معرف الأخبار : 93548
تاريخ الإفراج : 4/16/2022 12:06:03 PM
مغامرة جيوسياسية سيدفع ثمنها العالم

مغامرة جيوسياسية سيدفع ثمنها العالم

في أعقاب انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، شرعت الدول الأوروبية في تنفيذ تهديداتها بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، كورقة ضغط للتضييق عليها وإرغامها على الانسحاب من أوكرانيا.

تقارير ووجهات نظر عديدة حذّرت من تبعات فرض العقوبات على روسيا عالمياً، حيث تحدثت عن حجم الآثار السلبية التي ستخلّفها العقوبات الأوروبية على الاقتصاد الروسي، بينما هدد البعض بـ"عزلة روسيا" في المرحلة المقبلة، في حين أن أوروبا لها حصة الاسد من تداعيات هذه العقوبات نظرا لاعتمادها الكبير على روسيا في موارد الطاقة والعديد من المواد الاخرى التي تحتاجها دول اوروبا.

فمع انطلاق العملية العسكرية الروسية وبعد بدء فرض العقوبات على موسكو، اعترف رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، حين قال إنّ العقوبات التي فُرضت على روسيا ستؤثر في أوروبا أيضاً، مشدداً على ضرورة الاستعداد لذلك.

وقال ميشيل، في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي: "تداعيات العقوبات ستؤثر بصورة كبيرة في روسيا. لقد حشدنا جهودنا لمنع استخدام احتياطات البنك المركزي الروسي. العقوبات ستؤثر فينا أيضاً، وعلينا أن نكون مستعدين لذلك".

في السياق، نشرت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية الصينية، تقريرا حول العقوبات الأمريكية ضد روسيا، ووصفتها بالمغامرة السياسية غير المدروسة، التي سيتعين على العالم بأسره دفع ثمنها.

ووفقا للصحيفة فأن أحدث البيانات حول التضخم في العالم تشير بوضوح إلى أن هذا نتيجة للأزمة في أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على روسيا.

وقالت التقرير إنه إلى إلى جانب الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية ضد روسيا، يمثل وباء كورونا أيضا أحد الأسباب الهامة للتضخم الحاد في جميع أنحاء العالم.

وأضافت الصحيفة أنه لا يمكن أن يكون هناك شك في أن "ارتفاع أسعار الطاقة والسلع، الذي غذته الأزمة الأوكرانية، والعقوبات الاقتصادية الغربية غير المدروسة بقيادة الولايات المتحدة ضد روسيا، قد أدى إلى تفاقم التضخم العالمي".

وبحسب التقرير فإن الاتهامات الأمريكية لدول أخرى بشأن مسألة التضخم هي محاولة فاشلة لتحويل الذنب "من الرأس المريضة إلى الرأس السليمة، وهي مؤامرة خبيثة"، والغرض منها إخفاء إخفاقات الإدارة الأمريكية.

وقال التقرير: "في الوقت الذي لم تتعاف فيه سلاسل التوريد العالمية بالكامل بعد من الوباء، يؤدي الوضع في أوكرانيا والعقوبات ضد روسيا إلى تفاقم انقطاع الإمدادات. فالعالم يشهد نقصا في موارد الطاقة والمواد الخام والمواد الغذائية، ودول العالم في ظل هذه الظروف تتحمل العبء الأكبر من المغامرات الجيوسياسية للولايات المتحدة".

كما أكد تقرير الصحيفة الصينية أنه بالإضافة إلى ذلك، تلحق العقوبات الغربية ضررا خطيرا بمصالح الدول النامية غير المحمية من التضخم المرتفع في استيراد المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى، مشيرا إلى أن "الصورة قاتمة، وفي مثل هذه الظروف، يبقى الأمل في ألا يلوم الغرب الآخرين، بل يركز على حل العدد المتزايد من المشاكل الاقتصادية المحفوفة بالعواقب العالمية الخطيرة".

ما زالت أوروبا تعتمد على النفط والغاز الروسيين، وخصوصاً أنّ البدائل الأخرى لا تزال بعيدة المنال وأكثر تكلفة.

ويمثّل الغاز الروسي أكثر من 40% من واردات الغاز الأوروبية. وقد يؤدي نضوب الغاز، جراء عقوبات غربية أو إجراءات مضادة روسية، إلى زيادة أكبر في تعرفة الطاقة لملايين الأُسر، كما سيؤدي قطع موسكو عن أنظمة الدفع الدولية إلى تعقيد مدفوعات أوروبا في مقابل وارداتها من الغاز التي يأتي أكثر من ثلثها من روسيا.

إذ يقول تحليل لموقع فورين أفيرز إنه إذا استمرت الحرب الاقتصادية بين الغرب وروسيا حتى عام 2022 بهذه الشدة، فمن المحتمل جدا أن ينزلق العالم إلى ركود ناجم عن العقوبات.

 


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی