معرف الأخبار : 96813
تاريخ الإفراج : 5/14/2022 12:05:38 PM
ما هو هدف أمريكا من فرض وضعية "التعادل" في أزمة أوكرانيا؟

ما هو هدف أمريكا من فرض وضعية "التعادل" في أزمة أوكرانيا؟

في سياسة باتت مفضوحة أمام الجميع، يعدّ إغراق روسيا وأوكرانيا في حرب استنزاف تؤدي على الأقل إلى عدم انتصار موسكو وكذلك عدم خسارة كييف استراتيجية أمريكا في الحرب الاوكرانية.

نورنيوز- ما تزال الأزمة الأوكرانية إحدى الأزمات الرئيسية الراهنة في النظام الدولي، حيث يرى العديد من الخبراء أن هذه الحرب هي أهم تطور عسكري واستراتيجي بعد الحرب العالمية الثانية، كما تدعم التداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية لهذه الحرب إلى حد كبير هذه الآراء.

تقدم روسيا وأوكرانيا معا نصف القمح وما لا يقل عن 30 في المائة من الذرة الى العالم، وأدت الحرب بين البلدين إلى أزمة غذاء خطيرة في العالم.

 تؤكد جميع دول العالم في تعليقها السياسي على ضرورة إنهاء هذه الأزمة من خلال الحوار والحلول السلمية، ولكن هناك فرق كبير بين أقوال وأفعال بعض الفاعلين الرئيسيين في هذه الأزمة، وخاصة أمريكا وأوروبا.

ولو أخذنا ازدواجية المعايير لهذه الدول، فإن الجهود السياسية والمشاورات الدبلوماسية لإنهاء هذه الحرب لم تثمر حتى الآن.

منذ بداية هذه الأزمة، كانت أمريكا تحاول منع وضع حد لهذه الحرب، على الأقل في المدى القصير، بمساعدتها العمياء لكييف، ويكمن السبب الرئيسي لتبني هذه الاستراتيجية في إبقاء روسيا غارقة في مستنقع الحرب وزيادة اعتماد أوروبا على واشنطن لا سيما في مجال الاسلحة.

وتظهر توقعات الأمريكيين المتكررة حول طول أمد الحرب محاولة لتهيئة أرضية تلائم إستراتيجية واشنطن مع الأزمة الأوكرانية.

شددت رئيسة المخابرات الوطنية الأمريكية آفريل هينز على الحاجة إلى إطالة أمد الحرب في جلسة استماع حديثة لمجلس الشيوخ الأمريكي حول احتمالات اندلاع حرب في أوكرانيا في وقت سابق، وسبق أن صرح بذلك بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكين ووزير الحرب لويد أوستن.

وخير دليل على نوايا واشنطن السيئة في الحرب الاوكرانية، هو حزمة المساعدات البالغة 40 مليار دولار التي اقترحها الرئيس الأمريكي كمساعدة لأوكرانيا، والتي تمت الموافقة عليها بأغلبية ساحقة في مجلس النواب، حيث قال متحدث باسم البنتاغون أيضا إن 5500 صاروخ جافلين و 1500 صاروخ ستينجر قد وصلت إلى أوكرانيا.

اتخذ حلفاء واشنطن الآخرون نهجا مشابها لحرب أوكرانيا، حيث توجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي زار أوكرانيا سابقا، إلى فنلندا والسويد لتقديم المشورة لأوكرانيا بشأن عضوية الناتو.

إن متابعة لندن لهذه القضية، والتي كانت أساسا سبب الحرب الأوكرانية، هي بالتأكيد عاملاً مهمًا في تصعيد الحرب بين روسيا وامريكا، وستؤدي هذه التحركات الى تأجيجها لا أكثر.

على الرغم من أن الأزمة الأوكرانية فرضت صعوبات اقتصادية شديدة على أوروبا، فقد دعا المسؤولون الألمان والفرنسيون أيضا إلى فرض عقوبات واتخاذ إجراءات ضد روسيا، والمزيد من تسليح أوكرانيا بسبب موقعها في الملعب الذي أوجدته واشنطن بما يخدم مصالحها.

وأعلنت الحكومة البولندية في الأيام الأخيرة أنه تم جمع أكثر من 6 مليارات دولار من المساعدات، معظمها مساعدات عسكرية، خلال مؤتمر دولي لمؤيدين أوكرانيا. وشدد الأمين العام لحلف الناتو أيضًا على استعداد التحالف لدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا منذ سنوات.

إن إلقاء نظرة على مواقف الحكومات الغربية، والأشخاص الذين زاروا أوكرانيا، ومواقف مجموعة السبع، ومسؤولي الناتو يظهر أن الغرب لا يعتقد بأن الدبلوماسية يجب أن تكون الحل الأساسي للصراع.

كما أن المعطيات الغربية بمجملها والحملات الاعلامية تسلّط الضوء على "هزيمة بوتين"، و "فرض عقوبات على روسيا"، و "إرسال أسلحة عسكرية إلى أوكرانيا"، ولا يمكن أن يكون أي من حملة التلقين هذه أساسا لدفع حل دبلوماسي يضع حدّا للحرب المستعرة.

رغم ذلك، فإن الغرب بقيادة امريكا، يمثل حاليا أكبر عقبة أمام الحل الدبلوماسي للحرب الروسية الأوكرانية، وسيؤدي استمرار هذا النهج إلى تحقيق رغبة الولايات المتحدة في تشكيل وضع "بات" أو وضع "التعادل" في الحرب الاوكرانية.

في السياق، صرح رئيس وزارة الدفاع الأمريكية (DIA)، سكوت باريير، مؤخرا أن الوضع في أوكرانيا هو وضع "بات" او "التعادل"، مما يعني أن الروس لم ينتصروا والأوكرانيون لم يخسروا.

هذا الوضع الذي يؤدي إلى تآكل الجانبين وإشراك الأوروبيين في الأزمة الاقتصادية، يساعد واشنطن في استمرار الحرب ومنع التوصل إلى حل وسط بالوسائل السياسية.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك