معرف الأخبار : 97220
تاريخ الإفراج : 5/23/2022 10:56:12 AM
العلاقات الايرانية - العمانية.. أواصر راسخة وتعاون وثيق

العلاقات الايرانية - العمانية.. أواصر راسخة وتعاون وثيق

تتّسم العلاقات بين ايران وسلطنة عمان بترابط وثيق عزّزه التعاون المشترك في مختلف المجالات على مدى الـ42 عاماً الماضية.

وفيما باتت حلقة التعاون الثنائي بين البلدين الجارين أكثر مقارنة من أي وقت مضى، يصل اليوم الاثنين رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، الى العاصمة مسقط، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، في إطار زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً يلتقي خلالها بسلطان عمان وعقد اجتماع رسمي مع سلطان عمان "هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد" في قصر العلم، ويتضمن اللقاء التوقيع على عدة وثائق تعاون.

كما سيلتقي رئيس الجمهورية في هذه الزيارة التي تعدّ الخامسة له خارج البلاد منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية قبل نحو 9 اشهر، الايرانيين المقيمن في هذا السلطنة، ويجري اجتماعاً آخر مع التجار ورجال الاعمال العمانيين.

تأتي هذه الزيارة في ظلّ ظروف سياسية واقتصادية تشهدها المنطقة، لا سيما في إطار سياسة الأبواب المفتوحة التي انتهجتها حكومة السيد رئيسي لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، حيث سيسهم لقاء فخامة رئيس الجمهورية مع جلالة سلطان عمان في تحقيق قفزة كبيرة بين البلدين في الجانب الاقتصادي، وذلك في ضوء تبادل تجاري يرقى لمستوى العلاقات الطيبة بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين طهران ومسقط في العام الماضي ملياراً و336 مليون دولار.

*أسس راسخة ورصينة

وارتكزت العلاقات الايرانية العمانية على الصعيد السياسي، على أسس راسخة ورصينة، لم تتمكن أي من متغيرات وتحولات المنطقة المتفاقمة من تحريك تكتوناتها الصلبة، فالعلاقات بين البلدين قائمة على حسن الجوار "بكلّ ما للكلمة من معنى"، وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى الاحترام المتبادل.

وتحوز العلاقات مع سلطنة عمان على اهمية خاصة بالنسبة للجمهورية الاسلامية، نظراً للدور البنّاء الذي تلعبه مسقط في تقريب وجهات النظر سواء بين طهران وبعض دول المنطقة لحلّ الخلافات، أو في الملفات الدولية الشائكة، ففي يناير الماضي عقدت جولة مباحثات سياسية بمسقط، ناقشت العديد من القضايا الملحّة، بما في ذلك مسألة إحياء الاتفاق النووي الذي وصل الى مراحله الاخيرة في فيينا، علاوة على عدد من أزمات المنطقة بما في ذلك سبل حلّ الازمة اليمنية، خصوصاً في ضوء الدور الفاعل الذي لعبته مسقط في خلق حالة من التوازن السياسي والعسكري في أزمة اليمن.

لطالما كانت سلطنة عمان الجار المقرّب للجمهورية الاسلامية الايرانية في كافة المراحل عبر التاريخ، فهي التي نأت بنفسها عن المؤامرات والمخططات التي يحيكها الغرب ضد شعوب المنطقة، وستشكّل زيارة السيد رئيسي اليوم خطوة كبيرة أخرى نحو تعميق العلاقات المتجذّرة بين البلدين في كافة المجالات.

وتأتي الزيارة في إطار نهج استراتيجي واعد اعتمدته حكومة الرئيس آية الله رئيسي، نهج يضع تحسين العلاقات مع الدول المجاورة للجمهورية الاسلامية في كافة الصعد على رأس اولويات الحكومة، ومن هذا المنطلق، تكثّفت الجهود لتعزيز العلاقات المتنامية مع سلطنة عمان.

*دور السلطنة البنّاء

كما أن للزيارة أهمية خاصة بشأن المحادثات الجارية بين رئيس الجمهورية وقادة المنطقة، ففي ضوء المباحثات الجارية بين ايران وبعض الدول العربية لإعادة العلاقات الى سياقها الصحيح، وحلّ الخلافات، سيكون لسلطان عمان دور كبير في تقريب وجهات النظر.

وكانت الجمهورية الاسلامية قد أكدت ان الأمن من منظور عسكري يضر بأمن المنطقة، ولا يمكن أن يجلب الأمن لمنطقتنا، ولا يمكن لعنصر تهديد مثل الكيان الصهيوني أن يضمن الامن لمنطقتنا، وأن الأمن والاستقرار لا يمكن ان يتحقّق سوى بجهود دول المنطقة وقدراتها.

وكان قد توجّه وفد يضم 50 شخصا من التجار ورجال الاعمال الايرانيين، الى سلطنة عمان الاسبوع الماضي، لتعبيد الارضية لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين ايران وسلطنة عمان.

كما وصل وزير النفط "جواد اوجي"، إلى العاصمة العمانية مسقط الجمعة المنصرمة، لبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية.

ومن المتوقع، أن يشهد التبادل التجاري بين القطاعين الحكومي والخاص لدى البلدين مزيدا من التطور على خلفية هذه الزيارة، وتلوح في الأفق فرصة جديدة باتت مهيأة امام البلدين لتحقيق هذا الهدف عاجلا أم آجلا.

وكان لمسقط دور مؤثّر في تخفيف وطأة الحظر الأمريكي الجائر "الاحادي الجانب" المفروض على الشعب الايراني خلال الاعوام الماضية منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2016.

على خلفية الزيارة، اصدر ديوان البلاط السلطاني في عمان بيانا أمس الاول، اعتبر فيه زيارة رئيس الجمهورية هذا الاسبوع للسلطنة، تجسيدا لحس الجوار وللعلاقات الطيبة التي تربط سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

واضاف البيان: ان هذه الزيارة، تأتي في إطار الحرص السامي للسُّلطان "هيثم بن طارق" و"آية الله رئيسي"، على تعزيز الاواصر الثنائية في شتى المجالات خدمة لمصالح البلدين الصديقين.


الوفاق
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك