معرف الأخبار : 95391
تاريخ الإفراج : 5/5/2022 1:49:00 PM
محاكمة الايراني "حميد نوري" في السويد.. علامات استفهام عديدة؟!

خاص نورنيوز..

محاكمة الايراني "حميد نوري" في السويد.. علامات استفهام عديدة؟!

وجهت محكمة سويدية تحاكم المواطن الايراني "حميد نوري" طلبا بالسجن المؤبد له بعد 90 جلسة استماع، فيما تُظهر الأدلة أن المحاكمة افتقدت للحدّ الأدنى من الإجراءات العادلة، لا سيما من ناحية حقوق دفاع المُتّهم.

نورنيوز- دعا مكتب المدعي العام السويدي الأسبوع الماضي الى الحكم بالسجن المؤبد على المواطن الإيراني "حميد نوري"، وفقاً لما ذكرته زمرة المنافقين الإرهابية في هذا البلد، يأتي هذا في حين تحوم حول هذه العقوبة الكثير من الشبهات ويكتنفها الغموض والتساؤلات حول شرعيتها وقانونيتها.

قُبض على حميد نوري في مطار ستوكهولم بالسويد في نوفمبر 2019 ونُقل على الفور إلى الحبس الانفرادي، لم يُسمح له بالاتصال بعائلته لمدة أربعة أشهر بعد اعتقاله، في انتهاك لجميع أحكام القانون الدولي.

وفي انتهاك صارخ لحقوقه الأساسية، لم يسمح القضاء السويدي للمواطن الايراني المحتجز في الحبس الانفرادي أن يلتقي مع أي شخص لمدّة تصل إلى عامين.      

ولم تستوفي المحكمة السويدية أي شرط من شروط اعتقال نوري، من ناحية؛ لم يُمنح فرصة للدفاع عن نفسه ومن ناحية أخرى؛ لم يكن المحامون الذين عينتهم الحكومة على استعداد للتعاون معه بصدق، بما معناه أن ما جرى عبارة عن محاكمة صورية صدر الحكم فيها قبل أن تبدأ.

الآن وبعد 90 جلسة استماع، قدم المدعي العام السويدي طلبا للحكم على نوري بالسجن المؤبد، لكن المحكمة لم تمنح المواطن الايراني فرصة للدفاع عن نفسه، ووفقاً للمصادر لم يحصل نوري سوى على 20 ساعة للدفاع عن نفسه من إجمالي 550 ساعة من المحاكمة!

ومن إجمالي 90 جلسة محاكمة، أتيحت الفرصة لأكثر من 80 شاهدا، معظمهم من عناصر زمرة المنافقين الإرهابية المعادية لايران، للإدلاء بشهادتهم ضد حميد نوري، فيما لم تسمح المحكمة للشهود الذين تطوعوا للإدلاء بشهادتهم لصالح نوري!

ما يثير العجب؛ هو اعتماد عناصر زمرة ارهابية معادية لايران كشهود مزعومين على محاكمة حميد نوري، والأغرب من كل ذلك هو أن الأشخاص الذين أدلوا بشهاداتهم هم أنفسهم على قائمة الجماعات الإرهابية من قبل العديد من دول العالم لسلوكهم اللاإنساني وجرائمهم ضد الإنسانية لا سيما في الجمهورية الاسلامية، ومحاسبتهم ومحاكمتهم مطلب عالمي، وهو أمر تجاهله القضاء السويدي.

من ناحية أخرى؛ المنافقون (زمرة ارهابية معادية لايران) مكروهون للغاية حتى بين السويديين أنفسهم، وخاصة الإيرانيين الذين يعيشون في هذا البلد، والذين يشكلون أكبر عدد من الإيرانيين في أوروبا، وكانوا يحاولون إقناع الجميع بأن مشروع حميد نوري هو مشروع يدعم التيارات اليسارية.

وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن هذه المجموعة ملطخة بدماء أكثر من 17 ألف إيراني، وهم مستمرون في اتباع نفس السياسات بالتعاون مع الجماعات الإرهابية الأخرى، بما في ذلك الوهابيين والكيان الصهيوني، ولكن يظل السؤال المحيّر، هو كيف أصدرت محكمة سويدية حكما بناءً على شهادة مجموعة متورطة هي نفسها في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب؟

في الواقع، أجرى القضاء السويدي بدعوى حماية حقوق الإنسان، مثل هذه المحاكمة لصالح الإرهابيين المنافقين وأصدر حكماً بالسجن مدى الحياة، في حين لم يلق أدنى رد فعل على حرق القرآن في السويد من قبل المتطرفين الدنماركيين، خلافاً لذلك، قامت الشرطة السويدية بقمع احتجاجات الشعب السويدي على هذه التصرفات العنصرية والطائفية.

يصبح هذا التمييز أكثر وضوحا عندما قدم زعيم الديمقراطيين السويديين جيمي أكسون مشروع قانون من 30 مادة يدعو إلى قوانين خاصة لمكافحة المهاجرين المسلمين وإغلاق المساجد، حيث جادل الكثيرون بأن السويد أصبحت سجنا للمسلمين، حيث تسري فيها قوانين وأفكار العصور الوسطى!

يثير سلوك القضاء السويدي في طريقة اعتقال حامد نوري واحتجازه ومحاكمته أسئلة أساسية حول حقوق الإنسان الأساسية التي تزعم السويد أنها تتبناها، سلوك يذكرنا أيضاً بالمعاملة الأمريكية للمعتقلين في غوانتانامو وأبو غريب.

بطبيعة الحال، للحكومة السويدية باع طويل في الخبث والعداء المستمر للشعب الإيراني على مر السنين، فمن المواطنة ودعم الجواسيس والإرهابيين من قبيل زمرة المنافقين الإرهابية وحركة النضال الإرهابية، الى حظر تصدير الأدوية الأساسية والضرورية للشعب الايراني، وحتى احتضان المفسدين الاقتصاديين والمختلسين الهاربين ومنحهم الجنسية على غرار منح الجنسية لـ أحمد رضا جلالي جاسوس الموساد، وذلك بعد اعتقاله ومحاكمته في إيران، وغيرها من الاجراءات المعادية للجمهورية الاسلامية.

على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما الذي جعل الحكومة السويدية تستغل شرف وكرامة القضاء والشعب لخدمة مصالح جماعات ارهابية، إلا أنه من المؤكد أن القمر لن يبقى أبدا خلف السحابة وأنه أخيرا سيتضح أن هدفها الأساسي هو إدانة الجمهورية الإسلامية وممارسة الضغوط عليها.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك