مهمتين:

أولاً: عدم دراية المعادين لايران بالمعتقدات المعرفية للشعب الإيراني فيما يخص نيل شرف الشهادة، وعلى الرغم من أن التأثير المذهل لهذه العقيدة خلال مسيرة الشعب الإيراني والذي مكّنه من اجتياز أصعب المطبّات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما  اعترف به أعداء ايران مرارا وتكرارا، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد من إدراك وتقبّل قيمة ثقافة الاستشهاد والشهادة في معتقدات الشعب الايراني.

ثانيا: إن سوء فهم العدو لعواقب مثل هذه التحركات غير المدروسة والطائشة، والقيام بأعمال من قبيل اغتيال الشهيد صياد خُدائي، وتخيّل أن الشعب الإيراني سيعاني من الذعر والقلق والفوضى إثر هذه الجريمة، وبأنه سيتراجع عن مواقفه السليمة، خطأ حسابي آخر يضع العدو في مواجهة الشعب الايراني.

ارتكاب مثل هذه الأعمال، كما شهد العالم بأسره في استشهاد القائد الحاج الشهيد قاسم سليماني، تجمع بين الخصوم والمعارضين في مجال السياسة والاقتصاد وغيرها، وتظهر الحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن الشعب الايراني الواعي فيما يخصّ مسألتي الأمن القومي ومقاومة الاستكبار العالمي ستبقى أقدامه ثابتة وأساسه متين.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك